بدينا نغطي اخبار المفوضية، وفي البداية الحكاية مشت كويس، لكن بعد أن انتقلت المفوضية بكامل عدتها الى قاعة الصداقة حيث مركز اعلان النتائج، الجماعة صعبوها حبتين. مشينا اول يوم وعند باب القاعة الخارجي بدأ المشهد مختلف تماماً، إجراءات امنية معقدة ومشددة بصورة غريبة. العتبة الأولى: وأولاً «بالتبادي» لازم تكون معلق بطاقة المفوضية في رقبتك، قلنا عادي، مظهر عام وكده، واساساً هي عملوها للغرض ده.. الجماعة تعبوا فيها وما قصروا وعملوها بطاقات ممغنطة. العتبة الثانية: بعد حكاية البطاقة، بعد ما يحمروا فيها كويس ويقلبوها يمين وشمال ويعاينوا في صورتك، وفي وشك، ويتأكدوا انو ده انت، يسمحوا ليك بالدخول، ويأشروا ليك امشي بالاتجاه ده، وفي اجراءات تفتيش قبل ما تصل القاعة، بعداك تقيف، وتنزل شنطتك وينضفوها نضاف «ام فتفت»، وبعد كله يجي الكلب البوليسي يشمها معقولة يا جماعة، جابت ليها كلاب بوليسية، واحد زميلنا، لما شاف الكلب البوليسي قعد يرجف، وقال لي اسمع انت البتاع ده لينا نحنا، اسمع يا أخ انت متأكد دي قاعة الصداقة ولا نحنا خشينا مكان تاني، قلت ليهو لا لا يا أخي دي القاعة ما تشككنا، ده ما برج الفاتح، والقدامك ده مش كبري توتي، صاحبنا عاين تحت فوق وقال لي الغريبة ياها القاعة، لكن الناس ديل مالهم بتعاملوا معانا بالطريقة دي، والله انا حاسي انو نحنا في غزة ودايرين نجتاز جدار الفصل العنصري. العتبة الثالثة: بعد ما تجتاز جدار الفصل، اقصد الكلب البوليسي، بتاخد ليك وقفة تانية والكلام ده كله وانت في الباب الخارجي ما قطعت «10» خطوات في باحة القاعة الخارجية، بتاخد ليك وقفة برضو، وترفع يديك ويجي واحد من الجماعة شايل مصيبة يمررها من رأسك لي كرعيك وبعد شويه تسمع تيييت تيييت بيم بيم توووت تووت.. يا زول جيبك ده فيهو شنو، البتاعه دي بتصفر، تنخلع وتشك في نفسك وتقول يا ربي انا شايل شنو؟ بعد شويه تكتشف انها دي «باقي الفكة الراجعة من الكمساري»، تييتت تيييت بيييم بييم توووت تييت تاني في شنو يا جماعة، الجيب التاني برضو بصفر، فيهو شنو، ونوبة الخلعة تاني ترجع يا ربي انا شايل شنو، يطلع الموبايل، وتاني.. تيييتت تيييت، بييييم بيييم، تووووت تيييت.. اها تاني في شنو جزمتي مالها.. برضو تكتشف انو الحديدة الصغيرة الملصقة علامة شركة في الجزمة.. تييييت توووتت بيييم تيييتت ..الخ.. معقولة يا جماعة، نتعامل مع البلاستيك بس. العتبة الرابعة: بعدما تصيبك حالة من الارتباك ويجيك احساس انك مجرم عديييييل كده.. وتدي الكلب البوليسي ضهرك شويه تجر ليك نفس، وتتوجه لي باب القاعة التي يذاع منها الخبر اليقين ما يطمئنك.. فجأة تلقى نفسك اتنقلت من مرحلة الكلب البوليسي وماشي في بساط وموكيت أحمر ويجيك احساس عظمة وهيئات دبلوماسية وكده، لكن عندما تصل باب القاعة تجد نفس سيناريو المدخل مكرراً بالكربون معقولة.. تفتيش جوه وبرة.. واحد زميلنا ساخر جداً قال لي نفسي افهم التفتيش الداخلي ده تاني لزومو شنو بعدما اتقلبت بره يعني «ما بين الباب والقاعة الواحد يكون عمل اعادة شحن صاروخي»، ولا الحكاية ضياع وقت ساكت، وفي العتبة الرابعة تضع محتوياتك وشنطتك، لأن في جهاز هنا يكشف ما بداخل الشنط، وبعد ما تسمع «فرررررر، ترررررر، طق» تشيل شنطتك وتبقى مارق. العتبة الخامسة: بعد تخطي جهاز كشف محتويات الشنط وتدخل الباب، تسمع تيييييت تييييتت، بيييييمم بيييمم، تووووت.. يا لطيييييف في شنو تاني، وتبدأ تعيد الموال الاول: دي دبلة، وباقي فكة، وحديدة في الجزمة، بالاضافة للموبايل ...الخ. وأخيراً وبعد كل هذه الإجراءات المعقدة والمشددة، تدخل القاعة وتكتشف أن البرنامج تم تحويله الى الساعة الثامنة، فتخرج في غاية الإحباط والإرهاق لتستعد لبرنامج تفتيش جديد، «معقولة، والله دي خلف الله ذاتو ما عملها».