*مبادرة رائعة حملت فى باطنها الكثير من المعانى السامية والنبيلة هى التى أقدمت عليها شركة زين للإتصالات والتى أطلقت عليها إسم ( ليلة فى حب الوطن ) وإحتضنتها قاعة الصداقة حيث كانت بمثابة تكريم و رد الوفاء لرجال قدموا العطاء وهم الذين إنتزعوا إستقلال هذا الوطن من قبضة ( الخواجات الإنجليز ) - كانت ليلة وطنية بالفعل لا سيما وأن إختيار الأغنيات التى مجدت و جسدت كل معانى الوطنية و عزة السودان وشموخه وخلال ذاك الحفل فقد عرضت شاشة ( البروجيكتر ) تسجيلات تحكى وتعبر عن لمحات وبطولات وتضحيات لأشخاص ومرافق إرتبطت بالسودان ( الكبير و القديم ) *المحتفى بهم هم رجال رسموا ونحتوا أسماءهم بأحرف من نور ودم ودموع على جدار هذا الوطن الغالى وأكدوا على عزته وشموخه قبل أكثر من ستين عاما وهم الذين نالوا شرف المشاركة فى أول برلمان للسودان وقد ضمت القائمة أبطالا وأسماء لامعة ستظل ذكراهم حية ترزق وباقية ما بقيت الحياة ولن يتخطاهم التاريخ حيث ضمت القائمة كلاً من (البطل الحاج يعقوب حامد بابكر أحد صناع الإستقلال وصاحب مقترح الجلاء - البطل حسن محمد زكى عضو أول برلمان - البطلة السريرة مكى الصوفى مصممة أول علم - البطل بابكر عوض الله رئيس برلمان 1953 - البطل رحمة الله محمود أول عضو برلمان من دارفور - والبطل الفريق احمد محمد حمد أول قائد للجيش ) *دواعى ومبررات تجعلنى أتحدث عن الحاج يعقوب حامد بابكر والذى كان يمثل وقتها حزب الأمة عن دائرة السوكى وهو أحد رموز وأعيان النيل الأزرق وضوءً لأهلها وعنوانا لشعب دائرته وملجأ لهم وركيزة ظلوا ومازالوا يستندون عليها - هذا الرجل العلم والعالم والمنهج والذى ظل يجسد الوطنية والعفة والنزاهة طوال حياته ونحن نشهد له بذلك ويكفى أنه لا يملك منزلا حتى الآن ويقيم بنظام الإيجار وليس له فى هذه الدنيا سوى ذرية صالحة من البنات والأولاد شقوا طريقهم بكل قوة وساروا على درب وتربية وعصامية وعزة والدهم حيث الأدب والنزاهة والكرم *لقد تشرفنا بحضور تلك الأمسية التاريخية الوطنية ولا حظنا الدموع تنهمر من عيون الحضور وهم يتابعون حجم التضحيات التى قدمها هؤلاء الأفذاذ ومازالوا أشداء أقوياء ( ماشاء الله ) وما زالت ذاكرتهم تحمل الأسرار وتفاصيل التاريخ وكيف كان السودان وقتها *جميعهم أشادوا بخطوة شركة زين للإتصالات وإعتبروا أن تكريمها لهم هو وفاء لهم وتقدير لتضحياتهم التى بذلوها من أجل هذا الوطن الغالى وإعتبروا أن هذه الشركة فعلت ما لم تقم به الشركات الوطنية الأخرى لا سيما وأننا نعيش هذه الأيام نفحات الإستقلال المجيد. وقد كان لحضور الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية الدور الكبير فى أن يأتى الحفل ناجحا لا سيما وأنه - أى دكتور نافع - صافح المحتفى بهم بأدبه وتهذيبه وتعامل مع كل منهم بإحساس الإبن تجاه أبيه ويكفى أنه حرص على مصافحة كل منهم فى مقعده