الدرس الاول الذى استخلصه من مشروع وردى الفنى واهديه لجيل اليوم والمستقبل من المطربين الشباب ان الطريق الى القمة الحقيقية مفروش بأشواك دامية والبقاء على تلك القمة اصعب من الوصول اليها، لانك ان تسلقت الغفلة وبلغتها وانت لا تملك مقومات البقاء الموهبة، الصبر، الطموح والوعى حتما سوف تهوى وتدق عنق احلامك الفنية عبقرية وردى ونجوميته الفنية الطاغية ولدت من رحم معاناة بداية من طفولته المفجوعة باليتم وفقدان حنان الام ثم نظرة المجتمع للغناء وصعوبة اختراق دائرة الفن بصورة احترافية ثم المثابرة والنفس الطويل واحتمال اوجاع مخاض الاغنيات الروائع واحترام الكبار من المطربين. فى شندى وحتى يلتقى وردى بفنانه المفضل ابراهيم عوض والذى كان فى المدينة لاحياء حفل نادى الممرضين طلب من القائمين الاذن فوافقوا على شرط يقوم بتوزيع 200 تذكرة وكان ان وزعها جميعا والتقى وردى ابراهيم لاول مرة وفى ثوانى معدودة قال كل مايريد انت فنان عظيم وانا احبك جدا واقوم بتقليدك والناس يقولون ان صوتى جميل من فضلك ممكن ادخل الاذاعة، وكان الرد محبطا اذا قال له ابراهيم ( مسألة الاذاعة دى صعبة جدا) ولولا ارادته القوية لاستسلم ولكن بعد فترة من الزمن جاء الى شندى احمد المصطفى وسعى اليه وردى وسمعه صوته وكان ان اعجب العميد احمد المصطفى بصوته وقال له انت صوتك جميل ليه تقلد ابراهيم انت تعال الى الخرطوم وانا بوديك الاذاعة ويومها لم تكن هناك مجاملات ويكفى ان اللجنة التى اجازت صوت وردى فيها متولى عيد وعبد الرحمن الخانجى والبروفيسور على شمو والذى كان يومها كبير المذيعين . وغنى وردى لاول مرة امام الميكرفون فى حفل فى بيت المال بامدرمان كان من المفترض ان يحيه ابراهيم عوض وتأخر وطلب الحضور من وردى ان يغنى وكان ان تجاوب معه الحضور وهو يؤدى اغانى ابراهيم وحينما حضر ابراهيم كان الجو متغيراً وآثر الانصراف وفى ذات الليلة وبعد انتهاء الحفل وفى طريق العودة للخرطوم غنى وردى بحفل آخرفى الموردة دون استئذان واطرب الحضور. تلك بعض الحكايات التى تجسد قوة عزيمة وردى فى ان يكون فناناً وهى جزء من روايات مختلفة ترصد جوانب من السيرة الذاتية للفنان محمد وردى جمعها الكاتب الراحل فى كتاب بعنوان محمد وردى فنان لكل الاجيال وهو سفرمهم لكل معجب بالفنان وردى وكذلك للباحثين. ألف رحمة ونور على محمد عثمان حسن وردى فى موسم ذكراه التى لن تغيب شمسها عن مسارح الحياة . [email protected]