البحث عن الكتاب السوداني!! رغم عدم وصول دعوة لحضور فعالياته إلا أن مجرد قيام معرض للكتاب في الخرطوم حدث يستحق التحية.. وقد سعدت بافتتاح معرض الكتاب المصري في واحة الخرطوم.. وسط موجة افتتاح معارض السيارات والموبايلات ومحلات الشاورما والايسكريم، ومن هنا نزجي التحية للمنظمين ووزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم، ولكن من حقنا أن نسأل وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم عن موقع الكتاب السوداني من الإعراب، ونحن نبحث عن الكتاب السوداني وسط الكتاب المصري والهندي والصومالي ولا نجده ، هل لا توجد اصدارات جديدة وصام المبدعون السودانيون عن الكتابة.. لا أظن ذلك وبطرفي عدد من دواوين الشعراء تبحث عن طريق إلى المطابع وقد اتصلت ببعض أصدقائي في المطابع لتسهيل طباعتها!! وهناك عشرات مثلها وكتب رائعة تظل حبيسة الأدراج بلا دليل ودور النشر في الخرطوم تعاني من ارتفاع الضرائب وشرطة الجمارك مازالت تفرض الرسوم الدولارية على المطبوعات بلا رحمة! وكثير من دور النشر أغلقت أبوابها وبقى بعض الذين يمسكون بجمر الكتاب أمثال مكاوي ونور الهدى والياس فتح الرحمن، والخرطوم أوشكت أن تتحول إلى عاصمة بلا مكتبات تبيع الكتب.. هذه فضيحة! فليس بالخبز وحده يحيا الانسان ولا يمكن أن تتحول المدينة إلى مدينة تغيب عنها مظاهر الثقافة وتكون هناك وزارة اسمها وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم! أرجو أن يلتفت الأخ وزير الثقافة بالخرطوم محمد الدقير لحال الثقافة المائل ويقدم الخطط والتصورات ويشرع في التنفيذ في مدينة تحتضر فيها الثقافة! أمر الإبداع تلبية لدعوة كريمة من الصديق الدكتور راشد دياب شاركت في منتدى (أمر الإبداع) الأسبوع الماضي وكان معي في المنصة الرئيسية الأساتذة علي مهدي وفضل الله أحمد عبد الله وراشد دياب وكامل عبد الماجد، والسفير جمال محمد أحمد ابراهيم الذي قدم المنتدى باقتدار. كان النقاش ثراً وموضوعياً وتبارى المتحدثون في ذكر حالات الابداع وتجلياتها، وابدع الفنان سيف الجامعة في تقديم وصلة رائعة في ختام المنتدى... استغربت لغياب الفضائيات عن هذا المحفل المهم الذي يشكل مادة دسمة للفضائيات، وأكد لي الدكتور راشد أن الدعوة تصل للفضائيات ولكن لا أحد يلبي الدعوة رغم أن المنتدى ثر في مادته ومحتواه وموضوعاته ، أتمنى أن يجد المنتدى اهتماما من الفضائيات واهتماما مماثلا من وزارة الثقافة. اشاعات ضحكت وأحد الأصدقاء الكبار (مقاماً) يخبرني بأن أحد مديري الفضائيات يروج أنني هاجمت القناة لأنني أطمح أن أكون مديراً للعلاقات العامة والإعلام... وقلت للصديق العزيز انني سبق أن تقلدت هذا المنصب قبل عشر سنوات عندما عملت مديراً للعلاقات العامة بتلفزيون الخرطوم في عهده الذهبي، مع أستاذنا عبد الوهاب الدرديري صاحب القدرات الإدارية العالية ولا يمكنني أن أتطلع لمنصب شغلته قبل عشر سنوات، فضحك هذا الصديق وضحكنا سوياً من بعض الاشاعات التي تروج عمن يجاهر بقول كلمة الحق، فنحن أمة تعودت على المجاملة وعدم مواجهة الأخطاء وحتى في أوساط المسؤولين فهناك من يحابي البعض ويجاملهم ويوليهم مناصب أقل من قدراتهم وهذا فعل يتنافى مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وقد