: قدم الدكتور ادريس البنا الأثنين الماضي محاضرة بمجلس الصداقة الشعبية حول تجربته في ترجمة الشعر السوداني الى اللغة الانجليزية والتي صدرت في كتاب عنواه رؤية سودانية في الشعر المقارن وقد حملت الندوة هذا العنوان ... استهل الحديث اللواء عبد الخير مقدما د. ادريس البنا عبر مشواره الطويل في خور طقت وصولاً بجامعة الأحفاد متطرقاً الى كافة المحطات التي توقف عندها قطار البنا الثقافي .. وباسم الأمين العام للمجلس الأستاذ عبدالباسط عبدالماجد رحب بالحضور والذي شكل معظمه ضباط القوات المسلحة المعاشيين ، ممثلي المتحف الحربي والتاريخ العسكري على رأسهم اللواء ركن دكتور عمر النور أحمد . ابتدر د. ادريس البنا حديثه بالهيئة القومية العالمية للثقافة المتبادلة « الأنسكو « التي تم تسجيلها العام الماضي لتهتم بهذا الشأن ، ثم تحدث عما قدمه في هذا الموضوع بمعهد البروفسير عبدالله الطيب بجامعة الخرطوم . ثم ذكر أن بداية هذا الموضوع كانت في عام 2000م بجامعة الأحفاد وكانت نواته قصيدة « أنت بدر السما في صفاك « مترجمة وملحنة وتغنى بها كورال الأحفاد في تلك الفترة .. وعندما عرضت على يوسف بدري رحب بالفكرة وشجعها وقال لسر الختم الخليفة على ادريس البنا أن يكمل هذا العمل الى كتاب وعليك أن تقدم له وقد كان . تناول الكتاب أربعة ضروب من الأدب الشعبي المتعارف عليه في السودان : المديح ، الدوبيت ، الحقيبة و المناحة وقد أختار أمثلة ونماذج لكل ضرب من هذه الضروب . مثل للمديح بمصر المؤمنة وبوريك طبك للشيخ عبدالرحيم البرعي وللدوبيت بمسدار الصيد وللمناحة بمادايرالك الميتة ام رماداً شح وقد ذكر هذه الأمثلة ملحنة ومترجمة . ثم تحدث عن الاختلاف بين اللغتين في الألفاظ والتراكيب والأسس والمترادفات والعقائد التي تختلف بين كل منها سواء كانت من الانجليزية الى العربية او العكس وقد ذكر رؤى بعض العلماء في مجال الترجمة أمثال البروفسير عبدالرحمن أدم حامد في مؤلفه « نظريات الترجمة وأنواعها وطرائقها وغيره من المستشرقين والعرب والذين أكدوا على أن التطابق قد يكون مستحيل أو صعب المنال نسبة للفوارق الاجتماعية والعقائدية ،خاصة لما في اللغة العربية من اتساع في المترادفات واختلافات البلاغة كما يظهر الترادف في اسم السيف مثلاً « حسام ، صمصام ، ، الصارم ، البتار والمهند الخ « واتفقوا على أن الترجمة علم وفن وبراعة واحساس وآفاق لما يتطلب العمل من اضافة وحزف ويظهر هذا في ترجمات القرآن واختلافها في آية واحدة . كما تحدث أيضاً عن الشاعر الفذ احمد محمد سعد الذي ترجم ذلك النشيد الذي يتخرج به العسكريين الى يومنا هذا « لن ننسى أيامنا مضت « بلحنه الغربي ، وأن شخصه قام بعمل العكس وهو تصدير الثقافة السودانية الى الخارج وذلك لمعرفته الواسعة التي مكنته من توزيع هذا الكتاب في كافة قارات العالم ولما له فيها من أصدقاء .. كما تحدث كثيراً عن الاختلافات التي وجدها في اللغة الانجليزية مأخوذة من اللغة العربية خاصة أسرار البلاغة من علم البديع والبيان ، استعارة وكناية ومجاز وتشبيه دون أن تنسب الى اللغة العربية في عهد مقصود سرد جذوره التاريخية مع الأمثلة وأنه ناتج عن حسدهم للغة العربية في شخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من رسالة خاتمة ناطقة بهذه اللغة مخلدة لها . حظيت المحاضرة بتفاعل كبير من الحضور تمثل في مداخلاته ومناقشاتهم التي أثرت المحاضرة والتي اعتبرها البنا محفزة ومشجعة لمواصلة هذا المشروع .