«من أنتم؟ انتم مجرد صراصير وحفنة من اللصوص والقتلة والارهابيين».. هكذا قال الطاغية القذافى للثوار الليبيين الأشاوس الذين صبروا عليه أربعين عاماً، ثم عندما يئسوا من الاصلاح بدأوا معارضة سلمية، فقابلتهم كتائب القذافى بالسلاح والقتل الزؤام بوحشية يندى لها الجبين.. وهكذا ظل يقول بشار الأسد لمعارضيه منذ حوالى عامين حينما بدأت معارضتهم سلمية، فقابلتهم قوات نظام بشار وشبيحته بعملية قتل وتعذيب تشيب لها الولدان، كان آخرها الضرب بالطائرات والصواريخ من بعد فى عمليات جبانة حتى للمدنيين وأمام المخابز للأطفال والنساء. إن الخطاب الأخير للأسد الابن بشار قبل يومين، يعكس تماما نفس ما كان يحدث لرؤساء عرب ازالتهم شعوبهم فى ثورات الربيع العربى، لأنهم لم يكونوا يعرفون واقع شعبهم وحقيقة ما يعتمر فى صدورهم من غضب واحباط، فقد كانوا يحيطون أنفسهم ببطانة فاسدة انتهازية تجيد النفاق، وأجهزة سلطوية وقمعية غاشمة لا تتمتع بالكفاءة وقيم الطهر، ولا تعكس لهم الحقائق، فانتهى أولهم للهرب ذليلاً والثانى بين جدران السجون وقفص الاتهام يحاكم ذليلاً كذلك، وأكثرهم طغياناً اعدم على أيدى شعبه جزاءً وفاقاً، ورابعهم أبعد من السلطة عنوة واقتداراً، ويحاول عبثاً العودة من خلال ابنائه للسلطة ولكن هيهات، فماذا يختلف عنهم هذا الأسد الذى يقتل شعبه ويوجه اليه السلاح؟.. هو أسد عليهم وتجاه اسرائيل نعامة لم يمسها يوماً بسوء منذ أن جاء والده للسلطة قبل اثنين واربعين عاماً، ويطلق نظامه فقط تصريحات جوفاء تدعى المقاومة، وتقول إنها تقود جبهة الرفض، وفى حقيقة أمرها ظلت ترفض أية مقاومة مسلحة تنطلق من أراضيها بعكس دول عربية أخرى، فأعطت الأمان لاسرائيل حوالى نصف قرن منذ أن أعلن حافظ الأسد سقوط الجولان قبل أن تسقط فعلياً فى عملية غريبة وشاذة، يقول من يعرف بواطن الأمور من السوريين أنها أكبر عملية انسحاب غير مبرر، اذ لا يمكن لأقوى جيش عربى فى العالم أن يحتل بسهولة مرتفعات الجولان ذات الموقع الاستراتيجى، فتمت مكافاته هو وأسرته وعصابته بالقفز على السلطة بليل ليوجه السلاح نحو المواطن السورى، ويطلق شبيحته وأجهزة مخابراته تحصى على السوريين أنفاسهم، وليس على اسرائيل، حتى جاءت اللحظة الحاسمة وانتفض الشعب السورى سلماً، فلما لم يستجب النظام ولم يحقق أية خطوة للصلح الوطنى وتطوير النظام أو اصلاحه كما يدعى بشار الأسد اليوم أو فى الوقت المناسب، أصبح الآن فى كف عفريت، والعفريت هو الشعب الذى خرج من القمقم ولن يعود الا بذهاب هذا النظام الديكتاتورى القاتل المجرم الفاسد المفسد. يقول ويعرض بشار فى خطابه خطة للصلح الوطنى، دون أن يعترف بالثوار الذين يصفهم بالحشرات مثلما وصف القذافى شعبه بالصراصير!! وانى لأعجب لماذا لم يفعل بشار ذلك منذ عامين، بل منذ أن جاء وريثاً لسلطة والده وحزبه فى أغرب عملية تعديل للدستور لم تستغرق ربع ساعة، وهو لم يبلغ السن القانونية، وليس له وضع دستورى، تحول فيها نظام يدعى الثورية والشعبية والديمقراطية الى نظام وراثى؟! It is too late Mr. Bashar انها نصيحة أخيرة لك «أنج بنفسك سعد فقد هلك سعيد قبلك». ثم نصيحة للثلاثى روسيا والصين وايران وذراعهم الذي يسمى حزب الله وهو ليس حزب الله، ونطالبه شرعا ليختار اسما آخر، فالله لا يحب من يوالى الظالمين والقتلة وأهل الفتن، وذلك عبر سؤال نسأله لهم جميعاً: ما هى مصلحتكم فى معاداة الشعب السورى، بل معاداة كل الشعوب العربية والإسلامية، بالانحياز للأسد ونظامه المجرم القاتل والماثل للسقوط حتماً؟