٭ احتفلت البلاد حكومة وشعباً بمرور 75 عاماً على الاستقلال.. قبل 91 ديسمبر 5591م كان السودان كله يغلي بالاحتجاجات ضد الاحتلال البريطاني.. وقاد اجدادنا ثورات كثيرة كانت نهايتها اعدام هؤلاء الابطال. ٭ قدم اجدادنا ارواحهم رخيصة من اجل الاستقلال من اجل الانعتاق من التبعية والعبودية، من اجل الكرامة والسيادة والرفعة، من أجل الحرية والديمقراطية.. من أجل رفع علم السودان عالياً خفاقاً كرمز للعزة والعلو والشموخ.. ولكن للاسف في السنوات الاخيرة ان هذا العلم لا يوليه بعض الناس اي اهمية وفي سرايا بعض المؤسسات تراه ممزقاً دون ان يلتفت اليه احد. ٭ ان هذا العلم هو رمز العزة والكرامة والسيادة الوطنية ولهذا استشهد من اجله آلاف الجنود حتى لا يسقط ويرفع بدل منه علم الاعداء.. ٭ يا سادتي ليس العلم مجرد قطعة قماش حتى يهان ويمزق هكذا.. العلم رمز للوطن والشرف والكرامة.. ٭ تحسرت كثيراً وانا ارى علم بلادي يرفرف ممزقاً امام بعض المؤسسات الحكومية وتحسرت اكثر عندما رأيته قبل اكثر من عامين في جهة حكومية بالشرق وهو في شكل «مقلوب» عاليه اسفل واسفله اعلى.. نعم في بعض المؤسسات ممزق وكأنهم يتلذذون برؤيته هكذا. ٭ المألوف في كل الدنيا ان تحب الشعوب رمز سيادتها وكرامتها وشرفها ولكن للامانة والتاريخ لاحظنا فتوراً في هذا الحب ويكاد يكون معدوما تماماً عند بعض الناس دون ان نعرف كل الاسباب الحقيقية التي ادت لفقد الوطنية عند بعض الناس.. ٭ نعم حب الوطن تلعب فيه الحكومات دوراً كبيراً في تسكينه في وجدان الشعب حباً وانتماءً.. لان الحب في الاساس يأتي نتيجة للاخذ والعطاء مثل علاقة الابناء بأبيهم فإن لم يوفر لهم كل اساسيات الحياة يقل هذا الحب ويقل الانجذاب نحوه ولكن لن ينعدم الحب من اساسه الا اذا كان الشخص مريضاً وهكذا المواطنون مع الوطن. ٭ ان رؤية علم السودان ممزقاً امام المؤسسات او الشركات او البواخر او الموانئ او المطارات أو أي جهة اخرى فيه اهانة لكرامة وشرف السودانيين جميعاً ولا بد من مساءلة ومعاقبة من يهمل رمز عزتنا حتى لا يكون ممزقاً مهترئاً بالياً كأنه مجرد قطعة قماش مصيرها الزبالة والكوشة.. انا أفهم ان يكون هذا الاهمال وهذا الاذلال في ظل وجود احتلال اجنبي ولكن المحزن حقاً ان يتم في ظل حكم وطني. ٭ إن عدم حبنا لهذا العلم فيه ظلم لانفسنا ولهذا الوطن العزيز السودان، ارض الموارد والمواهب وهو من اوائل البلدان التي نالت استقلالها وكان له الفضل الكبير في اشتعال حركة التحرر الافريقية ولذلك لا بد ان يكون علمنا اكثر عزة وشموخاً. ً٭ نعم لابد ان تكون مشاعرنا نحو هذا العلم حباً خالصاً ولكن بكل امانة وصدق ما ان نتخلى عن حب هذا العلم حتما ستظهر مشاعر البغض لهذا الوطن وبالتالي لن نجد من يضحي من اجله بل يمكن التخابر ضده وبيعه للاعداء بابخس الاثمان.. انها ستكون نتيجة طبيعية للفتور في العلاقة بين المواطن ورمز السيادة.. علم البلاد. ٭ إن القناعة التي يمكن ان نتوصل اليها ان اي مواطن او معارض لا يحب العلم حبا مخلصا مثل هذا يمكن بكل سهولة ان يتآمر ضد الوطن.. وأي شخص مسؤول أو وزير لا يحب العلم يمكن بكل بساطة ان يغتصب السلطة ويقمع مواطنيه ويزور ارادتهم في الانتخابات ومثل هذا لاي يقنع احداً عندما يتحدث عن كرامة الوطن والمواطنين.. ٭ اننا جميعاً لا يمكن ان نرفع ونحترم وطننا من غير ان نحب علمنا ورمز كرامتنا فلنحيه جميعا ولنغنِ من اجله كما غنى الآباء والاجداد اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا.. آن لنا ان نراجع انفسنا ونفعل ذلك.. هذا او الهوان والانكسار.