ابدى مفوض العون الانساني الدكتور سليمان مرحب استغرابه الشديد من تقارير البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي بدارفور «يوناميد» والتي اكدت ان الوضع الانساني في السريف قد تأثر بتجدد احداث العنف الاسبوع الماضي ، وقال «لا ادري على ماذا اعتمدت يوناميد في توصيف الاوضاع الانسانية هناك؟» ، واضاف ان يوناميد نفسها لم تمكن مسئولها الاممي وشخصه من دخول منطقة السريف الخميس قبل الماضي بحجة الدواعي الامنية. وحول ما اعلنته البعثة عن عزمها انشاء قاعدة مؤقتة ونشر قوة لحفظ السلام بمنطقة الجهير غربي محلية السريف، قال ان تفويض يوناميد واضح وهو حماية المدنيين، وزاد «هذه مسئوليتها المباشرة والمفروض تكون مساعدة للدولة في توفير الحماية والامن وتأمين المساعدات الانسانية». في الاثناء افاد شهود عيان ان جماعة قبلية مسلحة اضرمت النار في مخازن للذرة ببلدة السريف بولاية شمال دارفور، وقضت النيران على 60 ألف جوال من الذرة. وروى شاهد عيان ل»الصحافة» عبر الهاتف ان النيران اندلعت في مخازن للذرة ببلدات الحجير وجابك الله وطيبة وام جروة وكباية وكديدة ودريساية. واعرب مرشح الدائرة 14 السابق شمال كتم عثمان علي محمد عن مخاوفه من تمدد عمليات الحريق الى بلدات وقرى السريف للقضاء على البنية التحتية للمحاصيل والاغذية ، وطالب القوات المسلحة وحكومة الولاية بايقاف الجماعات القبلية المسلحة. وقال ان السكان في محلية السريف درجوا على تخزين المحاصيل في مخازن بلدية «جرون» تنشأ خارج المقرات السكنية ، ووصف العملية بالانتقامية، وقال ان الحريق يمكن ان يلتهم عشرات الهكتارات من المخازن المكدسة بالذرة. وشن المفوض في مؤتمر صحافي لتدشين الموجهات الجديدة لخطة العمل الانساني للمنظمات الاجنبية والوطنية امس، هجوما لاذعا على الحركة الشعبية قطاع الشمال ، واتهمها بعرقلة عملية ادخال المساعدات الانسانية للمنطقتين، وفقا للمذكرة التي وقعت بين الحكومة والشركاء الدوليين في اغسطس 2012 ، قائلا انها رهنت تنفيذ الخطة باتفاق سياسي مع الخرطوم والسماح للمنظمات الاجنبية بادخال الاغاثة عبر الحدود بطرق غير شرعية. وقال مرحب، ان قيادات قطاع الشمال نقلوا للشركاء الدوليين رفضهم ادخال المساعدات ورهنوا العملية باتفاق سياسي مع الخرطوم رغم علم الحكومة على توقيع الشركاء الدوليين والحركة المتمردة مذكرة تفاهم سرية جرت فصولها في واشنطن، وتابع «وقعت المذكرة ووافقنا على السماح بادخال المساعدات لكن المتمردين تنصلوا منها مرة اخرى». وبشأن الأوضاع في منطقة هشابة بولاية شمال دارفور ، قال المفوض ان البلدة متنازع عليها بين الحكومة والحركات المسلحة ، موضحا ان نقل المساعدات الانسانية بحاجة الى مناخ آمن ومن الصعب تنفيذ التدخلات الانسانية ، وأقر المفوض ان والي شمال دارفور نقل لهم صعوبة الدخول الى منطقة هشابة. ونفى المفوض في تصريحات صحفية امس، وجود أزمة انسانية في المناطق التي تسيطر عليها الحركات المتمردة في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، وقال ان هناك مساعدات انسانية كثيرة تصل الى المتأثرين في تلك المناطق بطرق اخرى، لم يفصح عنها رغم ان الحكومة فتحت الباب لكل الشركاء الدوليين لايصال المساعدات لمستحقيها. واعتبر المفوض، ان تعنت حركات التمرد لم يمكن من تمرير المساعدات عبر الاراضي السودانية، واوضح ان المساعدات تصل بصورة مستقرة ومستدامة لكل المحتاجين في الولايتين عبر المؤسسات الوطنية على رأسها الهلال الاحمر السوداني ، وكشف عن خطة مع صندوق الاممالمتحدة للطفولة «يونسيف» ووزارة الصحة الاتحادية لتوفير امصال وتنظيم حملات تطعيم الاطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل وتقديم دعم غذائي للاطفال الذين يحتاجون الى جرعات تغذوية اضافية. واكد مرحب استقرار الوضع الانساني في اقليم دارفور رغم الاحداث الاخيرة، واشار الى ان المواجهات لم تعطل ايصال الامدادات الانسانية، واكد تغطية الاحتياجات الانسانية في منطقة السريف طيلة شهر فبراير الماضي وحتى 17 مارس الجاري، كما تم تأمينها بنسبة 100% خلال شهر يناير، مبينا ان الأوضاع تحت السيطرة.