افتتح الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية والسيد بيكير بوسا نائب رئيس الوزراء التركي والوفد المرافق لهما، المركز السوداني التركي للموارد الوراثية وإنتاج النطف. ويعتبر المركز مرجعاً علمياً للمهتمين بأمر القطيع وعنواناً للصداقة السودانية التركية، ويعد المركز من أكبر المراكز المتخصصة في مجال التلقيح الاصطناعي على مستوى الإقليم وثاني مركز في إفريقيا دفعت به النهضة الزراعية لمحلية المناقل. ويهدف المركز لتحسين السلالات المحلية بإدخال نسبة من الدم الأجنبي، ويرى مدير الثروة الحيوانية بالمناقل والقائم على أمر المركز الدكتور هاشم محمدين، أن المركز عبارة عن شراكة بين الحكومة السودانية والحكومة التركية، وقامت وزارة الزراعة الاتحادية بتوفير الأعمال الهندسية حسب المواصفات المطلوبة من قِبل مؤسسة التنسيق والتعاون التركي بالسودان، أما الدكتور محمد طاشقين نائب مدير مكتب السودان لمؤسسة تيكا فقد قال إن مؤسسة تيكا التابعة لمجلس الوزراء التركي قامت بتوفير الأجهزة الطبية من معامل بتكلفة مالية تبلغ أكثر من مليون دولار، وستعمد الى تدريب البياطرة والفنيين داخل وخارج السودان، مع إلحاق خبير تركي بالمركز لتدريب الخبرات السودانية على العمل. وعن دواعي اختيار المناقل لهذا المركز والفائدة التي سيحققها المركز، يقول الدكتور عبد الكريم بشير القدال مدير الزراعة والثروة الحيوانية بالمناقل، ان محلية المناقل تمتاز بثروة حيوانية ضخمة من أبقار الكنانة التي تنفرد بها هذه المحلية عن باقي أنحاء السودان، وبها حوالى مليون ومائتي وخمسين ألف رأس من أبقار الكنانة التي تضاهي في إنتاجيتها الأبقار المستوردة، فإنّ الغرض من هذا المركز المحافظة على هذه السلالة وتوزيعها على بقية أنحاء السودان، إلى جانب التوسع في نشرها خارج السودان. عميد كلية الإنتاج الحيواني بالمناقل الدكتور ياسر هلال قال إنّ العلاقة بين الكلية والمركز علاقة تكاملية في مجال التدريب، وذلك بتنفيذ البرامج التدريبية لكل مَنْ له علاقة بمجال التلقيح الاصطناعي، مشيراً الى وجود برنامج واضح المعالم سيتم تنفيذه عبر المركز، علما بأن لدى الكلية أساتذة أكفاء لديهم خبرات تراكمية في مجال التلقيح الاصطناعي. وعن أصحاب الشأن شريحة الرعاة، فقد قال رئيس اتحاد الرعاة بالولاية علي أبو الكرام إنّ المستفيد الأول من هذا المركز هم مربو الماشية. وعن إمكانية الاستفادة من المركز يرى أبو الكرام ان المركز يخرج مربي الماشية من الدائرة التقليدية إلى رحاب الإنتاج الوفير باتباع الأسس العلمية؟ وبما أن هذا المركز سيسعى لزيادة إنتاج الألبان وتوفير كميات زائدة من اللحوم، فإنه بالتالي سيزيد من دخل المربي، وإذا قارنا بين إنتاج البقرة من الألبان قبل إدخال السلالات المحسنة، نجد أنّ الإنتاجية لا تزيد عن سبعة أرطال في اليوم، لكن بعد إدخال برنامج التلقيح ترتفع الإنتاجية إلى أكثر من خمسة وعشرين رطلاً في اليوم، ويمكن مضاعفتها إذا توفرت البنيات الأساسية لتربية الحيوان وعلى رأسها المرعى الجيد والماء الصالح لشرب الحيوان والأعلاف، في وجود برنامج طموح أطلق عليه اسم «سقيا الحيوان» لحل مشكلة العطش، وذلك بالتركيز على تشييد حفائر خارج الرقعة المروية، وتوفير الماء للحيوان خلال فترة موسم الصيف بقنوات الري داخل المشروع. وفي ختام حديثه طالب الجهات المسؤولة بوزارة الزراعة الاتحادية وإدارة مشروع الجزيرة، بإدخال الحيوان ضمن الدورة الزراعية، وذلك بتنفيذ الدورة الخماسية، وبالتالي ستحل مشكلة الرعاة حلاً جذرياً.