ظهر الثلاثاء (5) ديسمبر كان افتتاح فرع بنك فيصل الإسلامي الجديد في عاصمة ولاية كردفان (الأبيض) ،الذي وصفه السيد والي الولاية بأنه إنجاز حضاري في الولاية التي كان البنك حاضرا فيها منذ عام 1983م، وكانت له مساهماته في نشر ثقافة المعاملات الإسلامية وممارستها ، كما كان له دوره في التنمية، وآخرها تمويل التجمع السكني للسادة القضاة وغير ذلك. ومع حضور سمو الأمير محمد الفيصل مؤسس ورئيس مجلس إدارة البنك رائد التجربة الذي احتفى بحضوره وآخرين كثر من رجال المصارف وذوي الشأن، السيد والي الولاية - معتصم ميرغني زاكي الدين - مذكرا الحضور، وكنا من بينهم، بأن الولاية التي رحبت بالملك فيصل بن عبدالعزيز والد الأمير محمد في زيارته لها في منتصف ستينيات القرن الماضي ترحب اليوم بالأمير رئيس مجلس الإدارة الذي وقف شأن والده في السابق على إمكانات الولاية التي تشهد اليوم نهضة - كما قال الوالي - ومتغيرات ايجابية كبيرة من كهرباء وطرق، ولكنها تنتظر المزيد الذي كان حاضرا في التداول بين السيد الوالي وسمو الأمير، والبنك يفتتح مبنى فرعه الجديد.. فالسيد زاكي الدين الذي اشار في كلمته عند الافتتاح الي إمكانات ولاية كردفان ودورها في الصادر القومي بشر الحضور بأنه تم الاتفاق مع السيد رئيس مجلس إدارة بنك فيصل الإسلامي على تخصيص محفظة بنكية خاصة بتمويل التنمية الاقتصادية والاستثمارية في مجال المياه والنشاط الزراعي والإسكان الفئوي والجماعي.. وهو ما كان قد سبقه اليه السيد رئيس اتحاد اصحاب العمل بالابيض في كلمته عند الافتتاح. اذ قال الاخير ان الثروة الحيوانية في كردفان تشكل 27 مليون رأس، كما ان هناك الصمغ العربي والفول والكركدي والسنمكة والمنتجات البستانية وغيرها والمطلوب في كل الاحوال (مسالخ ومصانع بصيغ تمويل طويلة الأجل ومتوسطه). ومن ثم فان المحفظة الخاصة التي ورد ذكرها في حضور السيد نائب مدير عام البنك المركزي بدر الدين محمود الذي شهد بأن للولاية (كردفان) تأثيرها المشهود في الاقتصاد وبها 37 فرعا للمصارف بحجم قدرات مالية تشكل مائة وسبعة وثلاثين ملياراً من الجنيهات، جاءت في زمانها ومكانها، ومن المصرف الذي يعرف له تطوره واسهاماته ومكانه من المصارف السودانية والاقليمية، كما تشهد بذلك جهات الاختصاص التي ذكرها السيد علي عمر ابراهيم مدير البنك في كلمته عند افتتاح المبنى الجديد لفرع الابيض، والتي اعلن فيها ايضا امام الحضور ان بنك فيصل الإسلامي السوداني رائد التقنية المصرفية كما شأنه في المعاملات الشرعية الاقتصادية، ستكون له في العام المقبل (2013) خدمات فرع الكتروني (كامل الدسم) ، وربما كانت الاولى من نوعها ليس في السودان فحسب وانما العالم العربي أيضا..! لقد تطور بنك فيصل الإسلامي اداءً بما جعله يكسب رضا الزبائن والمستثمرين والعاملين فيه كذلك كما تقول تقاريره السنوية وعائداته المالية والمعنوية والمهنية، وتلك التي رسخت التجربة المصرفية الإسلامية وطورتها، مما جعل الأمير محمد الفيصل المؤسس والرائد يقول في كلمته في مناسبة افتتاح مبنى فرع البنك الجديد بالابيض ذلك النهار،ان الجيل الثاني ممن مارسوا التجربة اكثر خبرة من الرعيل الاول، اي الجيل المؤسس. ومن ثم فهو الآن يعكف على فلسفة الاقتصاد الإسلامي وليس ممارسته وانتشاره كما كان الحال في السابق.. ان التنافس الآن بين النظام الغربي والنظام الإسلامي يجعلنا نركز على نظرية الاستخلاف، اي ان الانسان لا يملك المال كما تقول النظريات الغربية وانما هو مستخلف فيه.. وللاستخلاف واجباته ومطلوباته.. هكذا جاء في كلمة الأمير الفيصل الذي كرمه السيد الوالي ومنحه درعا وسيفا وغير ذلك مما لابد ان يكون قد كُرّم به الملك فيصل في زيارته التاريخية لكردفان، وهذا ما جعلنا نقول ان التاريخ في كردفان يعيد نفسه، وان اختلفت المناسبات والبرامج ، فزيارة الفيصل (الأب) لها خصوصيتها وزيارة الفيصل (الابن) لها مناسبتها ، وفي كل خير... والشكر لبنك فيصل الإسلامي السوداني الذي اعاد انتاج التاريخ بمبناه الجديد في العاصمة (الأبيض) وبمحفظته المالية الخاصة بالتنمية في ولاية كردفان.