لم أشك وأنا استمع إلى مندوب جبهة الانقاذ بمصر قبل يومين وهو يقول إنه لن يحاور ولن يشترك في الانتخابات القادمة؛ أن الرئيس محمد مرسي يواجه عدواً وليس معارضة ....فالمعارضة "بت الناس" تنتقد الحكومة وتبين مواضع الخلل في أدائها وتجتهد في أن تكسب الناخبين إلى جانبها حتى تفوز فيما بعد إن لم تفز الآن وذلك في اطار الوطن وسيادته وبقائه ....ولكن ان تقول لرئيس منتخب بادر هو بطلب الحوار مع معارضيه إنك "لن تحاوره"ثم تقول بعد ذلك : " إنك لن تشارك في أي انتخابات قادمة " فماذا تريد إذاً ؟ وهل هذا النوع من السلوك لأجل البلد؟فان لم يكن لأجل البلد فلأجل من؟وخرجت أصوات غريبة خجل منها حتى معارضو جبهة الانقاذ المصرية تدعو لإسقاط الرئيس المنتخب فبادر قياديو جبهة الانقاذ في التبرؤ منها لأنها باختصار انقلاب على رئيس منتخب ديمقراطياً وهو عمل لايمكن ان يتبناه دهاقنة مثل البرادعي وعمرو موسى وان كانوا يريدون ذلك" بالضبط"ولكنهم لايمكن أن يصرحوا بأنهم يريدونه. إن من يريد أن يقرب وجهات النظر بين فرقاء فيهم جهة تنفذ ماتطلبه منها جهات خارجية تمولها وتديرها وتسيطر عليها يطلب مطلوباً مستحيلاً ولهذا فشلت وساطة الازهر الشريف ولو جيئ لهؤلاءِ بملائكة من السماء لما قبلوا وساطتهم لأنهم يمضون في طريق مرسوم لا يستطيعون أن يحيدوا عنه ولو أرادوا ذلك ...فأنت حينما تقول إنك لن تحاور ولن تحتكم للانتخابات....فماذا تريد إذاً؟ اعتقد ان الرئيس المنتخب محمد مرسي وهو يواجه جبهة الانقاذ المصرية التي تفوق عليها في الانتخابات التي جاءت به لكرسي الحكم بحوالي المليون صوت فقط يواجه عدوا شرساً فهؤلاء يقاسمونه تقريبا الولاء الشعبي فان هم تعنتوا معه هذا التعنت فأظن حينئذ أن الرئيس مرسي يراد له أن يختار واحداً من ثلاثة خيارات أحلاها مر: أن يحكم مصر حكما مشلولا بنصف جسد الناخبين إلا قليلا...وهذا سيكون حكما فاشلا غير نافذ لأن هؤلاء سيخرجون عليه كل يوم ما يجعل دوران حركة الحياة والحكم مستحيلة خاصة وأنه من السهل جداً أن تحرك الشارع على حكمه أو أن يتخلى نهائياً عن الحكم إذ أن الحكم المشلول هو لاحكم في الحقيقة. أو أن يتوكل على الله ويستعمل قدرات حزبه وخلاياه في احداث انقلاب عسكري ! والخواجة الذي يدير جهاز الريموت كنترول من بعيد يحسب كل هذه الحسابات بل هو الذي أوصل الامر الى ذلك الحد...فمصر المشلولة ....أو مصر بلا اخوان مسلمين اومصر يحكمها انقلابيون اسلاميون ...كلها"حاجة تمام".... بالنسبة لهذا الخواجة. فان اتضحت للقارئ فائدة الشلل والتخلي قد يسأل سائل فما فائدة "الانقلاب العسكري"ونقول هنا طبعا في حالة الانقلاب سيخرج "الخواجة" من تحت طاولته كل اعتراضاته المعروفة:الانقلاب على الشرعية الدستورية ....الانقضاض على الديمقراطية....ثم مايتولد من ذلك من التعدي على حقوق الانسان والقائمة المعروفة المؤدية حتماً الى طريق المحكمة الجنائية المعروف ....ثم لك ان تتصور باقي القصة....وفي كل الاحوال لايقفز فرحاً الا اسرائيل ....وحلفاؤها.