مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الضعين لتسوية النزاع بين قبائل سرور وهيبان والمتانين ،قطعت اللجان المكلفة بالتحضير خطوات متقدمة بعد ان تحصلت علي موافقة اطراف النزاع علي دخول المؤتمر دون شروط مسبقه، وهو الامر الذي عده مراقبون مؤشرا ايجابيا يشي بطي هذا الملف بنجاح. وظلت اللجنة التي كونها والي جنوب كردفان للتحضير والاعداد للمؤتمر في حالة حراك دائم خلال الايام الماضية برئاسة الامير مختار بابو نمر، والتقت بأطراف النزاع بالفولة ولقاوة ونجحت اللجنة في تجاوز الشروط المسبقة التي كانت تعتزم بعض اطراف النزاع وضعها قبل دخول المؤتمر وابرزها قضية الارض ،الا ان الاطراف وافقت علي مقترح اللجنة الذي تمحور في عرض كافة القضايا داخل المؤتمر ،ويقول رئيس اللجنة الامير مختار بابو نمر ان مهمتهم تمضي بنجاح كبير بفضل التجاوب الذي وجدوه من كافة اطراف النزاع ومكونات المنطقة ،ويشير في حديث ل(الصحافة) الى ان هدفهم الاساسي والمهمة التي كونت من اجلها اللجنة تتمحور في ايصال الاطراف الثلاثة الي مؤتمر الضعين دون شروط ،كاشفا عن ان قضية الارض تم تجاوزها بالاتفاق علي ان يتم عرضها في المؤتمر ويترك امرها للاجاويد ،مؤكدا قيام المؤتمر في موعده بمدينة الضعين في الحادي والعشرين من هذا الشهر ،لافتا الي انه في خلال ايام من هذا الشهر سيتم تسليم تعويضات صراع الرزيقات والمسيرية ،معلنا طي هذا الملف بنجاح. ويكشف امير اولاد هيبان موسي بشارة عن جلوس اللجنة التحضيرية مع كافة الاطراف التي قال انها اعلنت عن طرح رؤيتها بمؤتمر الضعين ،مشيرا في حديث الي (الصحافة) الي ان الاجواء تبدو مشجعة لنجاح المؤتمر والخروج بتوصيات وقرارات من شأنها اعادة الاوضاع الي طبيعتها بين اطراف النزاع. وكان ان تدافعت الجهات الحكومية والشعبية عقب اندلاع الصراع بالفولة اخيرا لاحتواء الخلاف بين بعض بطون المسيرية ونجحت المساعي في نزع فتيل الازمة حيث تم التوقيع علي وثيقة عهد وميثاق بين قبائل اولاد سرور هيبان والمتانين برعاية والي جنوب كردفان احمد محمد هارون،واعتمد الوثيقة انابة عن الاطراف الموقعة كل من الامير اسماعيل بشارة الصافي امير امارة اولاد هيبان والامير عبد المنعم موسي الشوين امير امارة المتانين الامير التجاني محمد احمد حماد امير امارة اولاد سرور ،كما عملت لجنة المساعي الحميدة برئاسة عبدالحميد موسي كاشا علي التقريب بين الفرقاء واشادت بالتجاوب الكبير الذي حظيت بها المبادرة التي اطلقتها ،وهنا يشير مقرر لجنة المساعي الحميدة علي جماع الى ان اللجنة الرسمية التي كونها والي جنوب كردفان تمضي في الاعداد لمؤتمر الضعين بصورة طيبة ،معتبرا في حديث ل(الصحافة) ان دور لجنتهم اسنادي وانها ستعمل علي الاسهام في قيام المؤتمر ،مشيرا الي ان لجنتهم سترفع تقريرها لوزير الدولة بديوان الحكم اللامركزي وستعمل بعد ذلك علي الاسهام في انجاح المؤتمر. وكان لتلك الوثيقة دور كبير في تهدئة الاوضاع والتمهيد لمؤتمر الضعين الذي ترعاه حكومة ولاية شرق دارفور وقبيلة الرزيقات حيث إعتبر نائب والى شرق دارفور أحمد كبر جبريل موافقة الأطراف الثلاثة (أولاد هيبان وأولاد سرور والمتانين ) على الحوار وتأمينهم على أن تكون الضعين مقرار لإحتضان مؤتمر الصلح مؤشرا طيبا