الثروة هي التي أطاحت بالدور القيادي الذي كانت تلعبه مصر في السابق، حسبما ورد مقالة بصحيفة «ذا جابان تايمز» بأن قطر تحولت إلى لاعب رئيسي في كل ما يحدث تقريباً في الشرق الأوسط منذ الربيع العربي، وذلك باستخدام دبلوماسية «دفتر الشيكات» كما هو الحال في الحرب السورية، والأزمة المالية الإيطالية وملاعب كرة القدم بامتلاك فريق باريس سان جيرمان. وباستضافتها قمة جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي، حصلت قطر على فرصة أخرى لتبرهن على مقدراتها، ومع ذلك، فإن دولة قطر يتم وصفها بالغطرسة في أماكن مثل العراق ولبنان حيث تعارض بعض الفصائل تنامي مكانتها. «المال يشتري النفوذ» ومن الممكن جداً أن يكون هذا شعار قطر، هكذا يقول د. عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات بأبو ظبي، لكنه يذهب أبعد من ذلك بأن قطر أيضا أدركت قيمة المرونة وأهمية سعة الأفق. وأوردت الصحيفة بعض الأمثلة على الأدوار التي قامت بها قطر، مثل الوساطة بين الفصائل اللبنانية، ورعت مباحثات السلام بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور. غير أن الربيع العربي هو الذي فتح الطريق أمام قطر لتلعب دوراً أكبر في الشؤون الإقليمية، وملء فراغ مصر التي غرقت في اضطرابات ما بعد الثورة، فلها دور بارز بدعم الحلف الأطلسي في تقويض نظام القذافي والتمويل المباشر للثوار بالأسلحة، كما لعبت دور الوسيط في تشكيل ائتلاف سياسي أوسع ضد بشار الأسد والمطالبة بتسليح المعارضة، ومنح مقعد سوريا في الجامعة العربية للتحالف الوطني. وتمثل قطر تحولاً في النفوذ العربي نحو نمط جديد: بلد يميل بشكل مباشر إلى المعسكر الغربي، ولكن أكثر استعداداً للشروع في سياسات وخطط يمكن أن تزعج الولاياتالمتحدة. وفي ذلك يقول تيودور كاراسيك وهو متخصص في الشؤون الأمنية والسياسية في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ومقره دبي بأن قطر تعتقد أنها لا تضطر إلى انتظار الآخرين في محاولة تشكيل الاتجاهات والمحادثات في المنطقة، فهذا النوع من الثقة يفتح المجال لكافة أنواع المعادلات السياسية الجديدة. وخير مثال على ذلك تعهد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ب «250» مليون دولار للصندوق المقترح للدفاع عن الهوية العربية وتاريخ القدس ضد التوسع الإسرائيلي في المناطق العربية التقليدية، فهذه المبادرة تعمق النفوذ القطري في نفوس الفلسطينيين وتتحدى واشنطن التي تقف وراء وضع الأطر للنزاعات الإسرائيلية الفلسطينية. «قطر لديها المال للإنفاق والإرادة السياسية في توسيع سياستها الخارجية»، يقول كاراسيك، واصفاً ذلك بأنهما من أهم عناصر القوة.