لأهمية الصورة في حياتنا و في عالمنا الحاضر الضاج بهذا الفيض الهائل من التطور التكنولوجي ، لا بد ان يكون للصورة حضورها ، ومنها بالتحديد الصورة الفوتوغرافية ، لذلك ونستنا اليوم مع مصور شاب متميز في كل شيء ، ودود الابتسامة ، بشوش الطلة ، هادئ القسمات ، أنيق الحديث ، محبوب من الجميع ، يصور بعقله ، يضحك من قلبه ، انيس في الرفقة ، وكأية بداية للإحساس بالأشياء الجميلة وتلمسها ، عشق ضيفنا التصوير منذ الصغر، ومارسه كهواية وموهبة إبداعية ، والتقط صورا مميزة ، واقتنص الكثير من اللحظات التي لا تتكرر، خريج جامعة العلوم والتقانة قسم علوم حاسوب ، عضو مؤسس في مجموعة المصورين السودانيين ، ناشط في العمل الطوعي ، هذا الحوار بمثابة تسليط للضوء علي بداياته، تجربته الفنية ، رحلته مع الكاميرا ، مرحباً بكم في عالم ( ود التوم) محمد التوم في صور ؟ زول بسيط بحب الحياة ، احترام للانسانية تفاصيل كتيرة ، مليان بحب الوطن وبطيبة وجمال ناسو ، والجمال دا هو اللي بخلينا نتعايش فيهو ، انا محمد عثمان محمد التوم ، أسكن في بحري الشعبية جنوب . متى بدأت التصوير ؟ تقريباً قبل سنتين كدا ، اي في نهاية عام 2010 ، وكان في حب للتصوير من زمان ، زاد بعد ان تعرفت على المصور الجميل واستاذي في التصوير وفي الحياة الفنان الانسان علاء خير ، احب اوصل ليهو التحية من المساحة دي . مصورون لفتوا نظرك في بدايتك واستنبطت أفكارك منهم ؟ ماشاء الله في الساحة في مصورين كتار داخليا وخارجيا ، كل واحد فيهم بتميز بي حاجة ، ودي خلتني استفيد من اختلاف المدارس بتاعتهم ، ولسة بتعلم منهم الكتير ولازلت ، كذلك استفدت جدا من وجودي ضمن مجموعة المصورين السودانيين ، من هنا انا بشكرهم فردا فرد ا، ياخ ديل شباب رائعين بكل معني الكلمة . أول كاميرا اقتنيتها ما هو نوعها ، و ماهو نوع الكاميرا الحالية؟ اول كاميرا اقتنيتها كانت كوداك كي 4 فلم ، والكاميرا الحالية نيكون دي90 . مصادر إلهامك في التصوير ؟ مصادر الهامي كتيرة منها ، الشارع السوداني ، المناظر الطبيعية ، تفاصيل الحياة اليومية ، جمال روح الانسان في حد ذاتو، الملامح ، والوجوه اللي هي في حد ذاتا اكبر مصدر للإلهام ،لان كل وجه وراهو قصة قائمة بي ذاتا . هل اخذت دورات تدريبية في مجال التصوير ؟ بتعلم لسة التصوير من خلال الشوف الكتير لأعمال المصورين والقراية من خلال الانترنت ، ومن التجربة والخطأ وتصحيح الخطأ ، بخصوص الدورات التدريبية حضرت ورشتين اقامتهما مجموعة المصورين السودانيين في البيت الياباني ، وايضا حضرت ورشة قدمها المصور علاء خير وضياء خليل ، وايضا كنت سعيدا بأن اكون ضمن المشاركين في ورشة قدمها التشكيلي والمصور الفنان عصام عبد الحفيظ والمصورة الالمانية كلاوديا وينز في المركز الثقافي الالماني ( معهد جوته ) استفدت جدا من كل هذه الدورات التدريبية والورش. كيف ترى نظرة المجتمع ليكم كمصورين ؟ الحمد لله في الفترة الاخيرة النظرة بقت احسن من اول ، لأن ثقافة التصوير انتشرت بصورة كبيرة ، واصبح هنالك تقبّل من المجتمع ، بس ممكن القبول دا في مرات برجعنا لي عدم القبول ، لأنو بتصرف واحد مامقبول بيتعكس علينا كلنا ، فأتمنى من المجتمع الا يحكم على الكل بتصرف الافراد ، ولازم نكون حريصين كمجتمع مصورين اننا ننقل الافضل لمجتمعنا عشان ثقافة التصوير تمتد وتكبر وتكون حاجة مؤصلة في المجتمع . التكنولوجيا ساعدت في تسهيل التصوير ، كيف تنظر لذلك ؟ اكيد ساعدت جدا لأنو بقى من خلال الانترنت ممكن تتواصل مع مصورين عالميين ، وممكن تتعلم من صفحات كتيرة فن التصوير، وغير كدا اتاحت فرصة الشوف الكتير اللي بيتيح ليك تتعلم حاجات كتيرة ، ياخ انا بستمتع جدا بانو اتفرج على الصور ، فالحاجة دي التكنولوجيا اتاحتها لينا من خلال مواقع كتيرة جدا . ود التوم والفلاتر والفوتوشوب ؟ الحاجة دي بتختلف من مصور لي مصور ، ولكل مصور منهج في التصوير ، وكل مصور بنقل جمال وقصة الصورة بطريقة معينة ، مع احترامي لي كل المدارس فأنا عن نفسي بشوف استخدام الفلاتر والفوتوشوب مهم لعكس وابراز بعد اخر في الصورة ، مدام بستخدم الفوتوشوب بطريقة صحيحة و نقل تفاصيل جميلة ، كدا يعني الاساس هو الصورة وبعد داك نقلها بإحساس معين عند المصور من خلال الفوتوشوب . داير تقول شنو من خلال صورك ؟ دا سؤال صعب لكن ممكن اقتبس بعضا من كلمات لويس هن الذي قال ( اذا كنت استطيع ان اروي القصة بالكلمات عندها لا حاجة لحمل الكاميرا ) بحاول من خلال الصور اعكس القيم والاخلاق الجميلة الموجودة في بلدنا ، وعكس السودان بصورة افضل للخارج . الي اي مدي يمكن للتصوير ان يساهم في توصيل المفاهيم الاجتماعية الايجابية ؟ في مقولة قالها بيرنيس آبوت انو ( التصوير يساعد الناس على الرؤية ) وانا مؤمن تماما انو الصورة ممكن يكون ليها تأثير كبير في المجتمع ، ممكن من خلال صورة تحرك حاجات كتيرة وتعالج كثيرا من القضايا وممكن توصل رسائل كتيرة جدا ايجابية. ما هو شعورك عندما تمسك الكاميرا ؟ هههههههه شعور سمح خلاص ، مابتوصف مرات الزول لو شاف نفسو وهو بتصرف مع الكاميرا دي كيف بالجد بقول على نفسو مجنون ، ياخ ببساطة كدا التصوير دا حاجة جميلة شديييييد. بورتسودان ومحمد التوم ؟ ياسلاااااااااااااام استمتعت جدا بزيارتي ليها ، كانت زيارة موفقة برفقة مصورين واصحاب واخوان رائعين جدا وفنانين جدا جدا ، واتعلمتا منهم حاجات كتيرة اوصل ليهم التحية من هنا ( المصور الجميل محمد نبيل والمصور الرائع يوسف ود بدر ) ولقيت هناك الكثير من الاصحاب واتعرفتا على ناس جميلين جدا ، لقيت كرم جميل جدا من مجتمع بورتسودان ، كان في متعة في التصوير هناك ، بورتسودان كل حاجة فيها جميلة ، اية منطقة زرتها هناك بقت في الذاكرة ، زي ديم عرب ، اركويت ، سواكن ، والكورنيش ، ويا سلااااااااااام على كرم اهلنا الادروبات ، هناك شربنا معاهم الجبنة الجد جد واكلنا السلات وحاجات كتيرة كدا سمحة ، اكتر حاجة كنت مستمتع بيها هي لهجة انسان الشرق الجميلة ( كيف الهال ... الجبنة تشرب ... اتفدل ... ايتانينا ... دبايوا ) بطريقتهم المميزة ، ياسلااام ياخ ، بورتسودان مدينة ضد النسيان . حكاية محمد التوم مع العمل الطوعي ؟ العمل الطوعي هو اللي بحسسك بقيمتك كإنسان ، بتتجرد فيهو من الانا ومن حاجات كتيرة كدا وبعزز فينا روح الجماعة والمساعدة والشعور بالاخرواحترامه ، وبثبت قيم واخلاق كتيرة جدا ، من هنا بحيي كل المجموعات الفعلاً هم قدر كلمة العمل الطوعي ، كم احترمهم رجالا ونساء وشبابا كانوا دوما ومازالوا سبّاقين لمد يد العون للجميع ، ومن غير ذكر اسماء ربنا يجعلا في ميزان حسناتهم جميعا على قدر ماقدموهو ومايقدموهو ، وشكرا لأنهم ادوني فرصة اساعد معاهم في الخير دا ، وبالنسبة لي اضاف لي الكتير ومازال ، ورغم اني مقصر في الفترة الاخيرة لمشاغل الحياة بس كل ما لقينا طريقة بنشارك ، لأنو استخدام الكاميرا لنقل الحاجة دي دا هدف سامي جدا لتوصيل رسائل للمجتمع بتعزيز قيمة العمل الطوعي ، وربنا يصلح الحال ونكون دايما ملمومين في الخير . حدثنا عن زيارتك لإريتريا ؟ اريتريا بلد جميل جدا جدا ، تعرف انو الجميل في الموضوع هو الانسان الاريتري ، انسان راق جدا وبفرض عليك ان تحترمه جدا ، سلوك الانسان وطريقتو وتصرفاتو هي البتخليك تحب المكان ، واريتريا البلد في حد ذاتا جميلة جدا ، استمتعتا جدا بالزيارة صورت صورا كتيرة ، فيها ذكريات لطيفة اتعرفتا فيها على مصور جميل هناك اسمو ( هاقوس ) وكوّنت علاقات لطيفة جدا مع اسرة اريترية لحدي الان متواصل معاهم ، واتعلمتا لي كم كلمة كدا بالاريتري مما جيت بقولا لي اصحابي عذبتهم بيها عذاب ( دحندو) وتعني سلام ( كيمي اللخا ) وتعني كيف الحال (سبوغ) وتعني تمام ، وزرت مناطق اتمنى انو اي زول يمشي هناك يزورا زي (دورفو .. مصوع .. مايساروا) . موقف طريف مر بك كمصور ؟ هههههههههههههه مواقف كتيرة ، ممكن احكي ليك موقف ، مشيت يوم اصور في الموردة واثناء ما انا ماشي وبصور وانا مندمج في التصوير وماحاسي بي نفسي فجأة ظهروا لي عدد 4 كلاب هاجوا ليك فيني ، نوع الكلاب المتعبين ديلك البكونوا مصرين الا يعضوك حتى يرتاحو ، وخلاص انا الوقت داك قولتا دي نهايتي لاعرفتا اجري ولا عرفتا اقيف ، للضمان كدا اتبشتنت بشتنة شديدة ، وخشيت في الطين والحمد لله مرقتا سليم من العض بعد ماجا شافع شكلو كانو الكلاب تابعين ليهو ، ساقهم زي الماحصل شي ، وانا بكبري دا كلو اتبهدلتا والشافع بضحك فيني ، وانا جواي لسان حالي بقول ليهو الله يسامحك انت وكلابك هههههههههههه . ما هي المعوقات التي صادفتك في مشوارك مع التصوير ؟ المعوق الاساسي ولازال هو ( ممنوع الاقتراب والتصوير ) ، انا ماعارف دي سياسة الدولة ولا سياسة افراد في فكرة التصوير ، يعني انا هوايتي التصوير الفوتوغرافي ، في اماكن كتيرة حابي اصورا ، عاوز انقلها من خلال الكاميرا بصورة جميلة للعالم ، ونوريهم هويتنا ملامحنا وقيمنا وعاداتنا وحاجاتنا السمحة ، فمرات كتير مابنقدر ننقل الحاجة دي بارتياح ، لأنو في اماكن كتيرة تكون داير تقيف تصور فيها يقولوا ليك ممنوع التصوير ، رغم انو في اماكن بتكون عادية جدا، وعشان تشرح الحتة دي للعسكري البوقفك عن التصوير مابيتفهم منك الحتة دي ، والموضوع دا بيلاقينا بصورة مستمرة ، ممكن اديك مثال ، مرة انا مشيت مكان عشان اصور وكان المكان دا عبارة عن حتة فيها موية وشجر وبس ، مافي اي حاجة تاني ، جاني ليك واحد من هناك وقال لي انت بتعمل في شنو ؟؟ قولتا ليهو بصور ، قال لي بتصور ليه ، قولتا ليهو انو انا هاوي تصوير وبحب اوثق للبلد واعكس جمال السودان من خلال الصور ، اول حاجة قالا لي : هاوي!! باستغراب كدا ، هاوي كيف يعني !!؟؟ وبعد داك حدّث ولاحرج ، منعني اصور نهائياً في المكان داك ، اضطريت امشي وانا في داخلي كمية من الاستفهامات والتساؤلات ، والقصة تطول ، عندنا معاهم مواقف كتيرة جدا ، لكن على قدر المعوقات دي بنحاول وربنا يقدرنا على المواصلة في الهواية دي ، واتمنى انو يكون في تفهم للمصور ويدونا حرية اكتر في التعبير ، ونقل حبنا للبلد بطريقة افضل من خلال التصوير، وانا مؤمن بقدرة المصور السوداني على التميز والتفرد في اي مكان . العائد المادي من التصوير ضعيف لكن رغم ذلك تصورون ؟ اهو هواية وبنحبها عشان كدا مواصلين على قدر الفي ، بالرغم من ان الظروف الاقتصادية الصعبة بتهزم المصورين كثيرا ، ، لكن الحاجة دي تغلبنا عليها بروح المشاركة وتبادل ادوات التصوير ، بنكافح عشان هواياتنا ، وربنا يقدرنا نواصل ونلقى القبول المناسب . ما هي المعارض التي شاركت فيها ؟ شاركت في الكثير من المعارض ، منها معارض خيرية بالتعاون مع مجموعات في العمل الطوعي مثال ( مجموعة نحن ، ديل اهلي ، مجموعة بسمة ، ومجموعات اخرى ) ، كذلك شاركت في معرض مجموعة المصورين السودانيين الاول (فيجوال ارت ) في بابا كوستا ، وايضا شاركت في معرض مجموعة المصورين السودانيين بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني في معرض الخرطوم الدولي ، وفي معرض بالمركز الثقافي الالماني . طبيعي أن تكون صورك محببة إلى قلبك ، لكن ما هي الصورة الأقرب لك ؟ المحبب الى قلبي صور الغير، صور كتيرة لمصورين بستمتع بيها جدا وقريبة الي قلبي ، لكن ممكن اذكر ليك صورة صورتها في بورتسودان في منطقة اركويت، صورة لرجل كبير في العمر جميل في كل شي ، مليان بالحب والبساطة والامل ، دي ماحأنساها كلو كلو، ادت معنى مريحا بالنسبة لي في الصورة. ما هي الصورة التي تحلم بالتقاطها ؟ صورة ممكن تدخل سرور لي انسان ، صورة بتثبت قيما واخلاقا ورسائل ايجابية ، صورة بتعالج قضية ، اتمنى وبحلم انو اقدم صورة جميلة عن السودان الى العالم. ماذا اضاف فن التصوير لمحمد التوم ؟ التصوير ليس مجرد توثيق ولكنه في نفس الوقت إحساس وفكرة وموقف واقتناص لحظة ، قد يكون شعورا داخليا يبحث عن ضوء لترجمة ما في النفس ، والتصوير اضاف لي الكثير، حاجات كتيرة الزول كان بمر عليها ساي التصوير بخليك تدقق فيها ، التصوير بيعلمك الاهتمام بالتفاصيل، وبخليك تعاين بزاوية مختلفة وجميلة ، وتثبت معاني جمالية كتيرة جدا ، وكمان بجد في التصوير متعة ومتنفس ، من خلال التصوير والصورة ممكن تمتلك العالم بعاداتو واختلافاتو وتفاصيلو الجميلة ، من خلال صورة ممكن تصورها و وراء الصورة دي يكون في قصة بتعلمك الكثير من الاشياء الجميلة . هل تخطط لمعرض خاص بك؟ بميل دايماً للمعارض الجماعية بلقى فيها نفسي اكتر لأنو فيها روح الجماعة والمشاركة ، لكن مالو ان شاء الله لي قدام نقدر نعمل معرض وينال رضاكم . أشياء لا تزال ترغب في تحقيقها وتسعى إليها ؟ طموحاتك ؟ لو ربنا مد في العمر ، اختصر اجابتي في مقولة الشاعر محمود درويش (على هذه الأرض ما يستحق الحياة).