تقرير أممي: الجيش مسؤول عن الجرائم وتدهور الوضع الإنساني في السودان    وزارة الصحة تستقبل طائرة مساعدات إنسانية وطبية تركية تبلغ 37 طناً لمكافحة الكوليرا    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    مانشستر سيتي يستهل مونديال الأندية بالفوز على الوداد المغربي بهدفين دون مقابل    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    الجيش الشعبي يحرر (الدشول) الاستراتيجية بجنوب كردفان    "الدعم السريع" تبسط سيطرتها الكاملة على قاعدة الشفرليت العسكرية    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    عودة الحياة لاستاد عطبرة    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التِّيجَانِي يُوسُف بَشِير .. بَوْتَقَةُ الرُّؤَى وَالرَّحِيقِ
في منتدى رابطة الجزيرة للآداب والفنون (1)

استضافت رَابِطَةُ الْجَزِيرَةِ لِلآدَابِ والْفُنُونِ بِمَسْرِحِ الْجَزِيرةِ بِوَدْ مَدَنِي أمسية الْجُمْعَة 22 مَارِس 2013 م وبمشاركة من الأستاذ الناقد مجذوب عيدروس والأستاذ علي مؤمن، وفي حضور البروفيسور إبراهيم القرشي وزير الثقافة بولاية الجزيرة، محاضرة عن التيجاني يوسف بشير، وذلك في مئوية التيجاني يوسف بشير بولاية الجزيرة. وجاءت المحاضرة في خطوطها التالية:
الشاعر الأديب التيجاني يوسف بشير المولود في:
28 فبراير
1912م
1937م
- هُو أَحْمَد التِّيجاني يوسُف الإِمَام بشير الفَقيه جَزْري الكتيابي.
- والدتُه نور الشَّام بابكر مُحَمَّد علي الجعيلي العاليابية، الكتيابية من جهة الأم.
- وهو أكبرُ أفرادِ أُسرته المكونَّة من شقيقين، وست أخوات.
مَحْلُولُ السِّيرة
- وُلِدَ بأُمْ دُرْمَان (1912م) فِي بِيئَةٍ أَصيلةٍ، وَسُمِّي بالتِّيجَانِي، إشَارةً واضحةً لصَاحبِ الطَّريقةِ التِّيجَانِيَّة.
- بَدَأَ بِخَلوةِ عَمِّهِ الشَّيْخِ مُحمَّد الكِتَيَّابِي.
- وانْتَقَلَ إِلَى المَعْهَد العِلْمِي بأُمْ دُرْمَان، وَهُو تَدَرُّج طَبِيعِيٌّ.
- دَرَسَ عُلُومَ العَرَبيةِ والفِقْهِ، وَبَدأَ يَقْرِضُ الشِّعْرَ حِينَهَا.
- فَصَله الشيخُ أحمد محمّد أبو دقن، مدير المعهد العلمي من المعهد وذلك لقوله :
? إنَّ شِعرَ شوقي كفضلِ القُرآنِ عَلى سَائرِ الكُتُبِ?.
- اتَّصلْ بالصَّحَافة، وعَمِلَ بمَحَطَّةٍ للوَقُودِ، ولَزِمَ مَنْزِلَه، وانْكَبَّ عَلَى كُتُبِ الفَلْسفةِ والأدبِ القديمِ والتَّصوفِ، وأُصِيبَ بالرَّهقِ والمَرَضِ (داءُ الصَّدر)، وبَعْضُهم قالَ، إنَّه مَرِضَ (الكَنَظ). وهذا رأي يدفعه ما أورده عمر فروخ نفسه، وربطه للمرض بسن الخامسة والثلاثين، والتي لم يدركها التيجاني يوسف بشير.
- وصَفَ حَالةَ مَرَضِهِ فِي قَصِيدةِ (يؤلِمُنِي شكِّي)، وَفِي (فَأحْتَفِظْهَا ذِكْرَى)، القَصيدةُ الَّتِي وَجَّهَها إلَى صَدِيقِه مَحْمُود أَنِيس، وهُو فِي صِراعِه مَعَ الدَّاءِ العُضَال.