حذر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل وأمرنا بأن نولي على أمر المسلمين الأقدر والأجدر بالمهمة. ومحمد شريف من يكرمه! الفنان الشامل محمد شريف علي الأمدرماني الجميل رجل يستحق التكريم عن جدارة فهو ممثل وناقد لا يشق له غبار، ولكن محمد شريف ظل متدثراً بهذا التواضع الصوفي ينزوي بعيداً عن الأضواء مع أنه قدم أفضل الأعمال الدرامية وسجله حافل بالعمل الابداعي الوطني وتلاميذه يثرون ساحات العمل الابداعي. اقترح على الاخوة في مجلس المهن الموسيقية والمسرحية تكريم محمد شريف علي والرسالة موجهة للصديقين علي مهدي رئيس المجلس وعبد القادر سالم الأمين العام، أعتقد أن تكريم محمد شريف علي واجب يمليه الوفاء لهذا المبدع الذي شكل الوجدان السوداني بأعماله الرائعة. والحلنقي مالو زعلان؟! جمعتني مع الشاعر المتميز اسحاق الحلنقي أكثر من لجنة ،وأيام وزير الثقافة السابق الأستاذ السموأل خلف الله كنا من أعضاء اللجنة العليا لمهرجان (ليالي السودان) ولفت نظري في الحلنقي حماسه للعمل وحرصه على تجويد العمل والانضباط في حضور الاجتماعات، والحلنقي انسان حلو المعشر مؤانس من طراز فريد يجيد الحكي ويرسم على اصدقائه السرور ونادراً ما أجده متعكر المزاج أو غاضباً. أمس نقل لي بعض الأصدقاء غضبة الحلنقي في إحدى الصحف وهجومه الكاسح على التلفزيون الذي أعطاه 180 جنيها نظير أجره في أحد البرامج، وقال الحلنقي بطريقته الساخرة (دي ما بتشتري قميص من طرف السوق). عندما يضطر التلفزيون مبدعا برقة الحلنقي لهذه الثورة يوضح الأمر أن ما حدث كان عاصفاً ومؤلماً... عزيزي الحلنقي أنت تمثل لنا رمزا سودانيا أصيلا رغم أنف ال(180 جنيها). ممنوع الدخول! اتصلت بالأستاذ الطيب صديق مدير المكتب الصحفي بالتلفزيون محتجاً على منع الزميل عبد الرحمن جبر بصحيفة آخر لحظة الغراء من الدخول للتلفزيون، وسألته هل للأمر علاقة بالتحقيقات القوية التي ينشرها جبر هذه الأيام ضد التلفزيون، فنفى الطيب استهدافهم لجبر! ولكن جبر أكد لي الخبر وقال انه تم منعه من الدخول للتلفزيون وأخبروه بمقابلة مدير المكتب الصحفي، الذي كان موبايله مغلقاً. والسؤال هل هناك قرار صادر من ادارة التلفزيون بمنع جبر من الدخول للتلفزيون ، وهل من حق ادارة التلفزيون منع الصحافيين من دخول التلفزيون.. ان من حق جبر أن ينتقد بحرية خاصة وأن لديه المستندات التي توضح عبث ادارة التلفزيون وفوضويتها، وأرجو أن تعلم هذه الادارة ان دخول الصحفيين للحوش ليس مِنة منهم بل هو حق يمليه قانون الصحافة ، وحسب قانون الصحافة من حق جبر أن يفتح بلاغاً ضد ادارة التلفزيون لأنها منعته من أداء عمله.. والسؤال.. من ماذا يخاف التلفزيون أن يكشفه عبد الرحمن جبر (بالمستندات)!؟ موارد بشرية وعطالة! الأستاذة اشراقة سيد محمود وزيرة الموارد البشرية ظهرت في إحدى الفضائيات وقدمت مبررات سطحية لقضية عطالة الخريجين، وقالت ان الدولة ليست مهمتها تشغيل الخريجين. حديث اشراقة يدفعنا للسؤال عن مهام وزارتها هل هو التنظير والحوارات في الفضائيات أم هو البحث عن فرص عمل حقيقية لالاف الخريجين وهذا من أولى أولويات هذه الوزارة والدولة على حد سواء.. الأرقام تؤكد ارتفاع نسبة العطالة لأعلى المعدلات والوزيرة اشراقة تتفرج وتُنظّر وتقدم مبررات سطحية لا يصدقها أحد..!!