شاهد بالصورة.. ناشطة سودانية تسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد ظهورها الأخير: (كدي خلي الفاشر اجري حصلي نفسك بحقنة "بوتكس" ولا أعملي "فيلر" لانه وشك من التجاعيد ح يقع منك)    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    النائب العام للسودان في سجن الدامر    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تراجيديا الواقع ودراما النتائج
نشر في الصحافة يوم 04 - 05 - 2013


يؤدي التعرض الى الطرق المتعددة في التفكير
في مشكلة من المشكلات الى زيادة ادراكنا وبذا تتسع نقاط الاتفاق وهذه هي الخطوة الضرورية الاولى نحو اتفاق اوسع
هل تكسب الإنسانية معركتها - ص 32
«1»
في سياق دراما اضطراب السودان، شكل التوتر السياسي منذ بداياته في عام 3891 واقعاً مريرا في جنوب كردفان، فقد تجاوز الصراع صورته القبلية التي ترجع في جذورها الى عام 4691م الى صراع السلطة والثروة، وليس بعيداً عن ذلك ضم منطقة كاكا التجارية الى اعالي النيل.. وظهور حركة الزنوج الاحرار، وبدايات عمليات التدريب العسكري في منطقة كادوقلي وسط قبائل المورو، ولن تبدو فيما بعد ظاهرة المليشيات وتتبعها مواجهات منطقة رشاد في كرندي 4891 القردود 5891 والحلوف 6891 وام عدارة 9891م ثم عمليات التخريب في ريفي تلودي 5891م، والتوسع بعد ذلك في مناطق الدلنج ولقاوة، ولم تخل هذه المواجهات من انتهاكات صريحة لامن المواطنين بترويعهم وقتلهم ونهب ماشيتهم وتخريب مزارعهم: كان الصراع ظاهراً بين النخب الحاكمة في الخرطوم والقيادات السياسية والعسكرية في جبال النوبة، على تفاوت في الدرجة، بين الحوار السياسي والتصعيد العسكري وسياسات الاستيعاب الثقافي، ودون دخول في الاسباب التي ادت للسيناريو الماثل، فانه ارث ثقيل يبدأ بالسياسات الاستعمارية، ويمر بحركة التطور السياسي في البلاد عبر الغياب لادارة أزمة السلطة والثروة، والذي مارسته السلطات السياسية المتعاقبة، بالاضافة الى ضعف وسلبية كثير من نخب المنطقة في الدفاع عن قضاياهم المحورية والتصدي لشرح مسألتهم وانتشار السلاح وضعف او غياب الخطاب الاعلامي الرشيد.
ارتبطت النخب التي اختارت المواجهة العسكرية، مع انظمة الخرطوم على اختلاف الوانها السياسية بالحركة الشعبية في جنوب السودان على النحو المعروف، عسكريا وسياسيا وهو تحالف كان له دوره في تطور الصراع السياسي والعسكري الذي انتهى باتفاقية نيفاشا 5002م. بانفصال جنوب السودان وفقا لنصوصها ونصوص دستور 5002م الانتقالي ولتبقى مناطق أبيي وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان رهينة بذات نصوص تلك الاتفاقية ونصوص دستورها، وكان للانفصال تداعياته العسكرية والسياسية والاقتصادية سواء على دولة جنوب السودان او السودان الاصل بما فيه من بؤر الصرارع التي جسد اهدافها ووسائلها في تنظيم قطاع الشمال ويهم ابتداءً ان نؤكد في هذا المقال - ان جنوب كردفان وهي تعاني في الاصل من غياب التنمية قد تعرضت بسبب الصراع العسكري الى كم هائل من الخسائر البشرية.
ضرب مدمر لكل مراكز التنمية والبنى التحتية الثروة الحيوانية، والمشاريع الزراعية، العقارات والمنقولات المستشفيات.
٭ توقف للعملية التعليمية وتدمير المدارس.
