الدرن مرض قديم تسببه بكتيريا تسمى الميكروبكتيريوم . وهو من الأمراض المعدية وسريع الانتقال من شخص مصاب إلى آخر سليم ويمكن أن تتم العدوى بهذا المرض بعدة طرق منها الجهاز التنفسي (92%) عن طريق استنشاق الرذاذ أو البصاق المتناثر من أنف أو فم المريض أو استنشاق الهواء والغبار المحمل بميكروبات المرض وتلوث الألبان . وغالباً ما يصيب الجهاز التنفسي ( الرئتين ) كما يصيب المرض أي عضو آخر في الجسم خاصةً العمود الفقري الذي ينتقل عن طريق الصديد والإفرازات التي يسببها التهاب من داخل العظام إلى الجلد الخارجي اما درن العظام فيحتاج لطبيب متخصص في جراحة العمود الفقري . تحت شعار ( لنقضِ على الدرن في حياتنا ) احتفلت إدارة الطب الوقائي بوزارة الصحة بولاية الجزيرة باليوم العالمي للدرن بمحلية المناقل ولسان حالها يقول أكملوا العلاج لوقف الدرن المقاوم للأدوية . وذلك بحشد جميع الطاقات الرسمية والشعبية والمنظمات الطوعية . الصحافة التقت منسق الدرن بولاية الجزيرة البروفسور حسن حمزة للحديث عن دواعي الاهتمام بمرض الدرن والبعد التاريخي لهذا المرض . فرد بالقول إنّ جرثومة الدرن تم اكتشافها في العام 1882م بواسطة عالم ألماني يدعى كوخ وقد بدأ برنامج مكافحة الدرن بالسودان في العام 1995م ، فيما بذا بالجزيرة في العام 1996م بمركز واحد داخل مستشفى ود مدني ومن ثم انتقل إلى المحليات حيث تمت تغطيتها بعدد إثنين وأربعين مركزاً منها ثمانية مراكز بمحلية المناقل والآن يسعى البرنامج لإضافة مركزين بكلٍ من سرحان ومعتوق وبهذا تكون قد تمت تغطية الولاية بنسبة 100%. وكشف البروفسور حسن حمزة ان وجود المراكز قد اسهم في انخفاض نسبة الاصابة الى اكثر من 50% وعن إستراتيجية العلاج رد منسق برنامج الدرن بالقول ان إستراتيجية للعلاج تتم بنظام الكورس القصير مدته ستة شهور متواصلة دون انقطاع كما يسعى البرنامج لخلق جيل من الأطفال خالي من المرض لذا تم التركيز على تشخيص الأطفال بكل الوحدات وإعطائهم العلاج الكامل خاصةً الأطفال المرافقين للمصابين بالدرن . ويمضي بروفسور حسن حمزة للقول ان من أكبر مشاكل البرنامج العلاجي انقطاع العلاج ما يتسبب في اكتساب جرثومة الدرن المقاومة للعلاج بالتالي تصعب السيطرة على المرض لأنّ فترة العلاج في مثل هذه الحالة قد تصل لعامين كاملين ويصير العلاج مكلفا قد تصل تكلفته إلى أكثر من اثنتي عشرة ألف جنيه لأنّ التشخيص يحتاج لوقت طويل علما ان إمكانية العلاج قد تكون أقل من المرحلة الأولى ما يحتم الاهتمام بالتثقيف الصحي . وكشف منسق برنامج الدرن بالجزيرة ان هناك مجموعة من المنظمات الطوعية تعمل في مجال تثقيف المواطنين بمخاطر مرض الدرن والمسببات وكيفية التنفيذ والوقاية والعلاج ، مشيرا إلى وجود منظمتين بالولاية هما الهلال الأحمر السوداني وجمعية مرضى الدرن وقد باشرت هذه الجمعية العمل قبل عامين والجمعية تم تكوينها من مجموعة من مصابي الدرن الذين مَنّ الله عليهم بالشفاء وظيفتها رفع معنويات المصابين وتشجيعهم على العلاج مع توفير الغذاء المناسب لهم خلال فترة العلاج . ومضي منسق برنامج الدرن بالجزيرة الى القول بأن مسئولية مرض الدرن ليست هي مسئولية وزارة الصحة وإدارة مكافحة الدرن فحسب وإنما هي مسئولية كل شرائح المجتمع . إذ لابد من التبليغ الفوري عند الشعور بالأعراض الأولية حتى يتم التشخيص ومن ثم العلاج إذا كان فعلاً الشخص مصاباً بالدرن مع العلم أنّ التشخيص والعلاج بالمجان. مجموعة من المواطنين الذين كانوا حضوراً في الاحتفال عبروا عن قناعتهم بأنّ التثقيف الصحي هو مسئولية الجميع لخطورة المرض الذي يعتب مهدد لصحة الجميع . عليه لابد من تضافر الجهود للقضاء على هذا المرض الخطير والتبليغ الفوري حال الشعور بالأعراض خاصة استمرار الكحة لأكثر من خمسة عشر يوماً مع الاهتمام بتوفير الوقاية من المرض ونسأل الله الصحة والعافية