لقد كان تكريمه عبر جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي بالأمس احياءً للذاكرة لأن الصحفي والكاتب الاستاذ محجوب محمد صالح حفظه الله يعد ذاكرة في حقبة التحرر الوطني ودافعاً لها صحفياً وسياسياً ومتابعاً لقضايا الوطن وهمومه الى هذا اليوم بلا تحيز أو تعصب سياسي مخل بالاداء.. أو بالثقة التي يتمتع بها. الأستاذ محجوب نستطيع أن نقول إنه من الباقين على العهد شأن ابن جيله الأستاذ الصادق عبد الله عبد الماجد حفظه الله فقد أسس مع رفيقيه الراحلين بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان في مرحلة الجلاء والسودنة (3591) صحيفة (الأيام) التي يقوم عليها (ما شاء الله) إلى اليوم حفظا للحقوق والأدوار والمهام التي أسست عليها وما رافقها من تطورات. إنه رغم السن (58 عاماً) تقريباً يمشي على الطريق مزوداً بخبرته وكسبه في مجال المهنة الصحفية والمجالات الأخرى كالمجال التشريعي الذي ولجه في أول انتخابات بعد ثورة اكتوبر 4691م وتأسيسه مع آخرين اتحادي الصحفيين (العرب والأفارقة). اضافة لذلك جاء كسبه الفكري ومؤلفاته التي لها شأنها في المهنة والسياسة والشأن العام شأن مناشط اجتماعية أخرى كثيرة أهلته مجتمعة لحصد جملة شهادات وجوائز عالمية ومحلية أكاديمية ومتخصصة. هذا كله بين يدينا وقد تضمنته سيرته الذاتية التي يعد الكثيرون ممن عاصروه شهوداً عليها ونعموا بمخرجاتها، يجدون في قرار مجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي وهو يسمي الأستاذ محجوب رجل العام وشخصيته ورائداً للجائزة ورمزاً من رموزها قراراً في محله تماماً إنصافاً للحقيقة وللتجربة الصحفية السودانية التي تعد في الطليعة في أفريقيا والعالم العربي. وليس هذا وكفى ونحن نتطرق الى هذا الموضوع اليوم (شهادة لله وقياماً بالواجب) بل نجد أن إعلانه في احتفائية خاتمة لمحتويات ومشتملات الجائزة يوم الجمعة الماضي بمراسم وطقوس ومخرجات فيها الكثير مما شد الانتباه، نهنئ أنفسنا ووطننا السودان والأستاذ محجوب محمد صالح بهذا الاختيار الذي أصبح رجل العام للدورة الثالثة لجائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي.. وربما أسعد ذلك الاختيار الموفق الراحل الطيب صالح في قبره.. إذ هما أبناء جيل واحد جمع بينهما الابداع في الإعلام والصحافة والكتابة والفكر والقلم والوطن في نهاية المطاف بالضرورة والنتيجة. لقد أصابت شركة (زين) ونجحت عندما أطلقت جائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي وواصلت المشوار فيها على يدي مجلس أمناء وإدارة تكفلا بتحقيق الأهداف والغايات المرجوة من الجائزة وهي كما سبق أن قلنا تحريك المياه الراكدة في الانتاج الفكري والابداع (الكتابي) وليس (الروائي) وحده حيث تخصص الراحل الطيب صالح وذاع صيته. فكم كنا نحن في السودان ومجتمع الفكر والابداع الكتابي والإعلامي خارج السودان في حاجة اليه.. وقد ظهرت اضافات ذلك ورموزه في كل المجالات. التهنئة ونحن نخص الاستاذ محجوب محمد صالح بالذكر والاشادة في هذا المقام نزفها له وللمبدعين من أهل الصحافة والاعلام والسياسة الهادئة الرصينة التي لا تعرف (الفلتان) أو الخروج عن النص.. فالمحتفى به (محجوب محمد صالح) من بقية السلف السياسي الراشد وقليل ما هم..!.