اوفد وزير الدفاع، الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، امس، قيادات قبلية الى محلية السريف بشمال دارفور لرأب الصدع بين القبائل المتناحرة في المنطقة، ويرأس الوفد والي جنوب دارفور السابق عبدالحميد كاشا، بجانب عسكريين للجلوس مع قبائل المنطقة. واطلقت لجنة من قيادات الادارة الاهلية بدارفور لاصلاح ذات البين بين القبائل المتنازعة في جبل عامر، نداءً عاجلا للحكومة والمنظمات لاغاثة اكثر من 100 الف من المتضررين من مواجهات قبيلتي الرزيقات الابالة والبني الحسين التي اتسع نطاقها اثر نزاع على منجم ذهب ليشمل قرى في محليات السريف وسرف عمرة وكبكابية، مشيرة الى حرق 37 قرية و32 مرعى منذ بداية الاحداث، واكدت استمرار حصر الاضرار. وقال اعيان الادارة الاهلية في لقاء للجنة المكونة من 20 قبيلة دارفورية بالخرطوم والتي يرأسها محمد احمد تورين، ان اكثر من 100 الف في دار بني السريف مشردون من قراهم ومحاصرون من قبل مسلحين بعشرات العربات والاسلحة الثقيلة في ظل اغلاق الطرق وبلا مأوى في اوضاع معيشية صعبة، بينما قال بعض العمد انه تم العثور على 3 جثث امس. واستمعت اللجنة امس الى قيادات من قبيلة بني حسين اعلنوا عن هدوء نسبي في المنطقة سوى من بعض حوادث النهب والسلب. وقال رئيس اللجنة ان اللجنة ستلتقي وزير الدفاع، منوها الى استمرار عمليات النهب والحصار من قبل المسلحين على منطقة السريف، ولفت الى ان المسلحين الذين يهاجمون المنطقة يتمتعون بعتاد حربي، مشيرا الى انه اتصل بوزير الدفاع لترتيب لقاء معه بغية مطالبته بسحب السلاح من ايدي ارتال المسلحين والآليات الثقيلة التي هاجمت ديار بني حسين. واضاف ان وزير الدفاع ارسل وفدا من القيادات القبلية والعسكرية للجلوس الى القبائل في دار بني حسين. واعلنت اللجنة تكوين اربع لجان لزيارة محلية السريف والاتصال بالجهات والمنظمات، بينما استعجل شيخ قبيلة «بني حسين» محمد اسماعيل، اغاثة المتضررين، مبينا ان هناك حاجة قصوى للطعام والكساء، واكد ان المنطقة لازالت محاصرة ومتوترة وقال «القبائل في السريف واقفة على الزناد» ولفت الى ان هنالك جثثا لم يتمكن اهلها من دفنها. من جهته عبر والي شمال دارفور، عثمان كبر، عن تقدير حكومته للاستجابة السريعة والعاجلة من قبل وكالات الأممالمتحدة المختلفة العاملة بالولاية في توفير المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالأحداث الأمنية القبلية التي شهدتها محلية السريف بني حسين اخيرا . ودشن الوالي امس بمطار الفاشر، الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية غير الغذائية التي وفرتها وكالات الاممالمتحدة والمنظمات الدولية العاملة بالولاية لإغاثة المتأثرين بمحليات السريف وسرف عمرة وكبكايية ومنطقة غرة الزاوية، واكد ان الاستجابة جيدة وستلبي حاجة المتأثرين وتدعم عملية الاستقرار بالمنطقة وتساهم كذلك في عودة الحياة إلى طبيعتها . وأكد أن الوضع على ارض الواقع بمنطقة الأحداث شهد تطورات كبيرة نحو الاستقرار الكامل، ما ادى إلى عودة أعداد كبيرة من النازحين جراء الاحداث إلى قراهم بجانب عودة المنقبين عن الذهب إلى جبل عامر . وأعلن كبر استعداد حكومته لتقديم كافة المساعدات وتهيئة الأسباب المناسبة التي تمكن فرق التقييم التى سترسلها الأممالمتحدة إلى هناك من اجل إجراء المسح اللازم . من جهته، أوضح مدير مفوضية العمل الانساني والمنظمات، إبراهيم احمد حامد، أن عمليات النقل الجوى للمساعدات الإنسانية بدأت برحلة جوية امس لنقل المساعدات غير الغذائية لعدد 1500 أسرة تعقبها أربع رحلات اخرى يومية لتغطي حاجة 50% من المتأثرين البالغ عددهم 15 ألف أسرة، يشكلون في حدود 75 ألف نسمة، مضيفا أن المساعدات الغذائية سيتم نقلها برا بمساعدة الحكومة والمنظمات والأجهزة الأمنية . وأبان ان هذه المساهمات العاجلة قد شاركت فى توفيرها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمعينات الغطاء والمأوى وبرنامج الغذاء العالمي بالمعينات الغذائية ، ومنظمة اليونيسيف بمعدات لتوفير المياه النقية وإصحاح البيئة ، فيما التزمت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي يوناميد بنقل تلك المساعدات عبر طائراتها بجانب مساعدتها في نقل الغذاء برا .