الخرطوم: محمد سعيد: اعلنت وزارة التربية والتعليم العام انها تعتزم بناء 250 مدرسة وطباعة 9 ملايين كتاب مدرسي وانفاق 5 ملايين دولار على المدارس بشكل مباشر، الى جانب دعم برنامج بناء القدرات في 10 ولايات، بالاعتماد على منحة صادقها البنك الدولي قريبا بمبلغ 76 مليون دولار. وكشفت عن فراغها من اعداد كتابين للغة الانجليزية للصفين الثالث والرابع مرحلة الاساس باشراف خبيرة بريطانية. وتعاني بعض المدارس في الولايات واطراف الخرطوم من نقص في مياه الشرب، وتعتمد على نظام بدائي في توفير مياه الشرب للتلاميذ. ورصدت «الصحافة» في مدرسة بحي مايو جنوبي الخرطوم ان المدرسة بلا أسوار ويعتمد تلاميذها على برميل بلاستيكي قابع تحت هجير الشمس، لشرب المياه. واعترفت وزيرة التربية والتعليم العام سعاد عبد الرازق، في مقابلة مع برنامج «مؤتمر اذاعي» الذي بثته الاذاعة السودانية امس، بضعف علاقات السودان مع الجهات الدولية المانحة، وقالت ان هناك منحا عادت ادراجها لضعف الاعداد في هذا الصدد ، وحضت على خلق علاقات متينة مع الجهات الدولية المانحة لجذب ملايين الدولارات وانعاش الخدمات الاساسية. ورأت سعاد ان السودان يتعين عليه التحرك بشكل جاد فيما يتعلق باستقطاب المنح والقروض الخارجية لدعم قطاعاته ، وقالت ان منحة البنك الدولي التي تصل 76 مليون دولار ستضخ الى وزارة التربية والتعليم وفق اشتراطات تتصل بتحديد اوجه الانفاق بشكل كامل، وصرف المبالغ في العملية التعليمية على نحو مباشر ، واضافت ان الجهة المانحة عينت 4 موظفين لمتابعة ومراقبة المنحة، وكشفت عن اعتزام البنك الدولي زيادة المنحة الى 100 مليون دولار حال التحقق من انفاق المنحة على دعم البنية التحتية للتعليم في السودان، وحضت القطاع الخاص للاستعداد لعمليات الطباعة. ولا تقتصر مشاكل المدارس على نقص المياه، فبعض التلاميذ يعملون على بيع «الفول السوداني « في محطة «العوتيب» القريبة من مدينة شندي بولاية نهر النيل عقب العودة من المدرسة، وقالت تلميذة تدعى «فاطمة»: « نريد ان نوفر ثمن الافطار. . هنا كي تتعلم لا بد ان تعمل» ، ويعود هؤلاء الاطفال في رحلة مسائية الى ديارهم منهكين لبدء يوم دراسي بلا «افطار دسم». لكن على النقيض من ذلك سيتمكن «أحمد» من ارتياد مدرسة خاصة وسط الخرطوم بعد ان سدد له والده مبلغ 15 ألف جنيه قبيل شهور من انطلاقة العام الدراسي. وقال والد أحمد الذي كان يحمل «افطارا ساخنا»: «لا نثق في المدارس العامة لأنها «لا تقدم شيئا فهي تفتقر للخدمات الاساسية» ، وتابع «ان كنت تريد من ابنك ان يتحدث اللغة الاجنبية برصانة فانك ستجد ذلك في المدارس الخاصة». وكشفت الوزيرة عن فراغ الوزارة من اعداد كتابين للغة الانجليزية للصفين الثالث والرابع مرحلة الاساس ، وقالت ان الكتابين اشرفت عليهما خبيرة بريطانية، مؤكدة ان الوزارة بصدد طرح المنهج الجديد للتعليم على «الويب سايد» خلال الفترة المقبلة الى جانب طرحه في مؤتمر تعليمي بولاية النيل الابيض بكنانة. وامتدحت الوزيرة جهود وزارة المالية الاتحادية ودعمها للتعليم وتخصيص مبالغ لاول مرة لتنمية التعليم ، وذكرت ان النشاط المدرسي سيحتل اولوية في المنهج الجديد وتشجيع كتابة القصة والقاء الشعر والفن الابداعي وحفط القرآن واعادة المكتبة المدرسية، موضحة ان النشاط المدرسي معيار اساسي في الدرجات التي تمنح للتلاميذ والطلاب. ودافعت الوزيرة عن مجانية التعليم، وقالت ان الحكومة تتحمل مرتبات المعلمين والعمال في جميع انحاء السودان ، واضافت ان المجانية تتدرج، مشددة على ان وزارتها حريصة على ايصال التعليم لكل من يرغب في التعلم، كما نوهت الى ان المناهج الاجنبية بحاجة الى المراقبة مع اعطائها قدر من الحرية لخلق التنوع وفق اشتراطات تتضمن تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية المسيحية في المدارس الاجنبية. وردا على سؤال حول تأهيل المدارس الفنية، قالت انها دعمت 8 مدارس فنية في السودان.
