رأى زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي، أن السودان سيكون حاله أسوأ بكثير، في المرحلة المقبلة ،مشيراً الى أن نتيجة الانتخابات العامة الأخيرة مكنت للحكم العسكري، وأفقدت السودانيين الأمل في الحصول على التغيير، وجدد عدم اعترافه بعملية شابها البطلان منذ بدايتها. وأقر الترابي، في حوار مع صحيفة«الامارات اليوم»، ان السودانيين اصبح لهم سجل انتخابي للمرة الاولى في تاريخهم، لكنه أضاف أن سطوة المال والسلطة أحالت هذا الانجاز لمصلحة حزب المؤتمر الوطني، بينما عجزت الاحزاب الاخرى عن مواجهة هذا الطغيان. واتهم ، المؤتمر الوطني بالحصول على نتائج الانتخابات بأسالب خبيثة ،مثل استخدام الاعلام والشارع، وكانت مواكب مرشحه للرئاسة بأسطول حربي ودراجات نارية وجنود وحراسة تشكل تأثيراً في المواطنين البسطاء، في الوقت الذي كان يظهر مع الآخرين في وسائل الاعلام ليحصل على الوقت المخصص لكل مرشح وهو 20 دقيقة. وتابع الترابي «هذه النواقص مع غياب أسماء الناس من الكشوف وتبديلها لم يكف أهل السلطة، فأضافوا اليها الجريمة الكبرى أثناء الاقتراع وهي تبديل رجال الامن للصناديق بعد طرد المراقبين والمرشحين ووكلائهم». ودلل على أقواله بتأخير عمليات الفرز، وقال انه «لا يملك اثبات الأمر الا عبر افادات الشهود»، وأضاف «أنهم «فعلوا ذلك بغباء شديد لأن بعض المرشحين في وسط أولاده وأهله وقبيلته يحصل على صوت او صوتين او لا يحصل على أصوات، وكان يمكن لهم ان يتركوا لنا 40 أو 50 دائرة بلا تزوير، وهذا لن يؤثر في أغلبيتهم الساحقة، هم أسقطوا متعمدين المؤتمر الشعبي وحتى في التصويت النسبي في الخرطوم كلها نحن لم نبلغ الا 2% وهي أقل من 4% الحد الأدنى». وأكد الترابي، ان المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقا أكبر بين حزبه وأحزاب المعارضة، خصوصاً الامة والاتحادي الديمقراطي الاصل، لتشكيل وبلورة تصور مواجهة مع المؤتمر الوطني، واعترف بأن أحزاب المعارضة خسرت كثيرا بسبب غياب التنسيق الكامل في ما بينها، واقتناع الحركة الشعبية بالجنوب والحصول عليه بقوة السلطة تماماً كما فعل المؤتمر الوطني في الشمال. وأشار الترابي الى ان النتائج في الجنوب تؤكد خيار الانفصال، لأن المؤتمر الوطني لم يقدم لهم تنمية أو صدقاً في تنفيذ العهود، وقال «لم يلتزموا في ابيي او في الحدود او البترول او في المياه والكهرباءوالطرق». وحذر من أن الخطر سيكون كبيرا على الجنوب اذا ما انفصل عن الشمال، لأن التربة ستكون مهيأة لاشتعال الحروب في الجنوب، وقال «رأينا كيف كان القتل سهلا حول صناديق الاقتراع، وكيف استبعد المراقبون الدوليون ، ولم يجرؤ أحد من وزراء الحكومة الاتحادية على زيارة الجنوب الا في حماية الجيش الشعبي». واستبعد الترابي نشوب حرب مرة أخرى بين الشمال والجنوب بسبب قرار الانفصال المحتمل، لأن الناس هنا في غالبيتهم ضد الحروب، وحذر من مغبة انتقال عدوى الانفصال الى ابناء دارفور، اذا ما استمر الظلم وأعمال القتل والسلب وحرق القرى والبيوت. وأضاف، ان «الضغط على الناس في معاشهم وحياتهم يمكن ان يدفعهم للانفصال»، معتبراً أن «مفاوضات الدوحة فشلت في اقناع الناس بصدق العسكر ونيتهم في انهاء المشكلة». وتساءل الترابي عن الدور المصري، وقال انهم غائبون عن هذا الحدث وعن الدوحة بسبب غياب الدبلوماسية وهيمنة الامن على ملف السودان، وأضاف ان كل الأزمات التي تضرب السودان سوف تؤثر بالضرورة علي المصريين، خصوصاً أن المؤتمر الوطني وصل بالبلاد الى مرحلة الانهيار في أطرافها الجنوبية والغربية.