أقر مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد احمد باخفاق وفشل القوى السياسية في خلق دولة المؤسسات والدستور ،وقال ان السودان ومنذ الاستقلال ظل يدور في فلك الازمات والصراعات ،ورأى ان الحل لاخراج البلاد من اوضاعها الراهنة يكمن في وضع دستور متوافق عليه وتنزيله على ارض الواقع. واشار مساعد رئيس الجمهورية ورئيس حزب مؤتمر البجا موسى محمد احمد الى ان حزبه انتبه مبكرا لقضايا البلاد التي تحتاج لمعالجات جذرية ،وان الحزب قدم في العام 1958 طرحا متقدما اكد من خلاله الوعي الكبير الذي يتميز به، وقال موسى محمد احمد الذي كان يخاطب جلسة مؤتمر الحزب الثاني بولاية الخرطوم امس الذي جاء تحت شعار(فلنسرع نحو تنفيذ مقررات المؤتمر العام الثالث) ،ان الفترة الماضية من عمر الحزب كانت حافلة وغنية بالتجارب الثرة وذلك على صعيدي العمل المدني والنضال المسلح ،معتبرا عقد الحزب لعدد من المؤتمرات العامة والولائية تأكيد على ان مؤتمر البجا حزب ديمقراطي يبحث عن تدعيم وترسيخ العمل المؤسسي داخل اجهزته ولخلق كادر مشبع بقيم الديمقراطية ،وقال رئيس الحزب الذي ظل الحضور الكبير يقاطع حديثه بالهتاف المحبب لانصار مؤتمر البجا (بجا حديد لعهد جديد) ان العمل السياسي والتنظيمي الكبير الذي يشهده الحزب في الفترة الاخيرة يؤكد تحوله من خانة المطالب والعمل المسلح الى حزب سياسي يرتكز على المؤسسية والديمقراطية ،مبينا ان مخرجات المؤتمر العام الثالث للحزب الذي عقد في اكتوبر الماضي تعتبر خارطة طريق لحل قضايا البلاد عامة والشرق خاصة ،مؤكدا بانه يرتكز على الحوار مع كل القوى السياسية ،وتحدث رئيس الحزب موسى محمد احمد عن فترة الكفاح المسلح مشيرا الى ان مؤتمر البجا كان فاعلا في التجمع الوطني الديمقراطي وذلك لحل الازمة السودانية ،الا ان رئيس الحزب اقر بفشل تلك التجربة ،غير انها بحسب موسى محمد احمد كانت ذات فائدة ،معتبرا ان الحزب كان صاحب الفضل في انشاء كيان جبهة الشرق الذي قال ان الحظ لم يحالفه ووقف حجر عثرة امام استمراره،غير ان موسى محمد احمد اكد ان معاني ومضامين واهداف جبهة الشرق ماتزال ماثلة ،متطرقا في حديثه الى اتفاقية اسمرا التي اعتبرها خطوة في غاية الاهمية في تاريخ السودان والحزب ،وانها وضعت اللبنة الاساسية لايقاف الحرب وتنمية شرق السودان وانها كانت مساهمة لايجاد حل سياسي للازمة التي كان يشهدها الاقليم والسودان ،ورأى رئيس حزب مؤتمر البجا ان اتفاقية اسمرا خلقت استقرارا في شرق السودان ،مؤكدا انها تعتبر اكثر ثباتا من الاتفاقيات الاخرى التي واجهت صعوبات وتحديات جسيمة وعلى اثرها لم تستطيع الصمود،الا ان اتفاقية اسمرا ورغم ماواجهته من تحديات ظلت صامدة ،ويرجع مساعد الرئيس عدم انهيار اتفاقية الشرق الى الوعي الذي تعاملوا به مع الشريك الآخر ،قاطعا بايفاء حزبهم اخلاقيا وادبيا بكافة التزامات اتفاقية سلام الشرق ،ويكشف عن عدم اكتمال العديد من ملفات الاتفاقية ،معتبرا ان ملف الترتيبات الامنية لم يكتمل وان المسرحين الذين اختاروا الدمج لم يتم انصافهم وانه تم منح كل فرد منهم مبلغ اربعه الف جنيه فقط ،معتبر ان هذا المبلغ ضئيل لم يساعد المسرحين في الاندماج في