يقولُ عنْهُ الشَّاعرُ العِراقي فَالِحُ الحِجِّيَّة:
:(التِّيجَانى يُوسُف بَشير يمتازُ بروْعَةِ شِعْرِه، وقوته ومتانته وجزالته، فإنه برغم قِصَرِ سِنِيِّ عُمْرِه، التي ما تجاوزت الخَمْس والعِشْرِين سَنَة، أَضَافَ إلَى التُّرَاث الأدَبِي السُّوداني والعَرَبِي ديواناً رائعاً اسْمَاه (إشْرَاقَه)، تَسَمَّت (به) الكثيرُ من بناتِ السُّودان في حينِه، يضم قَصَائدَ رَوْعَةً فِي الإنْشَادِ والبَلاغَةِ والخَيَالِ.
* (به) لتناسق السياق (من عندي)
التِّيجاني: دالة الاسم تعود إلى تيجان وللاسم علاقة بتيجان الملوك ومنطقة عرفت بهذا الاسم، وهو ذو صلة بالسيد أحمد التِّيجاني مؤسس الطريقة التِّيجانية.
البوتقة: مصهر الأشياء، وتناغم العناصر، والتَّكوين والتَّشكيل، والرَّسم بالألفاظ والكَلمات...إلخ.
الرُّؤَى: قَدْ تَتَمظهر الصُّورُ الَّتي يُمْكِننا الإمساك بها، وتلك الَّتي تَتَمنّعُ وتأَبَى الرَّصدَ والوُضُوحَ.
شاعرٌ فذٌ، وعبقريٌّ نابهٌ من عباقرةِ الكلمِ والفنِّ والإبداعِ في بلادي. حَري بنا أن نحتفي بأشعاره، ونوليها قدراً مُعتبراً من المُدارسةِ والنَّظرِ، ويتأتي لنا بعضُ هذا إنْ قمنا بنثرِ عيونِ شِعْره في مناهجنا عَبْرَ مُعظم المَراحِلِ التَّعليميةِ.
في شعرِه صلةٌ عميقةٌ ولُحمةٌ أصيلةٌ براسبنا الإنساني الحَضاري! أشواقه، رؤاه، فكره، معايشته لواقع المجتمع السُّوداني آنذاك، وفي مَرْحَلةٍ مِفصليةٍ من مراحلِ تطورِ البلاد. خطوطه ترتسم على قسمات وجودِنا الحَي! غربة المثقف المبدع. بيننا والتي لا تزال آثارها تلف حياتنا وواقعنا غربة عجيبة !
البُحُورُ الَّتي غَلَبتْ عَلَى شِعْرِه بلغت أَحَد عَشر بحراً:
الوَافِر الكَامِل الطَّويل المُجْتَث
المُتَقارِبْ الخَفِيف الرَّمَل الرَّجَز
السَّرِيع المُنْسَرِح البَسِيط. (تمَامَاً كالمتنبي)
نلاحظ غياب البحور:.... الهَزَج..... المَدِيد..... المُضَارِع..
المُقْتَضَب..... المُتَدَارك.
وهي نفس البحور التي نظم فيها الشاعر العربي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس أبوالطيب المتنبي.
أورد على بحر الكامل الأَحَذ
حَبَكَ الْقَضَاءُ شِرَاكَهُ وَرَمَى لِلْعَقْلِ مِنْهُ بِضَيِّقٍ ضَنْكِ
وَالْعَقْلُ يَنْصِبُ مِنْ حَبَائِلِهِ نُصُبَاً مَعَاقِدُهَا مِنَ الشَّوْكِ
أَنَا مِنْ قَوَادِحِ مَا تَجُرُّ يَدِي أَبَدَاً قَنِيْصَةُ ذَلِكَ الْحَبْكِ
مَا زِلْتُ أَقْطَعُهُ وَيَعْقِدُنِي وَالْمَرْءُ بَيْنَ قَلاقِلٍ رُبْكِ
الرُّؤية: طرحُ مسألةٍ مهمِّةٍ في مسارِ الفِكْرِ الإنساني، في صورةِ الصيد والفريسةِ والشِّراك. وهي مسألةُ (التَّخييرِ والتَّسييرِ) في قَالبٍ مِن التَّفْكِيرِ الشِّعْرِي...
