الزيارة جاءت في ظل ظروف ضاغطة بالقاهرةوالخرطوم لرسم واقع جديد للبلدين وجدت زيارة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي للسودان اهتماماً كبيراً من الصحافة السودانية، حيث أفردت لها مساحات واسعة على صفحاتها، وتسابق كتاب الرأي في تناول أبعادها ودلالاتها وتأثيرها على البلدين وعلى المحيطين الاقليمي والدولي. وكشفت دراسة «تحليل مضمون» أعدها مركز الرؤية لدراسات الرأي العام، ان اتجاهات التناول الصحفي أيدت زيارة الرئيس المصري بنسبة 100% ، وأكدت دورها وأثرها على البلدين - بشرط - أن ينجح الطرفان في تتويج اتفاقهما إلى واقع عملي. وأوضح التقرير ان الصحافة السودانية اعتبرت الزيارة فتحاً جديداً بين القاهرةوالخرطوم، في حين انها أجمعت على تأخرها، مشيرة إلى - أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي - كما وصفت الصحافة الرئيس المصري بأنه حذر في انفتاحه على نظام الخرطوم. أما حول أسباب وتداعيات الزيارة، فقد أشارت الدراسة إلى بعض الآراء الصحفية التي تقول انها «محاولة مصرية لترتيب أوضاع مصر الداخلية لا سيما الاقتصادية، متمثلة في الاستثمار الزراعي بهدف تأمين الغذاء وتقليل الاعتماد على الغرب، وذلك في ظل معاناة مصر من أوضاع اقتصادية صعبة يأتي في قائمتها الركود والتضخم والديون. وعلى صعيد آخر أكدت الدراسة ان الاهتمام الإعلامي الدولي بالزيارة يكمن في حدوث تكامل - مصري سوداني - في ظل نظامي حكم إسلاميين يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، ويخل بالتوازن الاستراتيجي لموازين القوى بين أطراف الصراع في المنطقة العربية على وجه الخصوص وفي العالم بشكل عام، وتستشهد «الصحافة» بأن التكامل المصري السوداني ظل كتاباً محظوراً، وثمرة محرمة بأمر البيت الأبيض في ظل نظام مبارك المتعاهد مع أمريكا واسرائيل. وأجمعت الصحافة السودانية اجماعاً بيناً على ان المعارضة في البلدين وبعض أعداء البلدين الدوليين سيسعون كل بأوراق ضغطه إلى ارباك حسابات القاهرةوالخرطوم وتهديد اتفاقات التكامل مما يستوجب التحوط اللازم من قبل قيادات البلدين.