٭ عملية نزوح قسري الى المركز والولايات المجاورة.
٭ انفتاح باب الهجرة واسعاً للجوء السياسي في الغرب وفي مصر وما يتبع ذلك من حراك باتجاه الصراع الدائر في السودان.
٭ قفل كثير من الطرق البرية.
«2»
جبال النوبة كغيرها من مناطق السودان، لها خصوصيتها الثقافية والاثنية ولكنها وفي ذات الوقت تقوم على التعدد القبلي في داخلها ويبنى واقعها الاجتماعي الانصهار نسباً ومصالحا والذي يجمع بين قبائلها اكثر وابقى من الذي يفرق وهي بعد جزء محوري من نسيج الوطن الكبير وتاريخه السياسي وارثه الاجتماعي والثقافي ولان التعدد الاثني والثقافي اصبح هو السمة المميزة للدولة اليوم، فان ادارة التنوع تمثل المدخل المطلوب والمشروع يحقق الاستقرار السياسي والاقتصاد ي من خلال القراءة الموضوعية لمعادلة السلطة والثروة، ولقد اتفق علماء السياسة والاجتماع على ان ظاهرة التعدد الاثني والثقافي ذات حدين: اما ان تكون مصدرا للاثراء الفكري والسياسي والاجتماعي، متى احسن الاستخدام او ان تكون سببا خطيراً من اسباب الانزلاق للفوضي والحرب الاهلية. فعلى المستوى العالمي اندلعت الكثير من الحروب المدمرة بنتائجها القاتلة بسبب الصراع الاثني والثقافي، وكان ذلك من اسباب موت الملايين واسباب المجاعات والامراض والنزوح والهجرة واهدار الموارد المادية وتدهور صحة البيئة وانتشار الجرائم، وبعد ذلك تفكيك هذه الدول واشعال نيران الفوضى، من الدول المجاورة وقديما اورد «ابن خلدون» في المقدمة ان الاوطان الكثيرة القبائل والعصائب قل ان تستحكم فيها دولة والسبب في ذلك اختلاف الآراء والاهواء، وان وراء كل رأي منها هوى وعصبية تمانع دونها، فيكثر الانتقال على الدولة والخروج عليها في كل وقت وان كانت ذات عصبية لان كل عصبية ممن تحت يدها تظن في نفسها منعة وقوة» ، ولقد اشار كثير من الكتاب الى وقائع تدعم هذا الرأي الثاقب فقد تعرضت افريقيا اخيرا الى احساس طاغ بالعصبية الاثنية المسيسة، ففي انتخابات اثيوبيا 5991م خاضت الاحزاب السياسية وحركتها على اساس قبلي وديني وانتشرت الاحزاب التي تطالب بالانفصال عن الدول الام ، ويلاحظ ان الدستور الاثيوبي قد منح المكونات السياسية والاجتماعية للدولة الام حق تقرير المصير، وارى ان المشورة التي نص عليها اتفاق نيفاشا واكدها الدستور الانتقالي لسنة 5002م لم ولن تكون بنياناً ثابتاً ، فالمتغيرات الدولية والاقليمية والمحلية تتجاوز وبالضرورة مثالية نفي الاتفاقية لما تتجاوز قداسة الدستور، فللواقع احكامه وضروراته ، والسياسة رهينة وفي كل الاحوال بالنظر الثاقب والمرونة، يبدو طبيعياً ان ينسب الصراع conflict بانواعه ودرجاته المختلفة في الدول متعددة الاعراق والثقافة، والصراع حقيقة من حقائق التعدد السياسي وهو تعارض في المصالح تختلف اساليبه ونتائجه، ومن المفروض نظريا الوصول الى حل النزاع سلمياً وان كانت المواجهة العسكرية في كثير من الاستراتيجيات وسيلة لذلك، والصراع في ذلك السياق هو تنازع في الارادة الوطنية ناتج عن الاختلاف في دوافع الاطراف بمعنى آخر، هو حالة من حالات التعارض التام او الجزئي للاطراف، ولقد يرتبط الصراع في كل مراحله بمفهوم كل طرف لمعنى العدالة JUSTICE ولقد تقيض ذلك التحديد الاستراتيجي ابتداء بما لكل طرف من حقوق WHAT IS OVERS OR SVE TO US AND WHAT IS THEIRS OR FVE TO THEM
وبعد فان التنازع الناتج عن الاهداف الاستراتيجية والدوافع والتصورات والتطلعات والامكانات هو الذي يؤدي الى وجهات النظر المخالفة، ولا تبدو كثير من النزاعات الداخلية، التي وصلت مرحلة رفع السلاح بعيدة عما توصلت اليه التجربة البشرية في حل النزاعات.