الرَّحيق: صورةُ الشَّاعرِ في هيأةِ فريسةٍ تَسْعَى للانفلاتِ والفَكَاكِ من الشَّرَكِ الذي أوقعته فيه إرادته.
ومن مجزوء الرجز:
تَبَارَكَ الَّذِي خَلَقْ مِنْ مُضْغَةٍ وَمِنْ عَلَقْ
سُبْحَانَهُ مُصَوِّرَاً مِنْ حَمْأَةِ الطِّيْنِ حَدَقْ
شَقَّ الْجُفُونَ السُّودَ وَاسْتَلَّ مِنَ اللَّيْلِ الْفَلَقْ
وَاسْتَخْرَجَ الإِنْسَانَ مِنْ مَحْضِ رِيَاءٍ وَمَلَقْ
مُفْتَرِعَاً مِنْ فَمِهِ سِرَّ الْبَيَانِ فَنَطَقْ
وَجَاعِلاً بَيْنَ حَنَايَاهُ فُؤَادَاً فَخَفَقْ
***
الرُّؤيةُ: صورةُ التَّكوينِ مِن الطَّينِ وتخلُّقُ المُضْغَةِ والعَلَقَةِ، واشتقاقُ الشَّفيفِ من الكثيفِ، واشْراقُ الوَعْيِّ من رانِ الرِّياءِ والمَلَقِ!
الرّحِيقُ: سِرُّ البَوْحِ وقِيمتُه في رُتبةِ الإنْسانِ بين المَخْلُوقَاتِ، ومقامُه في سَبَحَاتِ البَيانِ.
رَسْمُ الكَلِمَاتِ بِخَطِّ يَدِ الشَّاعِرِ دَالَّةٌ مِنْ الدِّلالاتِ (الجَرَافُولُوجي) Graphology
1- تَناسقُ الحُروفِ وتناسبُ أبعادِ الألفاظِ.
2- تنسيقُ الوَحْدَة الشِّعريةِ (البَيْت) حَسْبَ التَّقطيعِ الصَّوتيِّ العَرُوُضِيِّ.
3- المَلمحُ الجَماليُّ في رسم الحَاء والهَاء والنُّون.
4- دائرة الميم إلى الأعلى شهادة على الشخصية المنطقية الموضوعية.
4- المَسَافةُ بينَ الألْفَاظِ تَنُمُّ عن توازنٍ وتصالحٍ نَفْسيٍّ، يفرضه الجَوُّ الشِّعريُّ (جَذْب).
5- ضغطِ متوسط على الحروفِ، وتناغمُ الصورةِ البَصريةِ للألْفَاظِ شاهدُّ على الثِّقةِ بالذاتِ والتَّوازن.
6- تظليل الفراغ الهوائي في الميم دال على شخصية مستقلة قوية لا تنقاد بسهولة وتميل إلى القلق.
7-حجم الخط الكبير دالة على النشاط والديناميكية والانفتاح على المجتمع.
8-حجم الخط الصغير مؤشر على القابلية العالية للتركيز والاهتمام بالتفاصيل والتوجه نحو التفكير.
9-الخطوط الأفقية القوية طويلة دالة على الطموح والسرعة في التفكير والكفاءة العالية والنشاط والحماس.
10-المثلثات والزوايا في كتابة الحروف نهج بحثي استكشافي عن الحقائق.
