*أسى عميق وحزن أصاب دواخلى عندما أحسست بأننى قد أخطأت ( بوصفى مسئول عن كل ما ينشر فى هذه الصفحة ) فى حق الأستاذ والأخ الحكيم طه على البشير وهو ( فعلا من الحكماء الذين عرفوا بالقول الفصل والرأى السديد والصحيح ووضع الحلول الناجعة والجذرية بأقصر وأسرع وأفضل الطرق - نعم لابد من أن نعترف بأننا قد ظلمنا و أخطأنا فى حق الحكيم طه بسبب الخبر الذى نشرناه أمس الأول ونقلناه من موقع ( إسمه المدرجات ) وكان علينا أن نتعامل بمهنية وبدقة وحرص لا سيما وأهمية الخبر وإرتباطه بشخص عزيز ( جدا علينا ولدينا ) خصوصا وأن جسر التواصل بيننا موجود وقوى وأبواب الإتصال كلها مفتوحة ولا حاجز بيننا والأخ طه البشير - لقد كان علينا التأكد من صحة الخبر من عدمها ومن ثم ننشره أو ننقل الحقيقة من مصدرها ونعلن عن رأى وموقف الأخ الحكيم فيما نسب إليه ولكن ( فاتت علينا ) ولهذا فقد كان حرصنا ان ننشر التوضيح والتعقيب والتصحيح الذى بعث به الأخ الكبير والحكيم طه على البشير ولانرى أننا قد تفضلنا بنشر التوضيح فهو حق له ليس من باب الأعراف والمبادئ المهنية ولكن لأن طه البشير يستحق وهو من الذين لهم مواقع مرموقة فى القلوب - ومع قدر الندم الذى سيطر على دواخلنا بسبب تلك الهفوة إلا أن سعادتنا كانت كبيرة والأخ ( أبو أحمد ) يتجاوب وينفعل ويحرص على التعقيب علينا - ونرى أن العزاء الوحيد فى خطئنا هو أنه قد أعاد الاخ الحكيم للكتابة التنويرية المليئة بالذوق والأدب والأخلاق الفاضلة والموضوعية - ليتهم يكونوا مثلكم ياحكيم - ولك العتبى حتى ترضى فأمثالك نادرون لا يتكررون وأى منهم يمثل قيمة وإرثاً وثروة - وبالطبع فإن فى إبتعادكم عن المجال الرياضى خسارة للرياضة ولوضعها - فهى التى تتشرف بكم وتتأثر إيجابيا بمفاهيمكم النيرة وأدبكم وأخلاقكم *رسالة لوالى الخرطوم *لماذا تعانى الرياضة وخاصة كرة القدم وتحديدا الأندية العاصمية الكبيرة الإهمال والإستصغار من حكومة ولاية الخرطوم ؟ وهل سبق للدكتور عبدالرحمن الخضر والى الولاية والمسئول عن أى مواطن أونشاط إجتماعى فيها أن قدم دعما ماليا لأندية ولايته خاصة التى تمثل خارجيا ؟ وهل للرياضة أى موقع فى إهتمامات ولاية الخرطوم - الميزانية - ؟ وهل فعلا أن الرياضة هى مجرد لعب ولهو فى إعتقادهم ومفاهيمهم ؟ ألا يعلمون مدى الأهمية الإستراتيجية والتطور الكبير والإمتداد الواسع الذى وصلت إليه الرياضة وخاصة كرة القدم ؟ ألا يعلمون أن كرة القدم باتت وجبة رئيسية لكافة شعوب العالم وأنها محل إهتمام الرسميين والرؤساء ؟ ألا يعرفون ماذا يعنى وصول فرقنا إلى مدى بعيد فى البطولات الأفريقية ؟ هل يجهلون أن أى تقدم فى كرة القدم يعنى أن البلد يعيش إستقرارا كاملا أمنيا وسياسيا وإجتماعيا ؟ هل يشاهدون المباريات الكبيرة التى تبثها القنوات وخلالها يظهر قادة وزعماء وملوك الدول وهم يرتدون الأزياء الرياضية ويعيشون لحظة الأفراح مع شعوبهم ؟ هل يجهلون ماذا يعنى حدوث فراغ فى الرياضة أو تعسر أحد الأندية الكبيرة ؟ هل هم يستخفون بقيمة ومعنى وأهداف وتأثيرات الرياضة للدرجة التى يبعدونها من حساباتهم ؟ *قبل شهرين حدثت هزة إدارية فى نادى الهلال كان من الممكن أن تقود إلى إشتعال ثورة غضب عارمة تغطى الشارع وتحدث ( بلبلة وبلاوى وتدمير وتفرز ضحايا ) ووقتها إكتفت حكومة ولاية الخرطوم بالفرجة والصمت ولم تتحرك إلى أن تحرك العقلاء من ( ناس الكورة ) ووضعوا حدا لذاك الإنفعال لا سيما وأن أحد الطرق الرئيسية التى مارستها جماهير الهلال وقتها كان ( الإعتصام وتنظيم مظاهرات الجمعة على طريقة الربيع العربى والثوار المطالبين بالتغيير ) والحمد لله فقد إنتهت تلك الفتنة فى مهدها ولم تمتد أو تتمدد