تقرير: حمد الطاهر: يبدو ان قيادة الحزب الحاكم ارادت التأكيد علي وعودها السابقة الرامية الي تمكين الشباب وافساح المجال امامهم واسعا لاحتلال مناصب عليا بالاجهزة السياسية والتنفيذية تتيح لهم احداث تغيير وضخ دماء جديدة وافكار متطورة في شرايين الحزب والحكومة. حيث طالب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الدكتور الحاج ادم يوسف «كل الذين تقدم بهم العمر في اجهزة الحزب والدولة افساح المجال للشباب اينما كانوا « ،مبينا ان الشباب هم الطاقة التي تصنع التغيير في الحاضر والمستقبل وزاد:»نعول عليهم ان يكونوا قادة البلاد علي جميع المستويات»، و نبشر بان الشباب السودني لهم المستقبل «. واكد يوسف دعم الحزب لشبابه في اتجاه حواراتهم مع شباب القوى السياسية الاخري ،وقال ندعم ونشجع هذه الجهود ،واشاد بمشروعات الشباب ،مبينا انها غطت جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية ،وانها تستهدف جميع قطاعات المجتمع وليس عضوية الحزب وحدها . تأكيدات نائب رئيس الجمهورية المتعلقة بتمكين الشباب سبقه اليها عدد من قيادات الدولة والحزب وعلي رأسهم الرئيس عمر البشير الذي مضي بعيدا في انحيازه للتغيير وهو يعلن عدم رغبته الترشح لدورة رئاسية قادمة وذلك لافساح المجال لوجه جديد ،الا ان توقيت تأكيدات نائب الرئيس يري البعض انها لم تأت في الوقت الملائم، ويعتقدون ان الظروف التي تمر بها البلاد تستوجب الحديث عن ضرورة حشد الدعم للوقوف خلف القوات النظامية وليس التلويح بحوافز السلطة والمشاركة للشباب ،واصحاب هذا التيار يعتقدون ايضا ان تداعيات ثورة الاصلاحيين دفعت قيادة الحزب للتقرب من الشباب لطمأنتهم ان ثمة تغيير قادم وانهم سيحظون بفرصتهم في المشاركة ،ويستبعد هؤلاء اجراء المؤتمر الوطني لتغيير شامل يطال عددا من القيادات المؤثرة ،فيما ينظر اخرون الي حديث نائب الرئيس من زاوية ايجابية ويعتقدون ان التململ الذي يسود اوساط الشباب لابد ان يجد علاجاً سريعاً يتمثل في الاستجابة لمطالبهم ،المتمثلة في اتاحة الفرصة لهم ليشاركوا في الحكم،وذلك لانهم يمثلون قوة الحزب الحقيقية. وحول التشكيك في قدرة الوطني علي اجراء تغييرات تطال من وصفهم نائب الرئيس بالذين تقدم بهم العمر ،يرفض نائب امين امانة الشباب بالمؤتمر الوطني عبيد الله محمد عبيد الله هذا التشكيك ،كاشفا عن تغييرات وشيكة داخل اجهزة الحزب والدولة لصالح قطاعات الشباب، وقال هنالك دورة تنظيمية ،بنهايتها سيكون هناك تغيير حقيقي في اجهزة الحزب ،واكد عبيد الله رغبة رئيس الجمهورية عمر البشير في احداث تغيير لصالح الشباب في المرحلة القادمة، وقال ان الرئيس البشير اكد في اكثر من موقع بان نهاية الدورة الرئاسية ستشهد تغييراً في جهاز الدولة لصالح الشباب ، وطالبهم بتحمل المسؤولية والاستعداد للمرحلة القادمة ،مبينا بان هنالك قيادات ظلت في مناصبها لفترات طويلة دون ان يطالها التغيير. ويبدو رئيس قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم عبد السخي عباس عبد السخي من الذين يرفضون اجراء تغيير في الوقت الراهن ،ويشير في حديث ل» الصحافة « الى ان الوقت الان غير ملائم لمثل هذا الحديث ،لافتا الي ان القضية الان ليست من يقود الحزب او الدولة ،بل تتمثل في الاصطفاف للذود عن الوطن . قد تكون رياح التغيير التي انتظمت بعض الدول العربية،وبروز اصوات تنادي بالاصلاح داخل الحزب الحاكم ،دفعت قيادة المؤتمر الوطني الي التفكير الجاد في اشراك الشباب ،وهنا يعود رئيس قطاع الفكر بالمؤتمر الوطني بالخرطوم ،ويشير الي ان تمثيل الشباب في الاجهزة السياسية والتنفيذية ليس بالمستوي المطلوب،الا انه يصفه «بالمقبول « الذي لم يسبق ان حدث في الحكومات السابقة،مشيرا الي ان الشباب بات قطاعا كبيرا ومؤثرا ،وانه ليس من الضروري ان يكون «معتمدا او وزير « ،بل يساهم في مجالات كثيرة تخدم قضية الوطن. تنحي الذين تقدم بهم العمر دعوة اطلقها نائب الرئيس ،وهي في نظر البعض تصب في مصلحة تقوية الحزب والدولة ،الا ان اصحاب هذا الرأي يرون ضرورة الاهتمام بالخبرات وعدم اغفال ادوارها التي تلعبها ،وهنا يشير عبدالسخي الي ان السياسة والعمل العام يتطلبان « زول عندو طاقة « . وزاد :نحن لا نغفل دور الخبرات ولا نطالبهم بالتقاعد ،بل يمكن للشباب الاستفاده من خبراتهم ،و لا نقول لهم ترجلوا ولكن نقول لهم «خليكم» في مراكز التخطيط ،وبالقرب من الشباب لمدهم بخبراتكم ومساعدتهم « . ويحذر عبد السخي من ان تأتي المطالبة بتنحي القيادات التي تقدم بها العمر بردود افعال عكسية ،وقال نحن لا نرغب في صراع الاجيال ،ولسنا من انصار ابعاد الخبرات ،واولئك الذين قدموا عصارة جهدهم ولابد ان تحدث عملية تواصل الاجيال بهدوء وبعيدا عن الصراعات. ويري المحلل السياسي حافظ اسماعيل في حديث ل» الصحافة « ضرورة افساح المجال في كل القوى السياسية امام الشباب،معتبرا ان هذا هو الامر الطبيعي في العمل السياسي والعام ،معتقدا ان تمسك البعض بمناصبهم رغم تقدمهم في العمر امر ليس طبيعي ويجعل الاحزاب تعتمد علي «ديناصورات» ،ولابد ان تعمل القوى السياسية علي تأهيل الشباب حتي يصبحوا مؤهلين للقيادة. واستبعد اسماعيل ان يجد نداء رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الحاج ادم يوسف استجابة من الذين تقدم بهم العمر بالحزب والحكومة ،مؤكدا علي موضوعية ووجاهة دعوة نائب الرئيس ،الا انه شكك في ان تجد استجابة من قبل الذين قال ان عقلياتهم ترفض الابتعاد عن المناصب ،داعيا الي اعمال ماتطبقه الاحزاب في بريطانيا التي يكتفي فيها السياسي بالمكوث في المنصب بالحزب لعشر سنوات فقط،ثم يتنحى لاتاحة الفرصة لغيره،قاطعا بان جزءا من أزمات السودان الحالية سببها بقاء بعض القيادات في المناصب لفترات طويلة دون ان يشملهم التغيير.