لعب نجوم المريخ في الشوط الأول مع إسم (الترجي) ..وخسروا بثلاثية نظيفة! وعندما لعبوا مع الترجي في النصف الأخير من الشوط الأول ..وسيطروا تماما على الشوط الثاني ..لعبوا مع فريق الترجي. في الحصة الأولى سيطرت رهبة الإسم الكبير للفريق التونسي على لاعبي المريخ ..وظهر الإرتباك جليا في أدائهم ..تحديدا بوسط الميدان وقلب الدفاع. وعندما تفطن لاعبو المريخ إلى قدراتهم التي لا تقل عن قدرات لاعبي الترجي ..عادوا إلى أجواء اللعب ..وعاندتهم الكرة في أكثر من فرصة كانت يمكن لنصفها أن يعادل نتيجة اللقاء. المحصلة النهائية خسارة المريخ بثلاثة أهداف نظيفة ..جعلت مباراة أمدرمان تبدو قاسية جدا على لاعبي المريخ ..وربما كانت المباراة أصعب بكثير من تلك التي خاضوها بالأمس بملعب رادس . أكد شوط اللعب الثاني ..ان ما نقص لاعبي المريخ في بداية اللقاء هو التكيف مع أجواء اللعب ..وأنهم فقدوا الثقة بأنفسهم تماما وتعاملوا مع الترجي التونسي بإسمه ومنحوه حجما أكبر من حجمه الطبيعي. ويعود الإرتباك الذي صاحب أداء لاعبي المريخ في الحصة الإولى ..أو في النصف الأول الذي شهد الاهداف الثلاثة بشباك أكرم الهادي ..إلى حالة التهويل التي صاحبت مسيرة الأيام التي سبقت سفر المريخ إلى تونس. ظلت الصحف المريخية دون إستثناء تفرد الصفحات اليومية للترجي والرفع من قيمته ..والتغزل في لاعبيه ونقل أخبارهم ..وتحدياتهم ..والحديث الإيجابي عن الترجي ..وهو ما ولد إحساساً سالباً بدواخل لاعبي المريخ الذين كما أسلفت لعبوا شوطا أولا ضد إسم الترجي ..وفي الشوط الثاني لعبوا مع فريق عادي يلعب كرة القدم بذات الطريقة التي يلعب بها نجوم المريخ. وقد إتضح تماما أن الترجي فريق عادي ما كان له أن يقهر المريخ بثلاثية لو أن لاعبي المريخ أزالوا الرهبة من نفوسهم ..وتمتعوا بالثقة الكافية ومارسوا ثباتا إنفعاليا مطلوبا في بدايات الجولة ..خاصة في مباريات خارج الإرض. لنتفاءل إذن بعد أن أنكشفت كل الأوراق ..ولندع التشاؤم جانبا ..ولننظر إلى جولة القلعة الحمراء بعين آخرى ..فيها الثقة المطلقة في لاعبينا وقدراتهم الكبيرة ..وجماهير مؤمنة بقوة فريقها وتبحث معه على الإمجاد..وليس هناك مستحيل أبدا.!! ثلاثة أهداف محصلة قاسية ..وتعويضها يحتاج إلى مجهود كبير ..ورغبة حقيقية من قبل النجوم ، وهذا رهين بعدة عوامل أولها توفير أجواء أفضل للاعبين ..والنأي بهم بعيدا عن التهويل والتضخيم ..والشحن الزائد الذي يفرز نتائج سالبة. هذا على صعيد الأعلام ..والإدارة والجمهور ..اما نجوم الفريق أنفسهم ..فعليهم أن يبدأوا من حيث إنتهى بهم لقاء تونس ، وتحديدا شوط اللعب الثاني الذي دانت لهم فيه السيطرة تامة ..وتحولوا إلى فريق آخر غير ذلك الذي إستقبل ثلاثة أهداف (عادية) بشباكه في الشوط الأول ..وتحديدا النصف الأول منه. وعندما نقول يجب أن يبدأوا من حيث إنتهوا ..لأن كل شئ كان رائعا ..النسق الدفاعي تغير تماما ..وصار هناك تنظيم دفاعي جيد ..وبرع لاعبو خط الوسط ..لاسانا ونجم الدين وبدرالدين قلق ..في خلق شخصية معتبرة للمريخ بهذه المنطقة ..وتحرك خط المقدمة بشكل لا بأس به ..وهو ما أضاع فرصا للمريخ كان يمكن أن تجعل الفريق في وضع أفضل من الذي هو عليه الآن. إنتهى درس رادس ..وفتحنا صفحة القلعة الحمراء ..أو قلعة التأريخ!!