حفلت رحلة الخطوط الجوية العربية «ناس» المغادرة من الخرطوم الى العاصمة السعودية الرياض بالعديد من المواقف والمشاهدات التي استحقت «التدوين، وقد بدأت هذه المشاهدات قبل بوابة الدخول الرئيسة للمطار، حيث تجمعات الرجال والنساء والاطفال والذين كانوا في وداع المغادرين، وقد توزعوا على حلقات متناسقة وهم يتبادلون أطراف الحديث، ولم يمض وقت طويل حتى تحول اكثر من نصف المودعين الى الصالة العلوية لكي يلوحوا بالوداع لذويهم واصدقائهم المغادرين. وفي ما يلي ترصد «الصحافة» المواقف والمشاهد من الخرطوم حتى الرياض: أصغر مودعة الطفلة سارة جمال «4 سنوات» كانت اصغر المودعين الموجودين بمطار الخرطوم، حيث اصرت على وداع «جدها» الذي حضر الى الخرطوم في اجازة قصيرة. إجراءات سلسة على غير العادة سارت الاجراءات داخل مطار الخرطوم لجميع المسافرين بسلاسة لافتة، وان كانت هناك من ملاحظة، فهي تكمن في كثرة بوابات التفتيش، حيث يمر المسافرون بأربعة مداخل يخضعون فيها للتفتيش قبل صعود الطائرة. امرأة تتحسر على «يد الفندك» في آخر محطات التفتيش قبل صعود الطائرة، تم اخراج «يد الفندك» من حقيبة احدى المسافرات التي ظلت تتوسل لفريق التفتيش بأن يسمحوا لها بحمل «يد الفندك» غير انهم اصروا بشدة على ان الامر ممنوع تماماً.. مما حدا بمسافر إلى أن يعلق بأن «يد الفندك» ممكن ان تكون اكثر تهديدا وخطورة اذا حاول أي شخص ان يهوي بها على رأس قائد الطائرة. نفاذ الصحف بصالة المطار: حاول البعض شراء الصحف السودانية من داخل صالة المطار، وقد كان الوقت حينها العاشرة مساءً، غير أن الصحف نفدت ولن يتبق غير صحيفتين فقط احداهما سياسية والاخرى فنية، وهو امر يستوجب على ملاك وموزعي الصحف السودانية ان يزيدوا من الكميات التي توزع داخل مطار الخرطوم الدولي، نظرا للإقبال الكبير على الشراء بكميات كبيرة، بل في الغالب ان يحصل الشخص على نسخة من كل الصحف الموجودة، خاصة أن هناك من ينتظرون هذه الصحف في السعودية لتصلهم عبر القادمين من الخرطوم. طاقم انجليزي يرفض الجنيه السوداني كان طاقم الرحلة يتألف من انجليزي وانجليزية واخرى مصرية، وخلال فترة المبيعات، حيث يباع «الاكل والشرب» داخل الطائرة بمقابل مادي، ونظراً لأن هناك عدداً من المسافرين لأول مرة فهم لا يملكون اية عملات اجنبية، لذلك ظلوا يخرجون الجنيه السوداني ويلوحون به للمضيفة الانجليزية التي رفضت في شدة ان تبيع لهم بالجنيه السوداني، وظلت تردد «ريال، دولار، يورو».. فرد عليها احدهم «انتو بعد الجنيه ده ما عايزنواجاين لينا في الخرطوم لي شنو»؟! ألم الفراق.. قالت ليهو ما تسافر!! ظل أحد الركاب يلزم الصمت وهو مقطب الجبين، وأثناء اجراءات الجوازات انسكبت دموعه.. وحينما سئل لماذا هذه الدموع .. اجاب: ابنتي الصغيرة ذات الاربع اعوام وقفت امامي وهي تبكي وتطالبني بألا اسافر .. والآن اشعر بألم يكاد لا يوصف، لدرجة انني افكر في تمزيق الجواز والعودة الى قريتي لكي احضن صغيرتي «مآب»، ولكنني اخشى ان اطيل حضنها، ولا استطيع ان اوفر لها حليباً ان جاعت او دواءً ان هي مرضت.. لذلك سأكفكف دموعي وأسافر والحسرة تملأني. درجة الحرارة «9» خلال هبوط الطائرة في المطار اعلنت المضيفة اننا الآن نستعد للهبوط في مطار الملك خالد الدولي، وعقارب الساعة تشير الى الواحدة وخمسة وأربعين دقيقة، ودرجة الحرارة «9»، فرد أحدهم: «الخرابة الشي ده موت عديل». فحص حطب الطلح أخضعت كميات من حطب الطلح التي كانت بصحبة احدى النساء لتفتيش دقيق من قبل السلطات المختصة. ويشار الى انه سبق ان القي القبض على شابين سودانيين بمطار جدة وهما يحملان حطب طلح «محشو بمخدرات»، تبين انهما حاولا ايصالها الى احد الاشخاص على سبيل «الأمانة» ومازالت القضية تنظر امام القضاة. خروج نهائي من بين الركاب الشاب محمد نور وهو في الثلاثين من عمره، قال انه لأول مرة في حياته يغادر السودان، وقد ظل يبحث عن وظيفة بعد تخرجه ولم يحظ بأية فرصة، لذلك غادر السودان «بخروج نهائي» بحسب حديثه، وذلك في محاولة لرسم مدى المعاناة التي جابهها داخل الوطن، دون أن يحصل على فرصة عمل.