لا يمكننا القطع بأنَّ التِّيجَاني يوسُف بشير يلتزمُ خطَّ الرقعةِ ولا الثُّلث، ولا النَّسخ ولا الكوفي ولا الطغرائي، من بين الخطوط العربية لوحدها في كتابته، كما ذهب إلى ذلك بعض الناس، ولكنه يتداعى في كتابته بحرية، وقد تقارب خطوطَه ملامحَ بعض هذه الخُطوط، فِي بعضِ المفرداتِ، وقد تَتَّخذُ شَكلَ خَطِّ الإجَازَة الَّذي يَمْزجُ بينَ الثُّلثِ والنَّسخ.
ومن بحر المتقارب:
أَجِدُّ وَتَهْزِلُ فِيْمَا أَجِدْ وَتَهْرُبُ مِنْ وَجْهِهِ أَوْ تَنِدْ
لَهَوتَ بِقُدْسِ الْهَوَى فِي الْقُلُوبِ وَأَنْكَرْتَ هَيْمَنَةَ الْمُسْتَبِدْ
فَيَا وَادِعَاً حَالِمَاً كَالْمَلائِ كِ تَهْبِطُ مِنْ حُجُرَاتِ الأَبَدْ
يَرِفُّ عَلَيْهِ شَبَابُ الْفُنُونِ وَتَبْرِقُ فِي وَجْنَتَيْهِ الْفِصَدْ
أَتُنْكِرُ عَيْنَاكَ هَذَا الْمَصِيْرَ وَيَجْحَدُ حُسْنُكَ هَذَا الْمَرَدْ
وَيَا صَبْوَةً رُكِّزَتْ فِي الضُّلُوعِ عَلَى غَيْرِ سَارِيَةٍ أَوْ عَمَدْ
يُشَيِّدُهَا الأَمَلُ الْمُسْتَفِيْضُ وَيَحْصِدُهَا اللَّهْوُ فِيْمَا حَصَدْ
رَمَيْتُ بِهَا فِي صَمِيْمِ الْوُجُودِ وَأَعْلَنْتُهَا فَجْرَ يَوْمِ الأَحَدْ
وَضَعْتُ يَدِي حَيْثُ كَانَ الْفُؤَادُ وَحَيْثُ يَكُونُ الْهَوَى الْمُتَّقِدْ
وَأَرْسَلْتُهَا لَكَ فِي لَوْعَةٍ لَعَلَّكَ تَعْرِفُ مَاذَا أَجِدْ
أُحِبِّكَ حَتَّى تَبِيْدَ السَّمَاءُ وَيَبْتَلِعَ النَّيِّرَاتِ الأَبَدْ
***
الرّحِيق: هذا النَّص مقروءاً مَع نَص (القَمَر المَجْنُون)، يَحْكِي بِوضُوحٍ عَنْ مَنْحَى آخَر مِن مَنَاحي صِراعِ التيجَانِي داخل مثلث محبط.
ارْتَبَاطَه العَاطِفِي بِفَتَاةٍ اسْمُها قَمَر، والتي زَوَّجَهَا أهْلُهَا بِمَنْ لا تُحِبُ فَجُنَّتْ. فكَانَ حَصَادُ هَذَا الحُزْنِ قَصِيدَةُ (القَمَرِ المَجْنُونِ).