٭ التسوية السلمية.
٭ وسائل القسر دون اللجوء للمواجهة العسكرية.
٭ وسائل الاكراه باللجوء للمواجهات العسكرية.
ولقد يبدو مهما ان نؤكد ان ذات التجربة الانسانية في مجالات النزاعات الداخلية قد ادت الى التدخل العسكري، من قبل منظمة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بسبب تهديد الامن والسلم، دولياً واقليمياً وهي نتيجة لها، ما بعدها من نتائج مركبة، وبعد فان معيار نجاح المفاوضات هو في تجنب استخدام العنف، واذا كان قد سبق ان بدأ العنف فنجاح الدبلوماسية هو ايجاد نهاية له والبدء في ايجاد حل وسط بعد ايجاد الحد الادنى من المصالح المشتركة للطرفين. والنهاية المثلى والمطلوبة للمفاوضات هي الوصول الى اتفاقية ملزمة، واذا كان الحوار هو طريق الدبلوماسية، وحسنا فعلت وزارة الخارجية السودانية في بيانها الذي ادان انتهاكات قطاع الشمال في جنوب كردفان ابو كرشولا، وشرق كردفان ام روابة والله كريم والسميح، فقد اكدت على قيمة العودة لطاولة المفاوضات: هذا الحوار فيما يرى الدكتور هينري كيسنجر ليس حديثاً كله على مائدة المفاوضات او بالاتصال المباشر او غير المباشر اذ قد يكون ايضا حوارا في ميادين القتال.. فالمواجهات الخاطفة.. هي حوار ساخن يتخلل فترة المفاوضات او يسبقها وهي مدرسة تمزج القتال بالحوار او العكس ولقد تم التعبير عنه بمقولة TALK/TALK/FIGHT/ FIGHT واذا كان فانه لا بد من ان نكون قادرين على السلام من خلال دخان البنادق والدانات.. واساليب الحرب المختلفة، وعلى ذلك، فان الاستعداد العسكري الحاد «النفسي والمادي» يرتبط تماما. بالقدرة والاستعداد للتفاوض ويعجبني في هذا المقام قول كيسنجر ان السياسة الواقعية هي التي تراعي الظروف وتقدرها وتبعد عن الاماني والاحلام وتعمل جاهدة على خلق المناخ الصالح لعملها وتحركاتها.. وهي التي تعرف انه ليس عدو دائم او صديق دائم ولكن هناك مصلحة دائمة، "كيسنجر والصراع الدولي، دار الطليعة بيروت ص 622" . ويبدو لي من خلال اعمال نظرية كيسنجر في التفاوض ان ثمة عاملين اساسيين يتعلقان بمدي النجاح في التفاوض. قوة الطرفين، في ميدان المواجهة العسكرية، وهي المدرسة التي طبقها جون قرنق قبل واثناء محادثات السلام في كينيا.
مدى قدرة اي من الطرفين في التأثير على نفوذ المجتمع الدولي والاقليمي والى حد كبير المجتمع الوطني.