متقدما يبشر بنجاح المؤتمر قبل إنعقاده وان الصلح قادم ، وطالب الجميع بوضع ترتيبات وتحسبات مسبقة لما قد يخرج به المؤتمر من توصيات ومتطلبات قد تطال المركز والولايات والقبائل وبعض الأشخاص سيما القيادات منها ،وانتقد كبر بشدة الطبقة المتعلمة والمستنيرة من أبناء الرزيقات والمسيرية قائلا (التعليم نعمة وليس نغمة) ويجب أن يوجه لمصلحة جمع وحدة صف المجتمع . وعلي ذات طريق نائب والي شرق دارفور مضي مستشار الوالي بالانابة صديق عبدالنبي الذي اكد اكتمال كافة الاستعدادت لاحتضان المؤتمر في توقيته ،كاشفا في حديث ل(الصحافة) عن تكوين العديد من اللجان للترتيب والاعداد للمؤتمر ،وقال ان كل الفعاليات الرسمية والشعبية علي اهبة الاستعداد للمشاركة في انجاح الصلح بين بطون المسيرية المتخاصمين ،معتبرا ان الضعين تملك تجربة كبيرة في تنظيم مؤتمرات الصلح القبلية ،مؤكدا ان واجبهم في شرق دارفور الحرص علي استقرار من يجاورهم ،معتبرا ان العلاقة بين الرزيقات والمسيرية ضاربة بجذوها في اعماق التاريخ البعيدة،متمنيا ان يسدل المؤتمر القادم الستار علي الخلافات القبلية بالمنطقة. رغم حالة التفاؤل الا ان البعض يخشي من عدم انفاذ مقررات الملتقي،ويرون ضرورة توفير كل اسباب ديمومية الاستقرار في المنطقة وعدم انزلاقها مجددا لمربع الصراعات ،ويري وانس عبدالرحمن رئيس شورى مجلس المسيرية الزرق بالخرطوم ان التحدي يتمثل في إعادة أهلهم لسيرتهم الأولى التى ورثوها جدا عن أب، مؤكدا إلتزام المسيرية الزرق بقيام المؤتمر فى مكانه وموعده المحدد ،إلا أن وانس نبه إلى مآلات وإحتمالات أن تخرج نتائج المؤتمر بقضايا وصفها ب(الحارة) وقال إنها تتطلب إستعدادات حكومية وأهلية على أن تضمن إستمرارية وديمومة إنسياب الحياة والتعايش السلمى فى المنطقة وفرض هيبة الدولة وسلطانها بالقانون وإيلاء الإهتمام بالبعد الثقافى والتعليمى بالمنطقة. بينما أكد رئيس شورى الفلايتة، الفريق عبد الرحمن حسن موافقة أهله على قيام المؤتمر فى مكانه وزمانه المحددين بالضعين، وزاد نحن كقيادات وكمسيرية قادرون على تجاوز الصراع بأعجل مايكون من خلال المؤتمر لنضمن إستمرارية التعايش السلمى ونبذ الجهل والعصبية ،مبينا أنهم يعملون الآن فى مرحلة التعافى المبكر وجبر الضرر ونبذ الفتنة والعصبية ،مشيرا إلى تعاون كامل وبتنسيق مع الأجهزة الرسمية مطالبا المركز والولاية بالقيام بدور أكبر لتنفيذ عملية جبر الضرر قبل إنعقاد المؤتمر . مع اقتراب موعد مؤتمر الضعين تسود حالة من التفاؤل كافة الاطراف بأن يكون المؤتمر نقطة تحول في مسار غرب كردفان عامة والمسيرية علي وجه الخصوص ،حيث يعتقد البعض ان عودة الولاية تعني ضرورة توحد كل مكونات المنطقة من اجل المضي قدما في طريق التنمية التي انتظمت بعض اجزاء غرب كردفان ،الا انهم يعتبرون ان الخلافات القبلية من شأنها التأثير سلبا على تسريع وتيرة انزال الولاية علي ارض الواقع ،ويرون ان مؤتمر الضعين فرصة طيبة لتجاوز ما علق بالنفوس بين ابناء القبيلة الواحدة، وفي ذات الوقت ارسال رسالة للجميع ان ولاية غرب كردفان ستعود اكثر توحدا ،برغم رؤية البعض ان الوقت غير ملائم للحديث عن عودة الولاية استنادا علي الصراع الاخير ،ويرون ان تجاوز مربع الجدل قد يمهد طريق عودة الولاية.