الخرطوم : هند رمضان : فاطمة رابح : اتهمت الحكومة، رسمياً حكومة جنوب السودان بدعم قوات الجبهة الثورية التي هاجمت منطقتي أم روابة وابو كرشولا اخيراً، وأبلغت عبر وزارة الخارجية ممثلي حكومات الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج بتفاصيل هذا الدعم. وحذّرت من ان مثل هذه التصرفات يمكن ان تعيق عملية التطبيع مع الجنوب وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة معه. ووعد ممثلو هذه الحكومات بحث حكومة جنوب السودان على الكف عن تقديم مثل هذا العون لمتمردي السودان. يأتي ذلك في وقت رفعت فيه اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين دولتي السودان، وسط تباين التسريبات والتصريحات عن نتائجها،فبينما قالت الحكومة السودانية انها وضعت حلولاً حول الترتيبات الأمنية،قال مصدر جنوبي ان اجتماعاتهم وصلت الى طريق مسدود. واستدعت الخارجية امس كلا من: القائم بالأعمال البريطاني ، القائم بالاعمال الامريكي والسفير النرويجي كلا على حدة. وكشف وكيل وزارة الخارجية ، رحمة الله محمد عثمان، للسفراء ما ثبت من دعم جمهورية جنوب السودان للحركات المتمردة التي هاجمت اخيراً منطقتي أم روابة وأبوكرشولا . وأكد رحمة الله رفض الحكومة لمثل هذا العمل العدائي والذي من شأنه التأثير سلباً على العلاقات بين البلدين. وقال انه يمثل تهديداً مباشراً للجهود المبذولة حالياً للتطبيع وتطبيق الاتفاقيات الموقعة . من جانبهم، أعرب السفراء عن تقديرهم للجهود التي تبذلها الحكومة من أجل الاستقرار بين الدولتين بجانب تأكيد رغبتهم في التواصل مع دولة جنوب السودان للكف عن مثل هذه الأعمال لضمان سير عملية السلام بين جمهوريتي السودان وجنوب السودان . وفي سياق ذي صلة اعلن مقرر الآلية السياسية الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان ان اجتماعات الخرطوم، وضعت حلولا حول الترتيبات الأمنية وعملية الدعم والإيواء وقالت ان روحا من الجدية سادت الاجتماعات الحالية ، وقال معز فاروق في تنوير اعلامي عقب المباحثات المشتركة بالخرطوم، امس، ان المباحثات ستتواصل حول الترتيبات الأمنية وأنه من المرجح عقد اجتماع لها في جوبا في 22 مايو الجاري . من جهته، اعرب رئيس هيئة الاستخبارات بالجيش الشعبي عن انزعاجه من الاتهامات التي تحدثت عن دعم جوبا للجبهة الثورية، نافياً صحة هذه الاتهامات، وبحسب مصدر فإن الاجتماعات التي استمرت يومين بالخرطوم وصلت الى طريق مسدود وتوقعت تدخل الوساطة الافريقية لتقريب وجهات النظر وانقاذ اتفاق التعاون من الانهيار. وعقدت اللجنة الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان اجتماعها الأول بالخرطوم برئاسة رئيسي الاستخبارات العسكرية في الدولتين، وذلك للنظر في الشكاوى والإتهامات التي تشكل خرقاً لمذكرة التفاهم حول عدم الاعتداء والتعاون الموقعة . وسادت الاجتماع روح الجدية والشفافية والرغبة الأكيدة في بناء الثقة وفقاً للإرادة السياسية المتجددة من رئيسي البلدين لحل جميع الموضوعات ذات الاهتمام المشترك دفعا للمصالح الاستراتيجية المرتبطة بين البلدين . وتم خلال الاجتماع التأمين على اختصاصات اللجنة الأمنية المشتركة (JSC) كما تم تبادل واستعراض الأطراف للشكاوى والاهتمامات وقدم كل طرف دفوعاته في الإدعاءات الموجهة من الطرف الآخر . وبعد النقاش المستفيض وتبادل الآراء والأفكار حول الاهتمامات والشكاوى والتي يمكن أن تشكل تهديدا لسير الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، خلص الاجتماع الى رفع توصياته للرئيسين المشتركين للآلية السياسية والأمنية المشتركة .