ألقت الاحداث الاليمة التي تدور رحاها بمحلية السريف بني حسين بولاية شمال دارفور بظلاها على مجمل الاوضاع في البلاد بعد ان خلقت وضعاً انسانياً صعباً للغاية بكل من ولاية شمال دارفور وولاية غرب ووسط دارفور، وتخوف المواطنين في ولايات دارفور من انتقال هذه الاضطرابات الى مناطقهم في ظل العجز الواضح عن حماية المواطنين، فالاحداث التى شهدتها مناطق التعدين الاهلى بمنطقة جبل عامر راح ضحيتها 151قتيل و260 جريح وحرقت فيها اكثر من 45 قرية باكملها وتم تشريد اهلها منها. وكان نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية سريف بني حسين محمد المهدي يعقوب قد قال ل»الصحافة» ان الاسلحة التي استخدمتها الجماعات القبلية المسلحة في الاحداث الاخيرة اسلحة متطورة ومتقدمة كما انها مزودة بسيارات مدججة بالاسلحة قائلا ان الهجمات نفذت بكثافة عالية في غضون ساعة واحدة على اكثر من 45قرية تقع حول المحلية واحرقتها بالكامل وتشير الاحصائيات الاولية الى ان الاحداث القبلية في بلدة السريف خلفت خسائر مالية فادحة اثر حرق وتدمير حوالي 45 قرية وتشريد مئات المدنيين الى المناطق المجاورة. وقال احد اعيان المنطقة انه فقد كل قطعان الابقار والاغنام والابل والحمير والمزارع بعد ان ابيدت بشكل متعمد من قبل الجماعات المسلحة التي هاجمت المنطقة الاوضاع المآساوية التي نجمت عن المعارك القبلية ربما تحتاج الى فترات لرتق النسيج الاجتماعي في اقليم بدا متعطشا اكثر من ذي قبل الى عملية سلام شامل واعادة ترتيبه كما كان، وبالرغم من التوجيهات الصارمة من النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه لحكومة ولاية شمال دارفور بالتدخل العاجل وتقديم المساعدات الانسانية للمتضررين الا ان كبر تجاهل في تصريحات للصحفيين ذكر خطة حكومته لانتشال المنطقة من تلك الاحداث القاتمة مرجعا الاحداث الى النزاعات الامنية ولم يقدم الرجل تبريرا عن تأخر حكومته في التدخل لاحتواء الصراع الذي خلف عشرات الضحايا من المدنيين، كما ان ولاية شمال دارفور اضحت في الآونة الاخيرة مسرحا للنزاعات القبلية فاحداث كتم والواحة ومليط التي تقع في الولاية عانت من نزاعات قبلية مسلحة وخلفت عشرات الضحايا ابرزهم معتمد الواحة . ويقول خبير قانوني فضل حجب اسمه ان التحقيقات التي اجرتها السلطات في احداث مناطق كتم والواحة ومليط ماتزال حبيسة الادراج حتى الآن وقال ل»الصحافة» اذا ارادت الحكومة وضع حد للنزاع القبلي عليها التحرك لانفاذ القانون وسريانه على الجميع وبحياد تام. وقال ناظر قبيلة عموم بني حسين آدم حامد الجدي في حديث له مع (الصحافة )ان المواطنين الذين نزحوا الى مدينة السريف بحاجة ماسة الى المعونة مبينا انه وفي خلال الايام الماضية نحر عشرات الابقار والاغنام والابل من اجل إطعام الفارين من النزاع المسلح» وتابع «معظم المتضررين من الاطفال والنساء وقدمنا لهم مساعدات شحيحة واوضاعهم سيئة للغاية خاصة في ظل اشتداد البرد وانعدام وسائل التدفئة والتغطية الامر الذي يستدعي من الدولة وكل المنظمات الدولية والاقليمية تقديم العون الى المتضررين. ومضى قائلال»الصحافة» لقد احرقت المزارع واتلفت بالكامل بواسطة سيارات واحرقت مباني القريى بشدة واحالتها الى (رماد)، كما ان المنطقة تحولت الى بؤرة للتوتر حاليا بالرغم من الاستقرار النسبي وعودة الفارين الى قراهم مبينا ان القوات الدولية سيرت جسراً جوياً لنقل بعض المواطنين وقدمت شيئاً من المساعدات الى بعض المحتاجين. وكانت بعثة (يوناميد) العاملة في دارفور سارعت الى توفير مخيمات طبية لتقديم المساعدات في بلدة السريف بني حسين واوفدت فرقا طبية الى المنطقة عقب هدوء الاحوال الامنية. وقالت المتحدثة الرسمية باسم البعثة عائشة البصري ل»الصحافة» ان يوناميد تحركت على وجه السرعة عقب تلقيها تقارير تفيد بوقوع هجمات قبلية في بلدة السريف بني حسين شمال كبكابية واضافت « ارسلنا فرقا طبية ومساعدات انسانية عاجلة وماتزال البعثة تعمل على تقييم الموقف الانساني». وقال احد سكان بلدة السريف ل»الصحافة» عبر الهاتف بينما اتحدث معكم فإن هناك مئات المدنيين يفترشون الارض في درجات حرارة متدنية ويحصلون بالكاد على وجبة واحدة. وقال «من الصعوبة اعادة البلدة كما كانت فالاحداث كانت فاجعة وقتل العشرات ونزح المئات والسلطات لم تتحرك كما ينبغي. فيما اعرب عدد من المراقبين عن اسفهم من الوضع الذى صارت إليه المحلية السريف من دمارمشيرين الى ان دارفور ماكانت لها ان تشهد مثل هذه الاحداث الدموية من اسرة واحدة واشقاء اذا تصافت النفوس ووضعت مصلحة دارفور نصب الاعين موجهين خطابهم الى اهل دارفور بان الذى يعتقد بانه سيكسب بالحرب انتصاراً على اية مجموعة هو واهم وخاسر لان الحرب عمرها لم تحل قضية هذا وتقود قبائل دارفورفي العاصمة جهوداً كبيرة من اجل تهدئة الخواطر بين القبيلتين من اجل الالتزام بوقف اطلاق النار لتهدئة النفوس لاجراء تدابير عاجلة لانقاذ الوضع الانساني المتردي في بلدة سريف بني حسين. وقد اعربت السلطة الاقليمية لدارفور عن اسفها البالغ للحروب والصدامات التى اطلت برأسها في دارفور وأدانت الأحداث التي وقعت في محلية السريف بولاية شمال دارفور بين قبيلتي الرزيقات الأبالة وبني حسين حول منجم للتعدين التقليدي للذهب، وقال رئيس السلطة، د التيجاني السيسي، إن ما حدث أمر غير مقبول ودعا لدى زيارته المنطقة، لإيقاف الاقتتال وطالب الحكومة المركزية بالاضطلاع بمسؤوليتها بتوفير الحماية للمواطنين وممتلكاتهم وحث السيسي أهل دارفور على توحيد إرادتهم والاتجاه نحو التنمية والإعمار بدلاً من مواجهة بعضهم البعض . وكشف السيسى ان السلطة بصدد عقد مؤتمر لكل قبائل دارفور واداراتها القبلية لمناقشة قضايا الصدامات والحواكير والاستفادة منها بصورة تمكن كل مواطن سوداني العيش فيها للوصول الى مبادئ لحل الخلافات.