لأندية أخرى وكان ذلك هو المتوقع ومؤكد إن تتكرر المشهد فإن كل الإحتمالات ستبقى مفتوحة *الواقع يقول والشارع يردد والأخبار تؤكد أن هناك ولاة باتوا محل رضا مواطنى ولاياتهم وأصبحوا أصدقاء للأوساط الرياضية هناك درجة أنهم يحظون بالهتاف ( لن نوالى غيره - أى الوالى المعنى ) و ذلك لم يجئ إعتباطا بل بسبب التجاوب والإنفعال مع حرطة المجتمع والتصدي للقضايا التى تهم الشريحة الأكبر من المجتمع وهى التى تهتم بكرة القدم - ففى ولاية الجزيرة مثلا يحظى البروف المجاهد الأخ الزبير بشير طه بوضعية متميزة وبات مجبوبا من ( ناس الكورة هناك وهم الأكثر عددا ) وذلك لأنه لم يبخل عليهم وظل يقدم الدعم لأندية ولايته التى تمثلها فى المنافسة القومية فى البلد وهى بطولة الدورى الممتاز وفى ولاية نهر النيل فقد بلغ الأخ الفريق الهادى عبدالله درجة عالية ورفيعة من النجومية لأنه لم يبخل وكان سخيا تجاه فرق ولايته الثلاثة فى دورى المستوى الأول ( أمل وأهلى عطبرة وأهلى شندى ) فالفريق الهادى يخصص لهم الإجتماعات ويستمع إلى مشاكلهم ويسارع بحلها أو حتى جزء منها وهو مشكور فى كل الحالات على إهتمامه - أما فى ولاية جنوب كردفان فقد رأينا كيف يتعامل مولانا أحمد هاورن مع هلال كادقلى حيث يعتبره أحد المسئوليات الرئيسية لحكومة ولايته فهو يصرف عليه ويدعمه ويتابع أخباره بإهتمام بالغ ويحرص على مشاهدة مبارياته وأصبح مولانا هارون رمزا كرويا فى ولايته وأحد نجوم الرياضة والمجتمع والكل يحبه ويطالب بإستمراره - أما الأستاذ محمد يوسف كبر والى ولاية شمال دارفور ( فقد فات العاملين فيها كبار والقدرو ) وضرب أروع الأمثال وقدم النموذج الحى فى كيفية إرضاء الشعب وإستغلال ميادين الرياضة وعشاقها فى بسط الأمان وتوطين الإطمئنان ونشر السلام وهو يتولى مسئولية ممثل ولايته فريق مريخ الفاشر ويرعاه ويتبناه رسميا إلى أن إرتقى للدورى الممتاز ولم يكتفِ بذلك بل أعلن عن مواصلة دعمه حتى يصعد بفريق آخر من شمال دارفور ومادام أن الرجل لديه طموح وحماس ورغبة وجاهزية ويؤمن بإستراتيجية الرياضة وعظمة الأدوار التى تقوم بها فإنه قطعا سينجح لا سيما وأن كافة الرياضيين فى السودان يدعون له ويتمنون له التوفيق فالوالى الأخ كبر تذوق طعم النصر الرياضى وهو يشاهد كيف كان تعبير المهتمين بالرياضة لحظة الإعلان عن صعود مريخ الفاشر للممتاز وواصل جهوده وأقام إحتفالا تاريخيا شهدته مدينة الفاشر والتى باتت علما رياضيا بعد أن إقتحم أحد فرقها خريطة كرة القدم السودانية من أوسع أبوابها وتحكرت هذه المدينة الفاضلة مع المتميزين. *السطور أعلاه نقدمها للسادة فى حكومة ولاية الخرطوم وتحديدا الوالى الدكتورعبدالرحمن الخضر ونذكره بأن عشاق كرة القدم فى ولاية الخرطوم لا ينسون أى والى يساندهم ويبادلهم الوفاء ويهتم بهواياتهم والعكس أيضا - نقول ذلك ونحن نتابع الأزمة المالية التى يعيشها الناديان الكبيران ( المريخ والهلال ) ومعلوم عنهما أنهما يعتمدان على جيوب إدارتيهما والمريدين ولكن ومع إرتفاع التكلفة والأزمة الإقتصادية الطاحنة التى تعيشها البلاد فقد بات أمر تسييرهما صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا ونقول للدكتور الأخ عبدالرحمن الخضر عليك أن تتوقع أن يهرب الذين يجلسون الآن على المناقد الملتهبة وعندها سيكون الوضع صعبا بل خطيرا خصوصا وقد يقود إلى مالا يحمد عقباه وأنه لا يوجد مرفق يمكن أن يتحمل الرياضيين وماعون يستوعبهم إلا الكورة وإن توقفت فإن البلاوى ستحل والفوضى ستعم والشغب سيمتد ولهذا يجب الإحتياط وقتل المشاكل قبل أن تستفحل وبالضرورة أن نستفيد من تجارب الآخرين والمبدأ الطبى يقول (الوقاية خير من العلاج )