مقدما التحية والشكر *نجد أنفسنا مجبرين على تقديم أسمى آيات الشكر والعرفان لإدارة شركة زين للإتصالات على هذه الخطوة الإنسانية والوطنية والكبيرة والتى رفعت من الروح المعنوية للمحتفى بهم ومنحتهم دافعا وأكدت لهم أن ما قاموا به محل تقدير وإحترام وإعزاز - زين تستحق الإشادة لأنها عودتنا على المبادرات النادرة **من الصفا عاد الصفاء *ضرب المريخاب المثل الأعلى فى التسامى والتجاوز والتسامح وأكدوا بالفعل أنهم الأمة الصفوة والأكثر فهما وتحضرا ورقيا وأثبتوا قوة وصلابة إنتمائهم للمريخ ووفائهم له وإقتدائهم به - فقد تجمع كباره ورموزه وحكماؤه وحجاجه وكوادره الإستراتيحية بمختلف مناصبهم ومواقعهم المرموقة ولبوا نداء الكيان عبر جلسة مسائية تاريخية مباركة ضمت أفذاذ الرجال إحتضنتها دار الرئيس المحبوب والإستثنائى الشاب جمال الدين محمد عبدالله الوالى الكائنة بحى الصفا بالخرطوم وكانت خاتمتها صفاء سماء المريخ وتوهج كوكبه ونرى أن أفضل تشبيه وصفى لجلسة أمس الأول هو ماذكره إبن المريخ الوفى وأحد الهائمين به ورجاله الميامين ألا وهو مولانا محمد على المرضى وزير العدل السابق حينما قال عنها إن هذه الأمسية قدمت أفضل هدية لعشاق المريخ فى نهاية العام (2012 وأجمل بداية للعام 2013 ) - كانت النفوس صافية والنوايا حسنة والقلوب بيضاء وكان المريخ ومصلحته وإستقراره وتوحده هو الشغل الشاغل للكل والهم الكبير والوحيد - إختلفوا حول المريخ وتعانقوا فى رحابه ورسموا أعظم لوحة تحمل فى باطنها قوة وحرارة التلاقى فى حضرته ورددوا جميعا ما قاله الدكتور عمر محمود خالد ( نحن فى المريخ نعشق النجم ونهوى وإختلاف الرأى فينا يجعل المريخ أقوى ) - ليلة غير عادية تعانق فيها المختلفين وتناسوا خلافاتهم وأكرموا المريخ حينما وضعوا مصلحته فى العلالى لتعود بعدها الأوضاع إلى طبيعتها وهتفوا جميعا ( نحن فى الشدة بأس يتجلى) *إنه المريخ التاريخ والذى يختلف عن كافة الكيانات الأخرى فى أنَّ له كباراً وحجاجاً ورموزاً وشيوخاً وأحباباً يعشقونه بدرجة الوله ولا يجاملون فيه وهو عندهم يشكل حياة كاملة *تم إغلاق ملف الخلافات بعد أن تم وضعها فى سلة المهملات ورجعت المياه إلى مجاريها - وهذا هو المريخ وكفى - كما يقول (الأخ والشقيق إسماعيل حسن ) *مع السلامة *سأغادر اليوم بإذنه تعالى لقاهرة المعز وسأزورها هذه المرة مستشفيا وشاكيا لأطبائها ظلم مرض السكرى وتعديه علينا بصورة سافرة لدرجة أنه أصبح يهدد نعمة النظر التى حبانا بها الله عز وجل وبات أكبر خطر علينا وجعل إستمرارنا فى الحياة فى مهب الريح - سنغادر صباح اليوم ونتمنى للجميع العافية والصحة ونسألك عزيزنا وصديقنا القارئ أن تدعو لنا بالصحة والشفاء وأن نعود لأرض الوطن سالمين وإلى أن نرجع أتمنى الخير الوفير لكافة الأهل و الأحباب والأصدقاء وكل المعارف - أترككم فى حفظ الله ورعايته ومع السلامة