انتابت حالة من التذمر المواطنين بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور في اعقاب انقطاع الامداد الكهربائي للايام الثلاثة الماضية وجاء انقطاع الامداد الكهربائي بصورة شلت اوجه الحياة بالمدينة بسبب عدم توفر الكميات الكافية من الوقود بمستودعات الكهرباء لتشغيل محطة التوليد الحراري اذ لم يصل الطوف الحكومي مداخل الولاية حتي يوم امس . انقطاع الامداد الكهربائي اوقف امدادات المياه لكافة انحاء المدينة التي شهدت أزمة مياه حقيقية وارتفع سعر برميل المياه الي «10» جنيهات في وقت لم يكن يتجاوز الخمسة جنيهات حتي بالانحاء الطرفية من المدينة كما انعكس الامر علي مجمل ضروب الحراك الاجتماعي والاقتصادي . في المنطقة الصناعية كان الصمت مطبقا وشكت شريحة الحرفيين من الاثار السالبة التي لحقت بهم بسبب عدم توفر الامداد الكهربائي، وانتقد المواطنون تجاهل الحكومة المركزية وحكومة الولاية قضايا المنطقة وعدم الاهتمام بتوفير احتياطي كافٍ من الوقود بالمدينة التي تعتمد علي محطة توليد الكهرباء، وقال محمد أحمد الحاج ان مواطن دارفور بات يدفع ثمن اخطاء غيره في الحكومة المركزية وحكومة الولاية، مؤكدا ان اي حكومة تفشل في توفير المقومات الرئيسة لمواطنيها لا تستحق تولي مثل تلك المسئولية سواء علي مستوي المركز او علي المستوي الولائي . عدد من المواطنين طالبوا بتعجيل عودة التيار الكهربائي ويري البعض ان ظلام المدينة يجعل المدينة بيئة موائمة لارتكاب الجريمة بمختلف انواعها ويري هؤلاء ان انقطاع الامداد الكهربائي يأتي في وقت ارتفعت فيه نسبة التفلتات الامنية داخل المدينة وخارجها وان حالة الظلام الراهنة جعلت عامة الناس في حالة من الرعب والخوف . ويقول صديق ادم وهو طالب قانون انه بصدد الجلوس لامتحان المعادلة ما يتطلب استذكار دروس القانون، غير انه فوجئ بانقطاع الامداد الكهربائي لايام، واشار صديق الي ان الحل يتمثل في اثنين اما تعليق الدراسة او السفر الي الخرطوم عبر الطيران والذي يتطلب هو الاخر موارد مادية لا يجد لها سبيلا اضافة الي الضرر الذي لحق بتلاميذ المدارس والجامعة خاصة اولئك الخاضعين لامتحانات الشهادة السودانية في مطلع مارس المقبل . يقول حسن محمد ادم انه اضافة لحالة العنت في الحصول علي المياه واضافة الي ما ساقه المواطنون من اضرار فان انقطاع الكهرباء قد قذف بالمدينة من الدائرة الكونية وبات الناس معزولين تماما ولا يدرون بما يجري حول العالم، في وقت اختفي فيه الراديو التقليدي الذي يعتمد علي البطارية الجافة بعد ان وطن الناس انفسهم علي الفضائيات وحتي ما تبقي من راديوهات تقليدية ظلت تعتمد علي الامداد الكهربائي في التشغيل، واشاد حسن بالجهود التي بذلتها وزارة الصحة من خلال توفير مولد خاص بالمستشفى . انقطاع الامداد الكهربائي بحاضرة جنوب دارفور دفع البعض من ملاك المولدات الصغيرة الي تشغيلها في الاحياء والسوق وقد ادي ذلك الي بروز ما يمكن تسميته بالتلوث السماعي فاضافة الي الاضرار التي تنفثها تلك المولدات من رصاص وغازات سامة فان الاصوات الصادرة عنها جعلت المدينة تهتز علي مدار الساعة وتكاد تخسف بالمدينة الي الارضين السبع.