كشفت مصادر طبية فى مدينة عطبرة أن حالات الإصابة بالأمراض المنقولة من تلوث المياه قد ارتفعت خلال شهر أبريل. وذكرت مصادر بمستشفى عطبرة انه قد تم تسجيل 120حالة اصابة بديدان القارديا في شهر ابريل وان من بين الحالات اصابات لاطفال رضع لم يتجاوز عمرهم العام ، بمقابل حالتين فقط في شهر فبراير في حين وصلت الى خمس حالات في شهر مارس. وعزا مختصون ان ارتفاع حالات الاسهالات والقارديا نتيجة الى نقص كميات المواد المنقية والمعقمة للمياه في وقت وصول كميات كبيرة من المياه الراكدة في نهر العطبراوي. وقال مواطنون في أحياء مختلفة من مدينة عطبرة انهم شاهدوا الديدان تخرج من صنابير المياه بالمدينة، ويقول المواطن عبد الله الحسن انه شاهد المياه تخرج ملوثة ولزجة وبها ديدان وتقول المواطنة مها عبد المنعم من حي السكة حديد في اتصال هاتفي ب( الصحافة ) ان اختها الصغيرة التى لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها قد اصيبت بمرض القارديا لان مياه الشرب تأتي عبر صنابير المياه بالمنازل وتكون ملوثة وذات رائحة وبها طحالب واجسام صغيرة وان الامر يتكرر في اكثر من مكان في احياء المدينة المختلفة. وذكر احد المواطنين والذي فضل حجب اسمه لحساسية موقعه الوظيفي انهم قاموا بأخذ عينات من مياه الشرب من صنابير المنازل وتم عرضها على مختبرات طبية بالمدينة وثبت تلوثها واحتواإها على الحويصلات والطور النشط من ديدان القارديا. ويذكر أن كثيراً من المواطنين في عطبرة قد اشتكوا من تلوث مياه الشرب في المنازل في احياء تصلها مياه الشرب من محطة تنقية المياه على النيل وهي احياء امبكول والداخلة والحصايا والسكة حديد والقلعة والسيالة والفكي مدني وجزء من الحي الشرقي وان سكان هذه الاحياء يواجهون خطر الاصابة بالامراض المنقولة بالمياه . وأبدت مجموعة من الكوادر الصحية في المدينة تخوفها من ارتفاع حالات الاصابة بالاسهالات والالتهابات المعوية وقال مصدر طبي داخل مستشفى عطبرة ان هناك صعوبات ومشاكل صحية تواجه سكان المدينة خاصة الاطفال ، بعد ظهور حالات الاصابة بديدان (القارديا ) وسط الرضع . ويشير التقرير الصادر عن المعمل القومي في عطبرة والذي اعد بشكل خاص وسري عن حالة المياه في شهر ابريل ان المياه تحتوي على (ova) بويضات وديدان القارديا . غير ان ادارة هيئة المياه في ولاية نهر النيل نفت ان تكون المياه هي السبب في ارتفاع نسب الاصابة بالاسهالات وديدان القارديا في عطبرة ولكنها اعترفت في نفس الوقت بحدوث حالات تلوث في فترة زمنية محدودة نتيجة لوصول مياه محملة بالعوالق في نهاية شهر مارس الماضي، وارجعت ذلك الى دخول كميات كبيرة من المياه عبر نهر العطبراوي. وقال المهندس عبد الله شبو المدير العام لهيئة مياه نهر النيل ( في اتصال هاتفي للصحافة ) لقد كنا في الاعوام السابقة نجري استعدادات مبكرة من ضمنها اغلاق محطة تنقية المياه في عطبرة عندما يتم فتح ابواب المياه في خزان خشم القربة ومن ضمن تلك الاستعدادات اغلاق المحطة لحين مرور المياه والتي تكون عادة محملة بالعوالق والطحالب و يكون ذلك مع بداية فصل الخريف وتحديدا في منتصف يوليو ولكن هذا العام تم هذا الامر مبكرا حيث وصلت المياه المحتجزة في خزان خشم القربة في آخر مارس وبدون اخطار مسبق من سلطات الخزان حتى يتم اغلاق المحطة لمنع دخول الطحالب والعوالق الى محطة التنقية بالشبكة الداخلية للمدينة ، ولكننا لم نكتشف ذلك الا بعد دخولها الى الشبكة العامة للمدينة وقد قمنا باغلاق المحطة و اجراء عمليات التعقيم للمياه مع وجود تغيير طفيف في لون المياه والذي يميل الى ( العكر ) مع استخدام كميات اضافية من الكلور لتنقية الشبكات وكذلك استخدمنا ( صنادل - وطلمبات سحب ) لاخذ مياه نقية من العمق فالمياه التي تضخ الآن من داخل المحطة صحية ونقية بشكل كامل ولكن لدينا ملاحظات على شبكة (المواسير) داخل المدينة في بعض الاحياء مثل الفكي مدني والسكة حديد والسودنة لانها شبكات قديمة ومهترئة تم توصيلها منذ عهد الاحتلال البريطاني، وهنالك شبكات في بعض الاحياء تم توصيلها حديثا في العام 2006م ولكن مع ذلك فان هنالك دراسات تجري الآن لاقامة شبكة جديدة للمياه في مدينة عطبرة الى جانب انشاء محطة مياه جديدة على مجرى النيل الرئيسي بعيدا عن العطبراوي تنتج في المرحلة الاولى 50 ألف متر مكعب في اليوم وفي المرحلة الثانية تنتج حوالي 35ألف متر مكعب في اليوم، وان هذه المحطة ستكتمل خلال عام ونصف وان المحطة ستغطي احتياجات مدينة عطبرة والدامر بتكلفة تصل 16.5مليون دولار . يذكر ان وكيل وزارة الصحة الدكتور كمال عبد القادر خلال اسبوع التطعيم بفندق السلام روتانا بالخرطوم كان قد ألمح الى البدء في عمل محطة لتنقية المياه بالدامر من اجل توفير مياه نقية لمواطني عطبرة والدامر، وكان ذلك في اواخر شهرابريل متزامنا مع ارتفاع معدلات الاصابة بامراض المياه في تلك المناطق. وتشير مصادر مطلعة الى ان اسباب فتح ابواب خزان خشم القربة وضخ كميات كبيرة من المياه من بحيرة خزان خشم القربة في غير موسم الخريف، جاء نتيجة الى بدء العمل في خزان ( كوزي 5) على الهضبة الاثيوبية هذا الموسم لانتاج الطاقة الكهربائية وان ذلك يضيف كميات من المياه على نهر عطبرة تصل ما بين 3 - 6مليون متر مكعب في اليوم وان منسوب المياه في بحيرة خشم القربة قد ارتفع الى 3أمتار فوق المعدل الطبيعي لبحيرة الخزان، وان هنالك خزان آخر سيقام على نهر سيتيت على الاراضي السودانية يعمل على توسعة الرقعة الزراعية في خشم القربة وسيتيت وان الايرادات المائية تبدو طبيعية رغم المشاريع على جانبي الحدود بين البلدين وانه نتيجة لضخ كميات كبيرة من المياه في نهر عطبرة كانت ساكنة في بحيرة خزان خشم القربة مما ادى الى حدوث التلوث في المياه في عطبرة .