ولن يخرج اي اتفاق سياسي قادم ومأمول عن ان يكون ترجمة صادقة تعطي الموقعين عليه مؤشرات ونتائج الامر الواقع.
والقراءة المطلوبة، وفقا لمؤشرات الواقع: هو ضرورة النظر لمعامل التوازن المحلي والاقليمي والدولي، ولقد يبدو مسرح التاريخ والجغرافيا والانسان في السودان مهيأ تماماً.. لانعطاف حاد. يتجاوز الشعارات والغفلة الى الوعي ومسؤوليته ان يظل ما تبقى من السودان.. مستقرا وآمنا ومزدهراً.
«4»
ً٭ أصدرت "وثيقة كاودا" اربع حركات مسلحة هي حركة العدل والمساواة "جبريل ابراهيم" وحركة جيش تحرير السودان "اركو مناوي" والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال وحركة جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور، ويلاحظ ان حركتين اساسيتين في هذا التحالف كانتا في تحالف سلطوي، مع حكومة الخرطوم: الاولى بناء على اتفاقية ودستور 5002م الانتقالي التي انتهت ان تقرر مصير جنوب السودان في 9 يوليو 1102م، اما الثانية فقد استبدت في مشاركة على اتفاقية ابوجا 6002 بضغط مباشر من زوليك استهدفت الحركات الاربع.. اسقاط النظام السياسي في الخرطوم بالقوة العسكرية وتأسيس دولة جديدة على انقاضه.. وتبع ذلك على ارض الواقع استعدادات عسكرية وسياسية ونفسية واستقواء خارجي بين وواضح ومضى الى تلك الوجهة بعض القوى السياسية المعارضة وثيقة كمبالا.
٭ هذا الواقع يعني في وضوح ودون مداراة:
- التصعيد العسكري المباشر في كل من دارفور وجنوب كردفان والتوسع في مسارح العمليات لتحقيق اهداف استراتيجية محسوبة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً.
- المزيد من العون المحلي، الاقليمي الدولي نفوذ معنوي، امكانات مادية.
- ضرب اي نوع من انواع التقارب مع دولة الجوار بصفة اساسية جنوب السودان.
- شل وتفكيك وعزل النظام السياسي عن منظومة القوى الاجتماعية.
- اعلاء سقف المشورة وتجاوزه الى ما يمكن ان يكون انفصالا.
- ومن الجانب الآخر فان الحكومة وفي هذا الواقع المر مما تثير حركة كاودا مطالبة بحكم دورها:
- بايقاف اي حراك عسكري او سياسي تقوم به الحركة بهدف عزلها وتطويق قدراتها ووضعها في حجمها الطبيعي وذلك من خلال اعمال عسكرية وهو واجب دستوري.
- اعمال سياسية.
- اعمال اقتصادية.
- اعمال دبلوماسية.
ولعل الدور المحوري للحكومة هو مبادرتها الجادة الى تحقيق الوحدة الوطنية، في فهمها الاوسع، كترياق موضوعي لاي استهداف او استدراج لاي تفكيك او تمزيق ينذر بالفوضى، ولقد يبدو مهماً التأكيد على ان اغلب القوى السياسية قد تميز -الوعي والمسؤولية - فقد ادانوا وشجبوا كل محاولات الانتهاك العسكري الذي يمارسه تجمع كاودا ويبدو ما حدث قبل ذلك في هجليج دليلا ناصعاً على وعي الحركة السودانية السياسية والاجتماعية ، ولقد تبدو مهما الاشارة الى تطورات احداث دارفور والتي انتهت بتدخل القوات الاممية والاقليمية والعسكرية، اذ ان الباب يظل مفتوحا لمثل ذلك التدخل حسبما سمى بالشرعية الدولية فالسيادة الوطنية المطلقة لم يعد لها وجود لتصريح كوفي عنان في افتتاح الجمعية العمومية للامم المتحدة رقم 45 بتاريخ 2 سبتمبر 9991م تبدو اهداف جماعة كاودا في ضرب اب كرشولا السميح، ام روابة، الله كريم، واضحة للعيان والعقل وتتمثل في عدد من الرسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية:
- القدرة على الضرب المفاجئ وصار هناك ادب ماثل في الهجوم على الفاشر 3002م ود بندة 8002م ام درمان 8002، ازمل 1102 فوجة ابريل 3002م ابو كرشولا، السميح ،ام روابة، الله كريم ابريل 3102م.