مِنْ أبْيَاتها متعددة القوافي: ص 79
زَهْرةٌ كَاثَرتِ الدُّنْيا رُبَاهَا بالشَّذَى ينفْحُ مِنْها ويَضُوعْ
في الرُّبى أَنبتَ آيَارُ صَبَاهَا وَمَضَى يُودِعُها سِرَّ الرَّبيعْ
***
فيَّأتْ مِن حُسْنِها البيتَ ظِلالاً سَكَبَ الشِّعرُ عَليهَا مَا سَكَبْ
مَاجَ مِنْ أنفاسِها القَلبُ وجَالا كُلَّمَا لامَسَهُ الفِكْرُ وثَبْ
***
يَا رَعَى اللهُ هزارين إطمأنا في ذُرَى دَوْحَيهما وأسْتروحَا
هَائِمَين اسْتلهَما الْحُبَّ فغَنَّى بِهِمَا كُلُّ جَمِيل أصْبَحَا
هَكَذا حتَّى إذا لم يبقَ إلا أنْ يَطِيرَا بجَناحَي وَاحِدِ
كَانَ في دَوْحِهما حَيثُ استظَلا قَدَرٌ ليسَ له من زَائدِ
***
هَكَذا يا قَلبُ جَنَّتْ ?قَمَرُ? وَهِي في أَزْهرِ مَا كانَ القَمَرْ
كالرِّبيعِ الغَضِّ وجهٌ نَضِر ٌ وَصِبًا مِثلُ بَواكيِرِ الزَّهر ْ
***
حَسِبُوا يا نُكَرَ مَا قَدْ حَسبُوا قَلْبَها الخَافقَ يُشْرَى ويُبَاعْ
وَهَبُوهَا للرَّدى إذْ وَهَبُوا ?للفَتَى? اللَّذةَ مِنْها والمتاع
وَزِّعي يَا قَمَرُ الحُسْنَ كَمَا وَزَّعَ البَدْرُ عَلَى القَوم ِشُعَاعَا
وَهَبِي العِمْيَان مِنْهُ مِثْلَمَا جَعَلَ اللهُ الضُّحَى حَظَّاً مُشَاعاً
***
تداولنا وتحاورنا في هَذَا البَيت ? شَخْصِي، ومحمَّد أَحمد هَاشِم الكَمَالي، والأستاذ عُمَر بابكر أَحْمَد، وهُو مِنْ الْمَكْفُوفِين- فتباينت الآرَاءُ في فَهم مقصدِ الشَّاعرِ مِنْ حَظِّ العِمْيانِ مِنْ الضُّحى.
العَواطِفُ الحَقِيقةُ فِي شِعْرِه الغَزَلِي
تَحْكِي عَنْ صِدْقِهِ فِي كُلِّ شؤونه !
وَعَنْ نَظْرَته الجَادَّة للحَيَاةِ
والعَلاقَاتِ الإنْسَانِيَّةِ.
وفي بحر البسيط نجد:
يَا مُظْلِمَ الرُّوْحِ كَمْ تَشْقَى عَلَى حُرَقٍ
مِمَّا يُكَابِدُ مِنْكَ الْقَلْبُ وَالرُّوحُ
هُدًى بِجَنْبَيْكَ مَذْبُوْحٌ يَحِفُّ بِهِ
فِي عَالَمِ الصَّدْرِ قَلْبٌ مِنْكَ مَذْبُوْحُ
مَضَى بِكَ الْعَقْلُ لَمْ تَسْعَدْ بِهِ أَثَرَاً
وَاعْتَادَكَ الشَّكُّ إِذْ ضَاقَتْ بِكَ السُّوحُ
وَظَلْلتَ فِي الأَرْضِ مَأْخُوْذَاً فَلا ظَفِرَتْ
بِكَ الدِّيَارُ وَلا اسْتَوْلَى بِكَ اللُّوحُ
مُعَلَّقَاً فِي يَدِ الأَيَّامِ مُطَّرَحَاً
فِي هَامِشِ الْغَيْبِ لا عِيْسَى وَلا نُوحُ
مونولوج الشَّاعر مع الشَّاعر Inner Conflict The
لهذا نجد على بحر المجتث
آمَنْتُ بالحُسْنِ بَرْداً
وبالصَّبَابَة نَارَا
وبالكنيسةِ عِقْدَا منضَّدَاً مِنْ عَذَارَى
وبِالمَسيِحِ ومَنْ طَافَ
حَوْلَه واسْتَجَارَا
إِيمَانَ مَنْ يَعْبُدُ الحُسَنَ
فِي عُيونِ النَّصَارَى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.