: حارس مرمى المريخ عصام الحضري عندما حاصرته إدارة المريخ باستجواباتها لسفره إلى القاهرة دون إذن وتأخره في العودة إلى الخرطوم برر ذلك في إحدى تصريحاته الصحافية فقال : « أمي آلتلي ما ترقعش السودان »..! وبعد انقطاعي عن الكتابة وغيابي الطويل عن هذه المساحة الرحبة أجد نفسي على خطى الحضري أقول لقرائي الأعزاء : « أمي قالت لي تاني ما تكتب » وقد يقول قائل ما شأن أمه بما يكتب.؟ لكن في الواقع إن كل أم تقلق ان رأت أحد أبنائها يرد موارد التهلكة، وهي ترى « نبش» السياسيين يجر المرء إلى الندامة. وقد يكون رأيها فيه الخير لي لأنني لاحظت متابعة الشأن السياسي في السودان بات يصيبني بهبوط وإعياء يلازمانني طوال يومي ويؤثر على الصحة العامة. هذه نتيجة متابعة السياسة .. فما بالكم بالكتابة فيها.؟! إذن الكتابة يمكن « تلحقني أمات طه قبل أواني »..! أمي .. أعرف حجم القلق الذي يضطرب له فؤادك كلما رأيتي اسمي مدبجاً بما نريده لهذا الوطن وأنتي تعلمي انه ليس لي حزب أتحزب في صفوفه سوى حزب الغلابة.. المصطلين بهجير الشموس بحثاً عن اللقمة الحلال لأبنائهم ..الذين لا يعرفون عن السياسة شيئا سوى حفنة سكر أو قطرة زيت «تسكّت » جوع الأفواه. ليس بيدي شيء أقدمه لأحد سوى الكلمة التي ترسم ابتسامة على وجه محزون أو تعيد الأمل لقلب محروم أو الدعاء مع من بات على وسادة من جمر الظلم يلعن في سواد الليل ظالمه ولا أملك له بعد الدعاء سوى قلمي ومدادي وأحياناً دموعي..! الأمهات يا أمي، يقدمن أغلى ما لديهن في هذه الحياة لتعلى قيم سامية ومبادئ تبقى ما بقيت الإنسانية. وإن كان سهمنا في ساحات الوطن الشاسع مدادنا فهو أضعفه وأهونه بل وأخجله. فهناك من فقدن فلذات الأكباد وحنايا الصدور في قضايا عامة دون أن يسمع بهم أحد.؟ وطلبك على بساطته إلا انه يدل على قراءة واقعية لحرية الصحافة في بلادنا، حيث صنف السودان البلد رقم 140 في حرية الصحافة. وهو تصنيف بطبيعة الحال متأخر جداً في بلد كان رائداً في هذا المجال. عموماً لا عليك يا أمي من هنا ولاحقاً أقول لك سمعاً وطاعة سأجفف قلمي من مداد السياسة وأكتب عن الأخبار الفنية لندى القلعة ومونيكا وأفراح الشعب حتى تكوني راضية ومبسوطة مني أكثر من انبساط «الشريف » نفسه.