مدخل: عادل الشوية، من كتاب رابطة سنار الأدبية وقاص مقروء في صفحات الملاحق الثقافية لعدة نصوص في الصحف والمجلات، جاء إلى مكتبة القصة السودانية المكتظة بالقص والسرد الابداعي الذي احتوته خلال فترة من 69 2102م المراكز الثقافية بالعاصمة، ووجهته نحو جوائزها المعلنة كجائزة الطيب صالح وجائزة د. علي المك للقصة القصيرة التي ساهمت بجدية في نشر القصة والرواية السودانية التي يعاب عليها في عجز القادرين على التمام تركها الإنتاج الكثيف، معلقاً على هامش النقد في انتظار مبادري/ ومبدعي كتابة النص الآخر التلقائي، والنص المنجز نشره القاص في صفحة «كتابات» في صحيفة «الرأي العام» التي يشرف عليها الأستاذ القاص والكاتب عيسى الحلو. النص في مضابط التحليل: القاص التقط المفردة الطبية الشائعة من سياقها الموجود في متعين المكان المعروف بالمستشفى، وجعلها عنواناً لسرده المنجز وموظفاً في متن السرد صورة المكان والمكان الآخر بيت الزوجية، للاستدلال على غياب زوجته التي غادرت المكان اثر خلاف معه، واستخدم القاص الاشياء الموجودة في حيز المكان لايداع شعور بالمقارنة لدى المتلقي العادي واقناعه بمآلات ما طرأ على المكان في الغرفة بعد مغاضبته زوجته، والسياق المقروء للقصة بكامله اهتم بدور المرأة بوصفها شريكاً اساسياً في حياة الرجل، وثمن أهمية وجودها العيني والانساني المؤثر في الحيز المكاني والاصطلاحي المغيب تحت سطوة الحالة الذكورية للرجل، كما في حال جمال زوج سناء بطلي القصة اللذين تزوجا بعد قصة حب عاصفة منذ فترة الدراسة الجامعية، ونستشف من متن السرد وما به من تلميحات ومفردات الانتماء الاجتماعي للطبقة الوسطى، واقام القاص البناء الابداعي على فكرة الرجل المستبد والعلاقة الزوجية التي ساقها الزوج الى ابغض الحلال، وانتهى الصرع الدرامي على خلفيات حدث انساني مصمم على واقعتي طلاق جمال لزوجته وأم أولاده وحبيبته، ولما افضى اليه في واقعة الحادث المروري للزوج جمال واستخدامه مبرراً منطقياً لاستعادة العلاقة الزوجية المقطوعة، واشار الى ذلك في دلالة مفردات الجملة الفعلية وعبارة «مرجوعة في مسماها» المستولدة في سياق الحكي، ومن مخاص نقد الذات الذكوري لدى البطل جمال كما في المجتزأ من السطر «24» إلى السطر «65» من القصة المنشورة. طاقة النص الأدائية «خاتمة»: امتلأ المشهد الختامي للنص المؤثر بحشد مكثف لعناصر التشويق الدرامي المبني على هامش قيمة الوفاء لدى الزوجة سناء الذي انتج موفقها الإنساني المؤثر الذي وظفه القاص في خاتمة سرده المنجز، ولكنه أخفق أيضاً في تصوير ونقل الصورة غير الكاملة للزوج جمال، واكتفى بدلاً من تصوير المشاهد الحية والدرامية لغضبه ووقائع مشهدية مشكلاته المفتعلة، بقفل المشهد المفتوح للحكاية وإغلاقه بإفادة خبرية تضمنت المفردة الصوتية فقط دون ايراد شكلها الابداعي في السرد، واحتوت نهاية النص في تقديري الابداعي على عبارات زائدة اضعفت تصميم سبك الصياغة للخاتمة، وقللت من الدفع الشعوري والمتنامي والمتصاعد في النص القصير المستخلص من الحوار في نهاية القصة، حيث تكون الدلالة قوية لو تجاوز السارد العبارات الزائدة بعد النقطتين واكتفى بالدلالة الرمزية وروح التحدي والرغبة في التضحية التي تفهم إيحائياً من عبارة «ولو» الاستنكارية التي نفت بها سناء تخليها عن زوجها المشلول جراء حادثة المرور، والنص المقروء روج للحب بوصفه قيمة إنسانية في الحياة واداة موضوعية لنقد الذات الذكورية، والقصة مست جانباً من تصورات الطبقة الوسطى وبيئة الشخوص الاجتماعية التي وظفها السارد في بناء شخصية سناء/ الطالبة الجامعية المتألقة في المجتمع الجامعي التي تغار منها الطالبات ويردن حيويتها لمساعدة قوى غيبية غير منظورة، نجد تفسيرها في مقولة وشخصية الساحر والمشعوذ النمطية التي تقف خارج الواقع الموضوعي والاجتماعي، واستخدم القاص تقنية الصورة الشعرية جزئياً في مستهل النص للإيحاء بالزمن، واستخدام الشعر في القصة القصيرة والطويلة أسلوب معتاد لدى الروائية بثينة خضر مكي كمصدر ثانوي لتوليف وتوليد الفكرة والحدث، واستخدمه القاص جزئياً من باب التقليد، وليس وحده في ذلك، فقد لجأ إليه أخيراً القاص «مبارك الصادق» واستخدمه في بعض نصوصه المنشورة وفي مخطوطته الروائية غير المنشورة أيضاً.