بينما يحتفل البعض بما يسمى عيد الحب المصادف ليوم 14 فبراير من كل عام، وهم يصبغون عالمهم باللون الأحمر كدلالة على العشق والهيام، يخشى كثير من السودانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية من اللون الأحمر، وهم يرتجفون خوفاً حينما تنطق أمامهم كلمة «أحمر» !! فالأمر مختلف جداً في السعودية ولا يشبه بأي حال الذي يحدث في حدائق الخرطوم، وشارع النيل الذي أصبح يتمدد في مساحات شاسعة حتى قال عنه البعض ومنهم الاستاذ حسين خوجلي بأنه أصبح أجمل من شارع «الشانزليزيه» الباريسي.. المهم أن اللون الاحمر اضحى يشكل رعباً لكثير من السودانيين في السعودية، ليس لأن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حاضرة دائماً في ما يسمى بعيد الحب لشن هجمات وحملات مداهمة للأسواق والمحال التجارية التي تبيع الورد الأحمر وبقية الهدايا، فضلاً عن تربصها بأية محاولة لإقامة احتفال بهذه المناسبة التي يسعد بها بالدرجة الأولى الذين أتوا من شرق آسيا ودول الغرب والعرب العاشقين للغرب .. نعم اللون الأحمر مخيف كما قلنا بالنسبة لقطاع عريض من السودانيين لأنه ببساطة يعني أن «الكفيل» أو الجهة المشغلة تقع ضمن «اللون الاحمر» أو «النطاق الاحمر»، وبالتالي يصبح جميع الذين يعملون مع مثل هذا الكفيل أو الشركة أو المؤسسة، لا يستطيعون تجديد رخص إقاماتهم في السعودية، وبالتالي «يستحيل» أن يسافر أي من هؤلاء الى السودان او أية جهة اخرى من العالم، بل تتوقف عنه جميع الخدمات التي يتمتع بها الشخص الذي يحمل اقامة رخصة عمل سارية المفعول، بل يصل الحال بالذي يقع في الدائرة «الجهنمية الحمراء» ألا يزور المستشفيات إن هو مرض او أي من افراد اسرته الم به مرض.. ليس هذا فحسب بل الذي يقع ضمن النطاق الاحمر يحرم ابناؤه من الدراسة بالمدارس السعودية، باعتبار أن رخصة الاقامة منتهية الصلاحية، وهو أمر أثار اهتمام الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، وهي جمعية سعودية تتألف من خبرات وطنية في المجال الحقوقي، حيث طالبت وزارة التربية والتعليم التي يقودها صهر الملك عبد الله بن عبد العزيز سمو الامير فيصل بن عبد الله، بمراجعة أمر حرمان الطلاب والطالبات من الدراسة بحجة عدم تجديد الاقامة، وهو أمر مازال قيد الدراسة . المهم أن اللون الأحمر الذي يتبادله العشاق في عيد الحب يغضب كثيراً من السودانيين المقيمين بالسعودية، طالما يذكرهم بحال الكفيل الذي يقع في النطاق الأحمر، عقاباً له على عدم الإيفاء بالنسبة المطلوبة من توظيف السعوديين، وهم يكون محروماً من القيام بأية خدمات في مؤسسته ما لم يقم بتقليل عدد الأجانب وتعيين سعوديين، حتى يتمتع بالنطاق الأخضر الذي يمكنه من ممارسة أنشطته بلا مشكلات.