ربك:صديق رمضان: في ظل عدم انتظام تواجد الوالي يوسف الشنبلي بالولاية خلال الاشهرالماضية لظروف خاصة ،استحوزت عدة قضايا علي اهتمام المواطنين بالنيل الأبيض الذين يؤكد من تحدث منهم ل«الصحافة» ان هناك قصورا يشوب اداء الجهاز التنفيذي نتج عنه عدم احداث اختراق حقيقي في ملفي التنمية والخدمات ،كما حظيت الطريقة التي ينتهجها الوالي المكلف ووزير التخطيط بابكر شنيبو في ادارة الولاية بتباين واضح في الاراء. ورغم تنفيذ حكومة الولاية لاكثر من مائة مشروع خدمي وتنموي، الا ان هناك من يعتبر ماتحقق اقل من طموحات مواطني الولاية ،وان المشروعات التي تم انفاذها لم تخاطب جذور الأزمات الحقيقية بالولاية ،مستدلين بمعاناة السكان في توفير مياه الشرب وضعف الخدمات الصحية والتعليمية ،وفي هذا الاتجاه يذهب رئيس حزب الامة المتحد عبدالله محمد جمعة بان الولاية وطوال السنوات الثلاث الماضية لم تشهد جديدا وان اوضاع المواطن تمضي نحو الاسوأ . وقال ل«الصحافة» ان مشاركتهم في السلطة بالولاية لاتعني قفزهم فوق اسوار الحقائق الماثلة بالنيل الأبيض ،التي توضح ان الولاية ظلت تشهد ترديا وتدهورا واضحين ،مرجعا السبب الي بعد المسؤولين عن قضايا المواطنين وتجاهل ارائهم ،وزاد»لايوجد تواصل بين المسؤولين والمواطنين ،لذا الثقة معدومة»،لافتا الي ان غياب الابتكار وعدم وضع الخطط العلمية سبب اخر لفشل الجهاز التنفيذي لحكومة الولاية. ويعتقد المراقب السياسي بابكر الجاك ان حكومة الولاية تمضي بلا هادي ولاتمتلك خططا واستراتيجيات واضحة ،مشيرا في حديث «الصحافة» الى انها تعمل «برزق اليوم باليوم» وتغيب عنها ملامح العمل المؤسسي الذي يرتكز علي خارطة طريق محددة تستهدف من خلالها انفاذ برامج خدمية وتنموية تقيل عثرة مواطن الولاية الذي يؤكد الجاك انه ظل يفتقد الي الخدمات الضرورية ،لافتا الي ان الفوضي تضرب باطنابها دولاب العمل بالنيل الأبيض ،معتبرا غياب الوالي المتكرر عن الولاية قد القي بظلاله السالبة علي مجمل الاوضاع،ويلفت الي انه ورغم مرور ثلاث سنوات علي الانتخابات فانه لم يف ببرنامجه الانتخابي في العديد من المحاور خاصة تلك المتعلقة بالخدمات. الا ان للامين امانة الاعلام بالحزب الحاكم الطيب النيل وجهة نظر مخالفة حيث يؤكد وجود مؤسسات قوية وفعالة بالولاية ،دامغا الذين يتهمون حكومة الولاية بالفشل باصحاب المنطلقات الشخصية الذين قال انهم عندما لم ينالوا حظهم من «كيكة السلطة» نشطوا في التقليل من جهد الحكومة،مؤكدا في حديث ل«الصحافة» ان هناك الكثير من الانجازات التي لايمكن ان تخطئها العين او تتجاوزها ،كاشفا عن ان تغطية الكهرباء وصلت الي 85% من الولاية وانه بنهاية هذا العام ستغطي هذه الخدمة كل قري ومدن بحر أبيض ،معتبرا ان ماتحقق في محور مياه الشرب لم تصل اليه اي حكومة منذ الاستقلال ،موضحا ان خدمات التعليم والصحة شهدت تطورا لافتا بتشييد عدد كبير من المدارس والمستشفيات ،الا انه يقر بوجود عقبات في المشاريع الزراعية خاصة مشروع الملاحة الذي توقع ان يبدأ العمل فيه