- الايحاء بعدم استقرار الوضع السياسي في السودان وبالتالي افشال مشروعات الاستثمار والسياحة.
- ضرب الثقة في الخرطوم ابان انعقاد مؤتمر الاحزاب الافريقية 72-82 ابريل 3102م.
- التأكيد على غفلة المسؤولين في المناطق التي تم ضربها وهو ما هز الثقة بالفعل.
- شل حركة عملية التنمية باشاعة الفزع والبلبلة وضرب المواقع الاستراتيجية.
للمسألة الكثير من الابعاد مما سوف نتعرض له تفصيلاً ان شاء الله.
ملاحظات ليست عابرة:
٭ من حيث اليقظة كيف نفهم معرفة سلطة شمال كردفان بالتحرك العسكري حسب تصريحات والي شمال كردفان ومباغتة الهجوم على ام روابة، وهي شريان اقتصادي.. يدخل في حسابات اي مبتدى في مجال السياسة والاستخبارات والاقتصاد.
٭ جنوب كردفان باكملها منطقة عمليات.. كيف فات على قواتها العسكرية والاستخباراتية والسياسية الاستعداد العسكري اهي الاشجار ام الطرق الوعرة التي سلكتها الحركة التي اعمت الابصار وسدت الآذان.. ثم هل لم يبلغ الاهالي باي تحركات مشبوهة.
٭ استطيع ان اسمع خطاب اي مسؤول، والي او دون ذلك، يأتي لموقع الاحداث بعد انتهائها فالسيناريو، هو اللبس العسكري والعصا الصغيرة والحديث الفاتر عن المعونات القادمة والجاهزية ثم العودة لخلع اللبس العسكري والاستمرار في دوامة صراعات السلطة والثروة، لبعض هذا النموذج اقول:
للناس عقول.. وذاكرة والطابور الخامس مصطلح اهترى تماما وصار نكتة بايخة.. لماذا لا يحددون بالاسم ويقدمون للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى هل التقصير والاهمال يدخل قانونا في تهمة الطابور الخامس دون وعي.
٭ تميزت مذكرة وزارة الخارجية السودانية بالوعي السياسي وتجاوز الانفعال والعبارات الرنانة.. مبروك هذا من ناحية ومن الناحية الاخرى فان حركة كاودا قد خسرت كثيرا كثيرا.. وهي تبحث عن حلول لقضيتها.
٭ اجتماع محمد مركزو عضو وفد الحكومة المفاوض.. باديس ابابا مع ياسر عرمان رئيس وفد كاودا وهو فعل انتهى الى تأكيد ياسر بانه للاسف ما في غير كدا.. وهي عبارة توحي بقفل الطريق امام اي محاولة للعودة الى مائدة المفاوضات والمفروض انه لا حرب بدون نهاية.
٭ في رد فعل مشروع.. كان لاهل ام روابة حقهم في التعبير عما حاق بهم من اذى بسبب التقصير.. هل يقدم الجهاز التنفيذي نقدا مطلوبا في اطار الدروس المستفادة والاعلام، التلفزيون، والاذاعة، كان في حالة هلع وخلعة فانهالوا على مسامعنا وعقولنا واذاع بعضهم ما يحدث على طريقة مباراة كرة القدم شيئا من الاعلام المنهجي.. وقواعد البيانات موجودة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.