غداً يرفع علم السودان في جمهوريته الثانية تأكيداً على ان العلم رمز السيادة الوطنية لا ينكس وإن كانت جوبا أرادت أن تستبدل علمها، والاحتفال بالعلم الذي قدم من أجله أبناء هذا الشعب باختلاف قبائلهم ومعتقداتهم الغالي فداءً للوطن مجسدين أسمى معاني التضحية منذ أن رفع بكبرياء الحرية والشموخ معلنا استقلال السودان فإن الاحتفال بالعلم له دلالات كبيرة وعظيمة . فهو ليس قطعة قماش أو مجموعة ألوان، وإنما هو تجسيد لمجموعة القيم السائدة والاخلاق والمميز للوطن بين الأوطان، هو لي ولك ولها ولنا جميعا.. فان أراد شطر الجنوب إنزاله يجب علينا أن نرفعه في بيوتنا وفي مدارسنا ومؤسساتنا ومحالنا التجارية وفي مزارعنا ونحن نغني له نشيده ممجدين ومرفوعي الرأس حامدين الله أن الارض الممتدة في قلوبنا ومشاعرنا والموعودة بخير وفير ونمير تحتضن فلذات أكبادها من البنين والبنات أحفاد فرسان كرري وشيكان لا تزال سيوفهم مشرعة في وجه من يريد أن يمس شعرة أو شبراً من ترابه . والعلم في الحياة إرتبط بالعمل وبالكفاح والبطولة والتضحيات فهل من راية مرفوعة لم تكن وراءها واحدة من هذه المعاني السامية؟ من يجزم بالقول إن هنالك علماً رفعت رايته عن ضعف وهوان؟، لا أحد ومن أجل الحرية والكرامة رفع العلم عند الاستقلال وإن تم تغييره في عهد الرئيس الراحل النميري الى العلم الموجود الآن على ساريات العزة والشموخ فإن قيمته لم تنقص ولن تنقص. حيوا معنا العلم مرفوعا في سارياته ومصوناً بطهر دماء أبنائه وهو يرفرف عالياً في سماء الوطن ممجدا بنشيده الذي بقياس الزمن وثوانيه(36) ثانية إلا أنه بقيمة عز وبطولة يساوي أمة من الامجاد وهل هنالك أنبل من (نحن جند الله جند الوطن).