٭ أذكر في مكتبي بصحيفة «الحرية» عام 2002 جمعتني مع الأخ الحاج وراق -اعاده الله للوطن سالماً غانماً- والأخ الراحل حسن ابراهيم «ماندلا» رحمه الله، جلسة عابرة تناولنا فيها كالعادة الهم العام وحال السياسة في العالم بقيادة اميركا وتحرشاتها بالعراق وبغير العراق.. وتحدثنا بالطبع عن حالنا.. عن السلام ومفاوضاته.. في كارن وفي داخل الكيانات السياسية، وتحدثنا عن اميركا واسلوبها مع أصدقائها وكيف أنها تعيب على المانيا التي آزرتها في الحرب وعن فرنسا التي نتوقع أن لا ترفع صوتها.. ٭ تحدث الاخ حسن ماندلا عن اسلوب بعض الحيوانات في معاركها من أجل البقاء.. حكى قصة الصبرة التي عندما يضيق عليها الحصار.. تضرب بذيلها شمالاً وتتجه يميناً حتى تخدع كلب الصياد الذي يتجه ناحية الذيل، وحكى عن الضب الذي يترك ذيله ليشغل من يتعقبه وينفذ وهو على يقين بأن ذيله سينمو.. وحكى أيضاً عن الصقر الذي اختطف السوسيو وطار به عالياً وسأله عن اخوته وعددهم ولما أجاب بأن اخوتي اربعة وانا خامسهم قال له انت لم تعد معهم. ٭ تداولنا هذا الحكي وهذه الحالات واسقطناها على الواقع السياسي على الصعيد العالمي والمحلي.. واسترسلنا حتى وصلنا الى كليلة ودمنة وحكمة ابن المقفع في ترجمة ذلك السفر المهم حتى وصلنا إلى جورج أورويل ومزرعة الحيوان.. وانتهت الجلسة العابرة ولم ينته تفكيري في هذا الامر.. أمر الصبرة والضب والصقر. ٭ أذكر يومها ذهبت الى مكتبتي أبحث عن كتاب مزرعة الحيوان لجورج اورويل.. حتى اعيد قراءته وسط متابعتي لاخبار المظاهرات المليونية التي تعارض وترفض الحرب في حد ذاتها فالمناخ العام كان ينذر بالحرب ومزرعة الحيوان كانت من اولى معالجات أمور الحياة بعد الحرب العالمية الثانية وظهور المعسكر الاشتراكي. ٭ لم أجد الكتاب وحزنت كثيراً على لحظات ضاعت مني ولكن قبل ان ابرح وقفتي تلك وقعت عيناى على كتاب متمردون أدباء وفنانون للدكتور محمود السمرة تذكرت فجأة ان من ضمن الادباء المتمردين الذين عرض لهم دكتور السمرة جورج اورويل وقرأت ما قاله دكتور السمرة. ٭ نويت أن أكتب عن مكانة الحيوانات في الأحاجي السودانية.. عن العصافير وعن الأسد والنمر.. وعن.. وعن وما أن أمسكت بالقلم واذا بحكايات المرحوم حسن ابراهيم تقفز الى سنة القلم وملأ الأفق أمامي السؤال الكبير هل الحيوانات تعرف الخداع؟ وهل الانسان تعلم منها هذه الخصلة القبيحة؟ هذا مع تحياتي وشكري