شهادة وإفادة، كنت قد تحصّلت عليهما، من أمير الرّواية العربيّة، المبدع الإنسان، الكاتب والرّوائي السّوداني الرّاحل، الطيّب صالح، للتّاريخ، للكاتب والرّوائي السّوداني الأستاذ/ ابراهيم اسحق ابراهيم! أمير الرّواية العربيّة، هو اللّقب الذي أطلقه الدكتور عبد الله ابراهيم(من العراق الشّقيق)، على الأديب السّوداني الكبير، الرّاحل، الطيّب صالح، في ختام فعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي ? الدّورة الثّالثة ? التي أقيمت في المدّة من 21? 22 فبراير 2013م، بقاعة الصّداقة في الخرطوم. ولقد كان لزاماً عليّ، الإفصاح عن مضمون الشّهادة والإفادة، اللّتين تحصّلت عليهما من أديبنا الكبير، صاحب القلم السّيال، والعبارة الرّشيقة، والمفردة المتميّزة والأدب الإنساني الرّفيع، الطيب صالح، الذي رحل عن دنيانا، بعد أن حدّق في الأفق البعيد زماناً، وحلّق في سماوات الأدب الإنساني، ورفد الثّقافة العربية بلون جديد من الأدب الرّاقي، وأثلّ للرّواية العربيّة مجداً لا ولن يطال، له المغفرة وعليه الرّحمة. كنت قد التقيته مصادفةً، ولأوّل مرّة، عند مدخل مترو الأنفاق ? في محطة إدجوار روود Edgeware Road))، بالعاصمة البريطانية (لندن). وكان قد عاد لتوّه من السّودان، بعد أن حضر فعاليات مهرجان (الخرطوم عاصمة للثّقافة العربية لعام 2005م). حيّيته تحيّةً تليق بمقامه السّامي، فردّ عليّ تحيّتي بأدب وتواضع جم، ثمّ تقدّمت إليه بالسّؤال التّالي: «أستاذنا الجليل، الأديب الأريب، الطيب صالح، كنت قد شاهدتك، وأصغيت إليك جيداً،لأكثر من مرّة، منذ سنوات مضت، عبر الشّاشة البلّورية للفضائيّة اللّبنانية «المستقبل»، وأنت ترد على سؤال لمحاورك عن :»هل يوجد في السّودان، كتّاب روائيون، في مثل قامة الطيب صالح؟» فتقول له:»نعم، يوجد هناك في السّودان من هو أقدر منّي على كتابة الرّواية .. ألا وهو الأستاذ/ ابراهيم اسحق ابراهيم». فما رأيّك، يا أستاذنا الجليل، أنّ هذا الكاتب والرّوائي السّوداني، الذي كنت،تمدحه وتمجدّه، دائماً،في كلّ محفل من المحافل، المحلية، والإقليمية والدّولية، لم يتسن له حضور فعاليات هذا المهرجان الكبير» الخرطوم عاصمة للثّقافة العربية لعام 2005م؟ فردّ على سؤالي قائلاً : «إنّه، في الحقيقة، كاتب عظيم!!». ودّعته، ثم انصرفنا،نحن الإثنين، كلّ ذهب على حال سبيله، على أمل أن نلتقي ثانيةً، وفي أقرب وقت ممكن. وماكنت أعلم أنّ الموت، هادم اللّذات، سيغيّبه عن دنيانا، قبل أن ألتقيه ثانيةً، لأستأنس بأدبه الإنساني، الرّفيع والرّاقي، في بلاد بعيدة، تضرب لها أكباد الإبل. فالشّهادة والإفادة، اللّتين تحصّلت عليهما، من المبدع الإنسان، أمير الرّوائيين العرب، الطيب صالح، أكّدتا لي تماماً، وبما لايدع مجالاً للشّك،عظمة هذا الرّجل، الأستاذ/ ابراهيم اسحق ابراهيم، إذ تثبّت لي ذلك، من خلال الورقة البحثية الممتازة، التي قدّمها الأستاذ/ ابراهيم ، في الجلسة الثّانية، لفعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، الدّورة الثالثة، وقد كانت برئاسة الدكتور/ منصور خالد، الذي دعاه إلى المنصّة قائلاً: «تفضّل يا الشّيخ ابراهيم.. مداعباً له: «أنت شيخ في شكلك، وليس من الزّي!!». وكانت الورقة بعنوان:»الإبداع الرّوائي العربي المتنازع بين التّراثين ? الآفرو-آسيوي والآفرو-أطلسي». أجل، إنّه، في الحقيقة، كاتب عظيم!! فهنيئاً لك يا أستاذنا الجليل ابراهيم اسحق، بهذه الشّهادة وهذه الإفادة، من أمير الرّوائيين العرب، المبدع الإنسان، الطيب صالح!! والتّحية لك، يا أستاذنا الكبير، محجوب محمد صالح، لاختيارك شخصية العام السودانية، في مجال الكتابة الصحفية، في هذا العرس الجميل، وكرنفال الفرح الموشى بالأهازيج والزّغاريد والأناشيد، الذي أقامته وأشرفت عليه شركة «زين ? عالم جميل»، تكريماً للإبداع والمبدعين. وكان الدكتور/ منصور خالد، قد ذكر في كلمته الرّائعة تلك، عن المبدع الإنسان، الطيب صالح: «أنّ الطيّب ليس رجلاً فحسب، ولكنّه رجال في رجل». ألا رحم الله أديبنا الكبير، الكاتب والرّوائي السّوداني الرّاحل، الطيب صالح، رحمةً واسعةً، وغفر له، وأدخله فسيح الجنّات!! E-mail:[email protected]