علمت «الصحافة» ان الحكومة وافقت على التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وطالبت بمهلة لتشكيل فريق التفاوض، بينما ابدت واشنطن ولندن واوسلو قلقها من الاوضاع الامنية والانسانية بجنوب كردفان والنيل الازرق، وطالبت الحكومة بالدخول في مفاوضات مباشرة وغير مشروطة مع المتمردين. وقال مصدر رفيع بحزب المؤتمر الوطني الحاكم ل»الصحافة» ان تنسيقا جرى بين الوسيط الافريقي ثابو امبيكي ومسؤول رفيع بالمؤتمر الوطني ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار لقبول الخرطوم بالتفاوض وانعاش العملية السلمية بالتزامن مع استئناف صادرات النفط الجنوبية عبر الاراضي السودانية وانهاء الحرب في المنطقتين. وقال المصدر ان دبلوماسيا افريقيا رفيعا ابلغ فريق التفاوض في اديس ابابا بان العلاقة مع قطاع الشمال ذات اهمية بالغة لضمان استمرار العلاقة مع جنوب السودان واستمرار ضخ النفط عبر موانئ السودان. واستبعد المصدر ايكال عملية التفاوض للقيادي بالحزب الحاكم كمال عبيد، وقال ان الرجل سيتفرغ لاعباء ادارة جامعة افريقيا العالمية بجانب منصبه في البرلمان. في ذات السياق ابدى وزراء خارجية الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والنرويج، شعورهم بالقلق الشديد للحالة الأمنية والانسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وطالبوا بضرورة ان يغتنم السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال الفرصة للدخول في محادثات مباشرة لوقف الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الانسانية الى جميع المناطق والحل السياسي على المدى الطويل. وجدد الوزراء في بيان امس ترحيبهم بقبول قطاع الشمال الدعوة لاجراء محادثات مباشرة وحثوا حكومة السودان على فعل الشئ نفسه دون شروط مسبقة. ورحب بيان مشترك من وزراء خارجية «اميركا جون كيري والنرويج اسبن بارث ايدي، والمملكة المتحدة وليام هيغ بالترتيبات التفصيلية التي وافقت عليها حكومتا السودان وجنوب السودان لتنفيذ جميع الاتفاقيات التسع التي وقعها رئيسا الدولتين عمر البشير وسلفاكير في 27 سبتمبر 2012. وشدد البيان على اهمية انفاذ الترتيبات الجديدة بمواعيدها النهائية لانسحاب القوات من الحدود المتنازع عليها وانشاء آلية التحقق داخل المنطقة الامنة المنزوعة السلاح، واكد البيان ضرورة التزام الأطراف بعمليات استئناف انتاج النفط وفتح الحدود للتجارة التي ستشكل وتوفر «دفعة حيوية لاقتصاد البلدين». ودعا البيان الطرفين للبدء الفوري في تنفيذ جميع جوانب هذه الاتفاقات ودون شروط، كما هو «مطلوب بموجب قرار مجلس الأمن 2046،واضاف البيان «انه ينبغي أن تسود روح التعاون على توفير الظروف للطرفين لاحراز تقدم بشأن جميع القضايا الاخرى التي لم تحل بما فيها قضية أبيي».