التهمت أسراب من الجراد الصحراوي القادم من مصر عبر بورتسودان آلاف الافدنة من المحاصيل الزراعية بمحليات كريمة ومروي والدبة والقولد في الولاية الشمالية، وقضى الجراد النهم في بعض البلدات على ثمار البلح التي بدأت في التفتق. وتعد التمور الدخل الرئيسي لاهالي المنطقة. واعلنت وزارة الزراعة بالشمالية عن تكوين غرفة طوارئ وتعزيزات دفع بها المركز الى الولاية لمحاصرة الاسراب التي بدأت في التحليق جنوبا. وقال مزارعون من منطقتي «الخوية وملودا» بالقولد ل»الصحافة» ان بعض محاصيلهم التي قضى عليها الجراد اوشكت على الحصاد بينما استوى بعضها الاخر مثل القمح والفول المصري. وابدى بعض المزارعين بالولاية الشمالية مخاوف من مكوث الجراد ليلة امس، قائلين «ان الجراد يأكل المحاصيل ليلا بشكل مضاعف» واتهموا السلطات بالتقصير. واتهم مسؤول رفيع سابق بوزارة الزراعة، فضل حجب اسمه، ادارة مكافحة الآفات بالتقصير، وقال ل»الصحافة، ان الوقاية ركن اساسي في انجاح الزراعة بالبلاد «لكن ادارة الوقاية ومكافحة الآفات بوزارة الزراعة من أضعف الحلقات الآن». واشار المسؤول، الذي فضل حجب اسمه، الى ان ادارة الوقاية تحتاج الى اعادة تنظيم، وقال انهم ليس لهم أي افكار تجاه الوقاية والمكافحة، واضاف ان الادارة في الولايات تتبع للمركز ما يخلق ضعفا في المتابعة والتجاوب مع بلاغات الآفات، واحيانا يستجيبون لبلاغات بعض الولايات بشأن الآفات بعد عشرة ايام، ورأى انه لا بد من اتباع ادارة الوقاية الى الولايات او اعطائهم صلاحيات اوسع لسرعة الاستجابة. وكانت السلطات المصرية عمدت الى رصد ومكافحة اسراب من الجراد، قالت انها رصدتها داخل السودان على ساحل البحر الاحمر منذ شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين. يذكر ان منظمة «دلكو» الاقليمية لشرق أفريقيا لمكافحة الجراد الصحراوي كانت قد ارسلت طائرة رش للسودان في يناير الماضي للمساهمة في مكافحة الجراد الصحراوي بساحل البحر الأحمر، وحسب مسؤول فان الطائرة فعّالة، وتساوى ستة أضعاف الطائرة السودانية. لكن وزير الزراعة بالولاية الشمالية عادل جعفر نفى اي تقصير تجاه التعامل مع سرب الجراد، واعلن عن تكوين غرفة عمليات لمواجهة اسراب الجراد، ونوه في حديثه ل»الصحافة» امس انهم سيرشون الجراد الموجود بالمنطقة غدا بطائرة رش، ونوه الى انهم «قاوموا» اسراب الجراد في طريق «السليم كريمة»، والقولد فوق وطريق مروي الدبة وطريق الخرطومدنقلا فى الكيلو 130. وقال الوزير ان الامور تحت السيطرة، مشيرا الى انهم تلقوا بلاغات قبل 3 أيام بوصول الجراد، كما انهم تجاوبوا مع البلاغات التي جاءت من المزارعين المحليين امس واول امس. والتهمت اسراب الجراد امس المزارع بمحلية الدبة وقضت على اكثر من 20 ألف فدان، على حد قول مسؤول شعبي هناك. وقال رئيس اللجنة الشعبية لمنطقة ارقي التابعة لمحلية الدبة عبدالمنعم خليفة أحمدون، ان الجراد التهم اكثر من 20 ألف فدان من التمور والقمح، وقال ل»الصحافة» انهم اضطروا الى احراق بعض المزارع في محاولة للقضاء على الجراد لكنهم فشلوا، واشار الى ان الجراد لا زال يلتهم المزارع بشغف، وتوقع ان يقضي على 60 ألف فدان حتى بقية يوم امس، وناشد المسؤولين بالتدخل قائلا «الحقونا دا الموسم الاساسى لينا»، ولفت الى ان الجراد هاجم المنطقة بكميات ضخمة ، موضحا ان الجراد انتشر حتى فى كبرى الدبة والتهم حتى سعف النخيل. وقال احد المزارعين ويدعى ابراهيم محمد سيد أحمد ل»الصحافة من بلدة اوربي بالشمالية، ان سرب الجراد وصل الى الخوية التابعة للقولد في الخامسة من من صباح امس، وقضى على قرابة ألفي فدان ملتهما محاصيل الفول والبرسيم والقمح والبطيخ والاف اشجار النخيل قبل ان تنتقل زرافات من السرب الى منطقة ملودا، وفضلت المكوث في مزارعها، لكن السرب الاكبر منها اتجه جنوبا صوب الخرطوم. وقال المزارع العبيد حسن من قرية ملودا، ان الجراد الذي هاجم قريتهم يعد الاكبر على الاطلاق، وبدا مستغربا من التهامه محاصيل الاهالي خاصة محصول الفول الذي برع في القضاء عليه في ثوانٍ حسب قوله واكد العبيد ان الجراد توجه بجنون بعد ذلك واتى على اشجار المسكيت والنخيل الذي كان قد بدأ في الإثمار، وعاب على المسؤولين في الولاية عدم تجاوبهم بالتدخل. وقال شهود عيان ل»الصحافة» ان اسراب الجراد وصلت الى منطقة مروي الغنية بالتمور وسارع الاهالي لتقديم بلاغات لجهات الاختصاص مساء امس.