أشجار تتحدث من الدويم: هنالك أشجار في السودان تشهد وتحفظ ما قيل بجوارها وفي ظلالها لأنها ذاكرة تحفظ من وقفوا تحتها.. ومن سطروا أعظم الكلمات والجمال في بلادي، ومن الأشجار التي تعجبني وتدهشني وأخلق معها حوارات أشجار بخت الرضا وكل من مروا تحت ظلالها الوارقة الجميلة.. جلسنا نتسامر أنا وصديقي النور مساعد عن أشجار بخت الرضا والمحاربين التعليميين التربويين الذين مروا من هنا ومازالت آثارهم وضحكاتهم تغطي بهو المكان في الدويم، وفي بخت الرضا تحديداً أذكر الأستاذ حسن النعيم والأستاذ خضر أبو طربوش لأنهما من شكلا جزءا كبيرا من وعينا الجمالي بجمال الأشجار وكان يا ما كان كما يقول الشيخ المسرحي الراحل الفكي عبد الرحمن لأن بخت الرضا كانت منارة التربية والتعليم في بلادي.. ويقول لي دائماً النور مساعد أسأل موسى الصلحي عن تاريخ بخت الرضا وبيوت العمال والخفراء التي خرجت علماء وأساتذة، وأقول ان بيوت الطين القديمة هي شدو الكلمات المنسية وهي عبقرية المكان والأسرة ومكونات البيت من تكل أي مطبخ وفيه صاج العواسة للكسرة بالحطب، وانها دموع سالت من أعين نساء يمثلن الألق والجمال في التربية وأوضة معيشة وديوان للضيفان بساطة ولكن فيها معانٍ والمعاني في بخت الرضا تتأتى من التفرد وأستاذ يحضر في الصفر كرقم وعبير من الأزمنة الجميلة في الاهتمام بالنشاط الطلابي للمتدربين في بخت الرضا وشخوص تطل دائماً بالذاكرة كعباس بلاغة وعبد الرحيم باسان والدراسات الإسلامية وبرغم الحداثة فستظل بخت الرضا تحفظ التاريخ بحضورها الدائم في وجداننا، وبرغم الكبري والمعبر الحديث ان البنطون أو المعدية ستظل ثقافة ومثاقفة لمن عدوا من هنا وهذا يجعل الناس تحن إلى أزمان خليل الجاك وابراهيم فرح والدنقلاوي وهم يقودون دفة البنطون مغربين ومشرقين وهم يتصفحون سطح ماء بحر أبيض في جمال صوفي ومكتبة بخت الرضا مكتبة زاخرة بالمعارف والعلوم وعند دخولك في ردهاتها فإنك تظل تطيل النظر وأنت تتنقل بين العناوين في كل العلوم الانسانية.. وأتذكر دائماً مكتبة في الدامر في منزل المبدع الراحل مهدي الطيب صاحب البازار وصاحب القصص والروايات والإبداع وهي مكتبة حرام أن تكون في أرفف الكتب ويغطيها الغبار ماذا يحدث لو أن الكرام أبناء الكرام أزالوا عنها الغبار وجعلوها مورداً ومنهلاً لأبناء السودان يرتوون من علومها وتشكل اضافة لأبناء بلادي الذين يبحثون بين ظلال الحروف. ونسة ذكرى: دائماً أردد في عز الليل وتطربني بثنائية عبد الكريم الكابلي والنور الجيلاني وتمر هذه الأغنية بالخاطر شريطا سينمائيا كلما مر فيها بحضور الشاعر المسرحي عمر الطيب الدوش وأظل أردد: ساعة النسمة ترتاح على هدب الدغش وتنوم أنا مسافر أنا والليل ومر جفاك مساهرين نحكي للأفلاك لا كملت خطاوينا ولا لقينا البداوينا ومن فراقك وذكرتك وكلماتك لا رتوينا ولا بكينا لأن ملامحك معانا وهواجسك وأحلامك جوانا أستاذنا الراحل عمر الطيب الدوش يا حزن قديم يا وطن مرسي النجوم، يا سحر الأحزان العادية يا فرح يا نجوم أنا بتوسد كلماتك كلما ألقاها وأقرز فيها وتنقر جواي وترا وذكرى. لك المحبة والمودة والرحمة في ذكراك ونظل نغني معاك من ليل المغنين: ولاقيتك غصناً مال على الأمواج وهفهف فوق خضرة القيف أحبك بي مشاعر جيل رفع للشمس راية وسيف وثبت في الأرض أقداموا في أعماق تراب الريف وليل المغنين أقرب للقلب يا دوش يا صادح بالغناء ودقت الدلوكة وقلنا الدنيا مازالت بخير ناس تعرس وتنبسط فقد كتبت وسطرت أحاسيسك ومشاعرك، وظللت تناديها وتنادينا لفضاءات المعرفة والجمال، وأنت تتهجى لنا برغم عصف الذهن ورهق الكتابة معاني بين الشعر والمسرح. أستاذي الراحل عمر الطيب الدوش يا حزن يا قديم يا وطن مرسي النجوم يا سحر الأحزان العادية يا فرح يا نجوم: ولاقيتك غصناً مال على الأمواج وهفهف فوق خضرة القيف أحبك بي مشاعر جيل رفع للشمس راية وسيف وثبت في الأرض أقداموا في أعماق تراب الريف أتوسد كلماتك كلما ألقاها وأقرز فيها وتنقر جواي وتر وذكرى لك المحبة والمودة والرحمة في ذكراك والتحية لجامعة الأحفاد وهي ترفع لك تعظيم سلام. ونسة ثقافية مفرقة:- خربشة أولى: سلامات المخرج حسن كدسه والهايس يدهسك أمام التلفزيون، وما قصر وصلك السلاح الطبي ثم هرب. إلى متى يهرب من يرتكب حادثا؟ أين الضمير والنخوة والسودانية؟ أعتقد كل من يهرب أجنبيا وما سوداني ولا عنده أخلاق السودانيين.. خربشة ثانية: ما بين الصيحة والصدمة والصرخة تضيع كلمات وتظهر كلمات الأخ الناقد السر السيد.