يعد من الجيل الشبابي الإعلامي المبدع رفد بفكره مكتبتي تلفزيون السودان والاذاعة بعدد من البرامج الشيقة ورسم خارطة عبور للمشاهد والمستمع عبر الصورة والصوت ..معد برامج وكاتب صحفي مهتم بالتوثيق والتاريخ الفني السوداني وثق لحياة الفرعون الراحل محمد وردي من خلال مايكرفون الإذاعة في ثلاث عشرة حلقة وقدم للتلفزيون عددا من البرامج عبر زخيرته الفكرية الثرة إنه المعد التلفزيوني والاذاعي ومنتج برنامج صباح الخير بالتلفزيون القومي خالد محمد الفنوب... نلتقيه في حوار الصورة والصوت والقلم ....فإلي مضابط الحوار : حوار : محمد شريف * في البدء من هو الفنوب ؟ انا في الاصل من مدينة بربر درست الابتدائي بمدرسة بربر المزدوجة اما الوسطي فكانت بحي العرب بأم درمان والثانوي ببربر الثانوية وتخرجت في كلية الاداب قسم وثائق ومكتبات . * صباح الخير برنامج صباحي ..فكرة ومضمون وهدف حدثنا عن ذلك؟ هو برنامج صباحي يقدم ملخصا لإيقاع التلفزيون خلال 24 ساعة ويعطي المشاهد ديباجة القناة بالاضافة الي انه خدمي من الدرجة الاولي يهتم بتقديم خدمات للمشاهدين بشكل اساسي مثل روشتة الصباح الطبية وحالة المرور كما يستهدف البرنامج الي تفريخ وجوه إعلامية جديدة لتكون واجهة للبلاد في حقول اعلامية مختلفة وهو بصورة كبيرة يخدم تواصل الاجيال في المجالات كافة ونركز من خلاله الي ان يكون ضيوفه بنسبة 90% من الشباب والبرنامج به ثلاث فرق عمل متجانسة ومتعاونة مع بعضها البعض في إختيار الضيوف والمحاور. * ماهو الجديد في برنامج صباح الخير ؟ الجديد فيه ان البرنامج يعتمد علي الضيوف الشباب كما انه يعتمد علي اختيار ثلاثة مواضيع في حلقة واحدة توزع علي الضيوف إضافة الي ان البرنامج منفتح اكثر علي الجمهور بمحطاته الخدمية المتنوعة ، ومن اهم فقراته «بحث تخرج» وهي تتناول البحوث التي يقدمها الطلاب كمشاريع تخرج عله يجد من يتبناه ويطوره،وفقرة «المكان الان»وفقرة «وسام الصباح» الذي يقدم لكل من قدم إنجاز كبير ومعروف لخدمة الوطن ،اما فقرة «صباح بوك» فتتناول قضية محددة للنقاش من خلال حساب المذيع في الفيس بوك .إضافة الي فقرة «قصة حارة»و فقرة «متابعة اسعار المحاصيل والفواكه واللحوم والرحلات البرية والجوية» وفقرة «جديد» التي تتناول جديد الفنون والشعر والموسيقي وفقرة يومية عن الدوري الممتاز . * اختيار الضيوف في البرنامج علي ماذا يعتمد؟ نحن نعتمد في البرنامج علي اختيار الموضوع ولا نعتمد علي الضيف لان الاعتماد علي الضيف يضعف الموضوع ومن خلال موضوع محدد يمكن ان نكتشف ضيفا جديدا والبرنامج يستضيف ثلاثة ضيوف لايتحدث اي واحد منهم اكثر من ست دقائق ويتم توظيفهم عبر الفقرات * البرامج الصباحية في القنوات السودانية متشابهة فما يميز التلفزيون القومي عنها ؟ برامج الصباح في التلفزيونات والقنوات الفضائية الاخري تتشابه ويعزي هذا الامر لإعتمادها علي الضيف اكثر من الموضوع اما المادة الثقافية في التلفزيون القومي فهي غنية جداً وغير متكررة واتحدي اي قناة في الكرة الارضية تنتج برامج ثقافية بغزارة كتلفزيون السودان * تواصل الاجيال في التلفزيون من الاشياء المفقودة حسب قراءة الوسط الاعلامي فما هو رأيك؟ بلاشك فإن التواصل بين الاجيال في التلفزيون موجود بشكل كبير وانا اول عمل لي كان مع المخرج محمد سليمان دخيل الله ولم اشعر بوجود مشكلة في التواصل وخير دليل علي هذا الامر ايضاً ان مخرجا بقامة كردش يخرج برنامج بيتنا الذي يعتبر كل طاقمه من الشباب . * احتضنك حوش الإذاعة فأعددت من خلال المايكرفون عددا من البرامج؟ انا اعشق الاذاعة واول عمل لي كان برنامج بعنوان «اوراق العمر» وهو سلسلة من الافلام الوثائقية الاذاعية وثقت من خلاله وعبر ثلاث عشرة حلقة للفنان الراحل محمد وردي ،كما وثقت من خلال برنامج «ضل النخيل» لشعراء الطنبور ومن حسن حظي انني وثقت للشاعر عبدالله محمد خير الملقب بالشيخ العاشق كما وثقت للشاعر السر عثمان الطيب ،ومن خلال الاثير ايضاً وثقت لبيوت بها اكثر من مبدع من خلال برنامج «بيوت هارموني» كالتوثيق لال المنصوري واسرة الفنان شرحبيل احمد ومحمد نجيب علي * في حوش هنا ام درمان الكبير هنالك عدد من الايادي التي اسهمت في عبورك الي المستمع من تذكر منهم ؟ انا ادين للاستاذ عبدالعظيم عوض بأن اتاح لي الفرصة للعمل ضمن برنامج الصفحة الاولي من خلال إعداد فقرة «الاغنية المختارة» حيث اقوم بقراءة جمالية لاغنية محددة والفقرة توثق للاغنية السودانية كما ان عبدالعظيم اتاح لي فرصة العمل في برنامج «مطالع النغم»وهو وثق لمجموعة من الفنانين ابرزهم العاقب محمد حسن واحمد الجابري وصلاح بن البادية وعبدالكريم الكابلي ، اما المبدع الاستاذ عوض بابكر فهو مثلي الاعلى في الاعلام وابي الروحي وهو من الذين يعطون المعلومة النادرة بمحبة شديدة وتواضع جم . * لديك علاقة بالكتابة الصحفية في مرحلة ما من مسيرتك الاعلامية ... حدثنا عنها؟ نعم كانت لدي علاقة بالصحافة من خلال كتابة المقالات الصحفية الراتبة واول عمل كان بصحيفة «السودان الحديث» ثم «الوفاق» وكانت عبارة عن سلسلة من مقالات الرأي ومن ابرز المقالات التي كتبتها بعنوان «حرام عليك ياسياسة» رثيت فيها حرمان السياسة لنا الاديب الشريف زين العابدين الهندي إضافة الي سلسلة مقالات « ورديات» بصحيفتي «الوان والوفاق» . *اعددت للتلفزيون عددا من السهرات حدثنا عن ابرزها ؟ التلفزيون انا ادين له بفضل مطلق واعددت له مجموعة من البرامج والسهرات ووثقت من خلال شاشته لعدد من الرموز في بلادي ومن السهرات التي اعددتها له رأس السنة الماضي مع د. عبدالله ابراهيم بعنوان «سحر الإنتماء» وسهرة «زمن الربيع» ووثقت في رمضان الماضي الي الوتريات عبر اربع سهرات . * تشتهر باختيار اسماء مميزة لبرامجك فمن اين يستقي الفنوب الاسماء؟ انا اختار اسماء البرامج من الشارع العام وفي رأيي ان الاسماء يجب ان لاتعقد وان تكون خفيفة الايقاع والجرس الموسيقي وانا ضد التقرع في تسمية البرامج ومعجب جداً باسم برنامج «مراسي الشوق» وهو مأخوذ من اغنية سهلة. * بإعتبار انك مهتم بالشعر والتراث برأيك هل ينافس شعرنا عربياً وعالميا؟ بلاشك سينافس ونحن السودانيين بضاعتنا للعالم الشعر فالشعر ديوان العرب والسودانيين ونحن اكثر شعب انتج مادة شعرية في الغناء والمديح تتمتع برصانة اللغة و عذوبة الكلمات وجودتها ما يجعلها منتجا صالحا للتصدير . * يتهم المعد بتلفزيون السودان بإعداد مواد برامجية فطيرة ما ادى الى هروب المشاهد الى القنوات الاخرى؟ هذا الرأي نسبي وبه نوع من عدم الامانة لانه لايمكن ان تكون برامج التلفزيون كافة فطيرة وهي تتراوح بنسبها ولكن لو المعد اعتمد علي الضيف فهذا الامر يؤدي به الي الوقوع في فخ الرتابة والملل لذا ادعو المعدين ومديري الادارات الي الاقبال علي مكتبة التلفزيون بشكل كبير واستخدامها وتوظيف موادها بشكل صحيح الشيء الذي لايتيح لاي قناة اخري ان تنافسنا بها وللتاريخ فإن مكتبة التلفزيون تحتوي كنز كبير بها عدد من المواد لو علمها ملوك الاعلام لقاتلوا من اجلها ولكن المكتبة تحتاج الي مفاتيح ومعرفة واطلاع. * هذا الامر يقودنا الي سؤال مهم عن ماهو ابرز ما يجب ان يتصف به المعد الجيد؟ المعد حتي يكون جيد وقادر علي تقديم منتوج ابداعي متميز يجب ان يكون «غير اشتر» بمعني انه إيقاعه واحساسه بالحركة مضبوط وان يكون قاريا ومستمعا من الدرجة الاولى وآفة هذا الجيل انه لايقرأ ولا يكتب. * اخيرا ما الذي يشغل الفنوب هذه الايام ؟ هذه الايام اعد لباكورة انتاجي وهي مجموعة من الكتب تحت الطبع الاول بعنوان «من دار الإذاعة» وهو يوثق لرواد المدرسة الوترية الغنائية في السودان والاخر يوثق للراحل الفنان محمد وردي بعنوان «بين يدي وردي» وهذان الكتابان لولا عملي بجهازي الاذاعة والتلفزيون القوميين لما انجزتهما فالفضل يعود لهما في الثقافة والاطلاع .