المجتمع ،وقال موسى محمد احمد ان الملف السياسي ايضا شهد عدم ايفاء الشريك بتعهداته ونصوص الاتفاقية ،ورغم اعتبار رئيس الحزب ان ملف الثروة وضع اللبنات الاولى لتنمية الشرق ،الا انه اعتبر المبالغ التي تم ضخها من جانب الحكومة بلغت 75 مليون دولار فقط ،وقال ان عدداً من المانحين لم يلتزموا بتعهداتهم المالية ،ويؤكد رئيس حزب مؤتمر البجا التزامهم بتنفيذ الاتفاقية ،مطالبا الطرف الثاني بقطع خطوات جادة في هذا الصدد،معتبرا ان تنفيذ الاتفاقية ضامن لاستقرار الشرق واستدامة السلام . وانتقل مساعد الرئيس في حديثه الى الازمة التي قال ان السودان ظل يعاني منها منذ الاستقلال ،معتبرا ان الجميع شركاء ،محذرا من استمرارالازمات التي تمر بها البلاد الى مالا نهاية ،معتبرا ان حدوث ذلك ليس من مصلحة السودان ،وقال ان الكثير من الدول التي نالت استقلالها عقب السودان تطورت ،مرجعا عدم تطور السودان الى الفشل في خلق دولة مؤسسات ودستور ،مطالبا بالاستفادة من تجارب الفترة الماضية التي وصفها بالغنية بالدروس والعبر ،معتبرا ان 50% من حل مشاكل البلاد تتوقف على وضع دستور يشارك فيه الجميع ،وال 50% الاخرى تتوقف على انزال الدستور على ارض الواقع وليس وضعه على(الرف) مثلما حدث للدساتير السابقة،ودعا موسى المؤتمر الوطني لفتح قنوات الحوار مع كل القوى السياسية ،مؤكدا ان العنف والحرب لايحلان مشاكل البلاد. وكان المؤتمرون قد اختاروا باجماع شبه كامل الدكتور احمد بابكر خليل رئيسا لمؤتمر البجا بولاية الخرطوم ،وخلال كلمته اشاد بالقوى السياسية التي حرصت على تلبية دعوة الحزب ،وقال ان المؤتمر يعتبر احدى مخرجات المؤتمر العام الثالث ،مشيدا بالمجهودات التي بذلت لاخراج المؤتمر في ثوب وصفه بالقشيب ،شاكرا اعضاء الحزب على ثقتهم التي منحوها له،متمنيا ان تكون مخرجات المؤتمر العام الثالث نقطة انطلاقة الحزب لكل السودان . من ناحيته اشار الناطق باسم الحزب عصمت على ابراهيم الى ان الحزب وفي اطار تنفيذ مخرجات المؤتمر العام الثالث واكمالا للبناء التنظيمي عقد مؤتمرات لانتخاب مكتب الحزب بولايات كسلا،القضارف،البحر الاحمر ،والخرطوم،وقال ان العاشر من الشهر الحالي سيشهد تنظيم مؤتمر الحزب بولاية نهر النيل لاختيار المكتب التنفيذي وان مدينة الدامر ستشهد في ذات اليوم تشكيل المكتب السياسي للحزب ،وقال انه بنهاية انتخاب مكتب الحزب بولاية نهر النيل يكون الجانب التنظيمي قد مضى حسب قرارات المؤتمر العام الثالث ،كاشفا عن ان هناك لجاناً تم تشكيلها لدراسة عدد من المحاور ابرزها الدستور والقضايا القومية المختلفة . ويقول القيادي شميلا محمود شميلا ان مؤتمر البجا بعقده لانتخابات الحزب بالولايات يؤكد على انه يشهد حراكا تنظيميا كبيرا ،مشيرا الى ان هذا الامر يمكن ايضا قراءته من زاوية اخرى توضح ان مؤتمر البجا يحرص على ممارسة الديمقراطية داخل اروقته ،معتبرا تحول عقد مؤتمرات الحزب من شجرة الى قاعات بالخرطوم وخمس ولايات اخرى دليلا على ان الحزب يمضي بقوة الى الامام،مؤكدا على حديث رئيس الحزب الذي اوضح ان مؤتمر البجا لكل اهل السودان ،وقال ان المرحلة القادمة ستشهد تواجد قوى للحزب بولايتي الجزيرة والنيل الأزرق.
