أكد البروفسير شارلس بونيه رئيس بعثة الآثار السويسرية بمنطقة كرمة بشمال السودان على عظمة انسان السودان، مبينا انه يختلف تماما عن غيره من سكان العالم واشاد شارلس بالكرم السوداني وحسن الاستقبال والضيافة والحفاوة التي يقابل بها ابناء النيلين القادمين من الدول الاخرى. وقال شارلس بونيه انه قضى سنوات طويلة في السودان كادت تصل الى الخمسين عاما ولا زال في ذهول من الجود الخرافي التذي يتميز به ابناء البلاد وقال انه عندما يمر باي بيت يسمع كلمة اتفضل . وجدد شارلس تأكيده على حب السودان وقال انه قضى فيه اجمل ايام حياته وسعد بتوطيد صداقته مع الكثير من السكان منهم الشيخ الزبير ناظر منطقة دنقلا واشار الى انه تعلم الصبر من السودانيين. وقال شارلس الذي يجيد الانجليزية والفرنسية وقليلاً من العربية ان اهل السودان عندهم (المهلة) وتعلمت منهم الصبر بينما في بلاد الغرب جميع الناس في حالة استعجال واضاف شارلس سعدت بان اكلت القراصة . وقال عبد الرازق محمد مرافق الخواجة شارلس انه كان يشارك في الافراح والاتراح بالمنطقة وتعجبه العادات والتقاليد السودانية ،وكان في اولى ايامه بالسودان يشيل الفاتحة ويواسي اهل العزاء. واكتشف شارلس بونيه في يناير 2013 كشفاً اثرياً جديداً يعد الاول من نوعه قال انه سيؤدي الى تغيير شامل في مفهوم العلاقة التاريخية بين الحضارة السودانية والمصرية ومعرفة اسرار مخفية عن حضارة كرمة اقدم حضارة في افريقيا ويقود لاكتشاف الحضارات المنسية بمناطق شرق وغرب السودان . وقال انه وجد في منطقة ( دكي قيل) مدينة اثرية تحتوي على آثار نوبية نادرة توضح مدى الصراع حول الحكم بين ملوك السودان ومصر بها آثار قصر منيف مبني من الطراز المعماري النوبي الخالص الدائري الشكل ويحتوي على معابد مبنية بطريقة البناء النوبي وآثار قصر آخر جوار القصر النوبي مبني على الطراز المصري القديم ذي القاعات المستطيلة والمربعة الشكل اشار الى انه يعود الى الملك تحتمس الاول ملك مصر الذي شيده بعد ان غزا منطقة (دكي قيل) وحطم قصور ملوك السودان وترك المعابد واقفة خوفا من غضب الالهة النوبية. واكتشف شارلس في (دكي قيل) ايضا مقبرة كبيرة بها سبعة تماثيل نوبية محطمة منها خمسة تماثيل لملوك النوبة في مقدمتهم الملك تهراقا .