خلال شهر اغسطس ،نافيا ان يكون هناك تململ وسط قواعد الحزب الحاكم التي اكد ان اعدادها تمضي في زيادة وذلك علي اثر المشروعات الكبيرة التي نجح المؤتمر الوطني عبر حكومته في تحقيقها ،معلنا تحديهم لحزب الامة القومي في حالة قيام انتخابات حرة ونزيهة في ان يحصل ولو علي دائرة واحدة ،ويأتي تحدي امين الاعلام بالوطني لحزب الامة من واقع تسجيل رئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي اربع زيارات للولاية خلال هذا العام حظيت بتفاعل من المواطنين. واذا كان مواطنو الولاية قد تباينت اراؤهم حول اداء حكومة الشنبلي فذات الامر ينطبق علي الوالي المكلف بابكر شنيبو الذي ظلت طريقته في ادارة الولاية عند غياب الوالي مثار جدل ،فهو يعتبر من اكثر الدستوريين بالنيل الأبيض بجانب الشنبلي بقاء في السلطة حيث تولي كل الحقائب الدستورية ويجلس حاليا علي رأس وزارة التخطيط ،وحظيت مواقف للرجل باهتمام بالغ ووجدت حظها من التداول والتباين في الاراء ،كما اثار طوافه الليلي مع الاجهزة المختصة لضبط الخارجين عن القانون تعجبا واعجابا في ذات الوقت ،ففي الوقت الذي يري البعض انه يريد من وراء ذلك الثأر لنفسه بعد حادثة السرقة التي تعرض لها قبل اشهر ،ينظر اخرون باعجاب الي اهتمامه الشخصي بأمن المواطنين ،وكذلك قابل الشارع فرضه للانضباط في امانة الحكومة خاصة المتعلق بالحضور باستهجان واستنكار للطريقة التي اعتبرها الكثيرون مهينة ،فيما نظر اخرون لتصرفه من منطلق قيامه بمهامه حتي وان كانت الوسيلة غير مألوفة ،كما قوبلت ادارته لاجتماع المكتب القيادي للحزب الحاكم بتعجب لجهة انه ليس عضوا ولايملك حق حضور الاجتماعات حتي ان عضوا في المكتب طالب بابطال القرارات التي صدرت من خلال الاجتماع الذي اداره شنيبو لعدم قانونيته ،ويشير مصدر الي ان الوالي المكلف صاحب مجهودات مقدرة وانه نجح في ادارة الولاية باقتدار في ظل الغياب المتكرر للوالي ،الا انه يعتبر طريقة تعامل شنيبو الحادة هي التي تثير عليه البعض،مرجعا تمتعه بصلاحيات واسعة الي حرص الوالي الشنبلي رد الجميل لشنيبو الذي وقف معه في الحملة الانتخابية رغم تحفظات المركز عليه بسبب ميله الي الخلافات. ويعود بابكر الجاك ويتساءل عن الجهة التي يستمد منها الوالي المكلف قوته المخولة له الانفراد بالقرارات ومصادرة صلاحيات الوزراء الاخرين ،معتبرا ان هذا دليل واضح علي عدم وجود مؤسسية تعمل بها حكومة الولاية ،الا ان امين امانة الاعلام بالوطني الطيب النيل ينفي انفراد شنيبو بالسلطة ،ويؤكد ان حكومة الشنبلي متجانسه ومتماسكة. ويري المحلل السياسي عبدالقادر مكي ان دولاب العمل بالولاية يمضي بنسبة جيدة رغم غياب الوالي ،مشيرا في حديث «الصحافة» الي انه بقدر وجود اخفاقات في اداء الحكومة الا ان هناك اشراقات من العدل والاشادة بها وقال انها تحسب لصالح حكومة الشنبلي ،غير ان مكي يدمغ الوالي المكلف بتكريس الفردية والهيمنة ،ويقول ان الولاية ماتزال تعاني في الخدمات خاصة الصحة والكهرباء ،ولم تشهد التطور الذي يأمل فيه المواطنون.