٭ (أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد) (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم) ٭ يهيأ لي أن أكثر فئة عمرية، تقدم مثالاً (صارخاً) لإنسلاخ بعض من شباب الأمة العربية (من المحيط إلى الخليج)، عن تاريخهم وثقافتهم وأصولهم، جرياً خلف البريق الزائف (نمط السلوك الاستهلاكي)، هم أبناء الحكام والمسؤولين وأهل الحظوة. ٭ أبناء (البهوات) والذوات، يعيشون حياتهم، بنمط (الثقافة البيضاء)، المغسولة بالزبد والمحشوة بشرائح الهامبورجر، والملفوفة بورق السيلوفان وأكمام التي شيرت، والمعنية ب (التفحيط) بالهمر وليلى علوي والبرادو. ٭ هذه الفئة إن أمعنت النظر فيها، تجدهم يأكلون كما يأكل الفرنجة، ويلبسون كما يلبس الفرنجة، ويقضون إجازاتهم في عواصم الفرنجة، وحين يبتسمون أسنانهم بيضاء. ٭ مع أن آباءهم (الحاكمين) يتحدثون كل صياح ديك، عن مشروع إسلامي أو وطني، لحمته وسداه القيم الفاضلة، التي تنزع نحو الخير. ٭ طغى نمط الحياة الغربية، و(باض وعشعش)، وأحكم حلقاته على المدينة والقرية، سواء بسواء، وخرجت البنت وأمها في الحضر والأرياف (كناية عن الاحتشاد)، للغرف من الصحون الغربية، ليملأن بها الجرار والأواني الفخارية. ٭ وفي كل مدينة وقرية، (من المحيط إلى الخليج)، تجد المثال الأكثر وضوحاً هو: ولد السلطان وبنت السلطان. ٭ ما الذي يدعو أبناء وبنات المسؤولين إلى الوقوع في (الفخ)؟! الأمر يحتاج إلى تشريح، وقد تكون المسؤوليات الكبيرة، والمشغوليات الزائدة، لدى الآباء، من الأسباب التي باعدت بينهم وأبناءهم، فضعفت حلقة التربية والمراقبة. بُعد المسافة مع توفر النعيم، سانحة للجري وراء مثال زائف. ٭ وللأسف، يحلق أولاد الذوات، بأجنحة كتلك التي حلّق بها عباس بن فرناس، فإذا ما أذابت الأيام (والأيام دوارة) الشمع عن أجنحة ديدالوس، سقطوا على الأرض. ٭ يريدون قطع نهر هيراقلطيس مرتين، بسفن ورقية، لا تجد في خاتمة المطاف حوض سباحة تبحر فيه. ٭ فإذا ما فارق آباؤهم الكراسي، وفارقهم الصولجان، تنقلب حياتهم رأساً على عقب، ويجدون أنفسهم، في وضع يدعو إلى (الشفقة). ٭ ولعل ما تتناقله وسائط الإعلام، عن حالة عائشة القذافي، ابنة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي (يرحمه الله)، يمكن أن تكون مثالاً لما أشرنا إليه. ٭ عائشة القذافي، تعاني من نوبات عصبية مستمرة، وفي حالة غضب حاد، يدفعها إلى إشعال الحرائق في محل إقامتها، وتحطيم الأثاث، وشتم المكلفين بحراستها وخدمتها. ٭ يهيأ لي أن عائشة (أقال الله عثرتها)، لا تصدق ما آل إليه الحال، وما كانت تدرك أن دوام الحال من المحال. ٭ تُرى هل هي غلطة عائشة، أم غلطة والد عائشة؟! (هذا ما جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد)