تقرير: ماجد محمد علي: اعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي ،سيد الاسم، بالولاية الشمالية عن تصدر السيد محمد الحسن الميرغني قائمة مرشحيه لخوض الانتخابات التكميلية لمنصب والي الشمالية عقب وفاة الوالي السابق فتحي خليل في حادث سير بالعام الماضي. وجاء الاعلان الجديد ليعيد الى الذاكرة الشائعات التي انطلقت قبل شهور عن وجود اتفاق تبادلي بين الحزب الاتحادي والمؤتمر الوطني، مفاده ان يسحب الاتحادي مرشحه في انتخابات ولاية القضارف ، التي ظفر بها المؤتمر الوطني بفضل عدم توافر المنافسة، على ان يفسح المؤتمر الوطني الطريق للاتحادي لوصول مرشحه، محمد الحسن الميرغني، لمقعد والي الشمالية. ورغم ان الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل قد نفى حينها هذه الشائعات، واكد ان اجهزة الحزب لم تتخذ اي قرار بعد في شأن هوية مرشحه لانتخابات الولاية الشمالية التي يحظى فيها بنفوذ كبير، فان سحب مرشح الاصل في القضارف جعل من نفي الحزب لوجود صفقة مع المؤتمر الوطني امرا قابلا للتشكيك. ورغم ان احد قيادات الحزب الكبار جدد بالجمعة ايضا «للصحافة» النفي القديم مؤكدا عدم وجود مايدفع بمثل هذا الشائعات،فانه عاد واعرب، بعد ان طلب حجب هويته، عن دهشته من تناول هذه القضية « في ظل امتلاك قواعد الحزب في الولاية الشمالية حق ترشيح من يرغبون في تمثيلهم في هذه الانتخابات، وعلى ضوء امتلاك الحزب نفوذا في الشمالية كفيل بالحصول على المقعد دون صفقات مع المؤتمر الوطني». الا ان دوائر في الحزب الاتحادي الاصل كشفت ل«لصحافة» أمس عن ان أمين التنظيم الذي ظل زاهدا في اي مشاركة في الفترة الماضية « لن يخرج عن خط الحزب الان ان تم اختياره للموقع»، مشيرة الى ان الرجل الذي كان يراهن في الفترة الماضية على عملية بناء الحزب وتدعيم اجهزته من موقع مسئوليته، وكان متشددا في هذا الشأن» اصبح على قناعة بان الاصلاح يحتاج لخطوات وانه عملية مستمرة «. وربما لهذا فان تصريحات البارحة لمشرف الحزب السياسي في الولاية الشمالية قد تعد تهيئة لاجواء الساحة قبل اعلان ترشيح مسؤول التنظيم نجل رئيس الحزب محمد الحسن الميرغني لمنصب الوالي. بخاصة وان تصريحات المشرف السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بالولاية الشمالية تفيد ان أقوى المرشحين وأبرزهم ، محمد الحسن الميرغني، يحظى بتأييد واسع من قطاعات الشباب والطلاب والمرأة، الى جانب السند من الطرق الصوفية بالولاية، فضلا عن تمتعه بعلاقات دولية واقليمية واسعة تؤهله لقيادة الولاية والنهوض بها في كافة المجالات. القيادي الرفيع في الحزب الاتحادي بالشمالية عثمان الشايقي يفسر ل«الصحافة» هاتفيا وجود ، محمد الحسن الميرغني، من بين قائمة مرشحيه الاولية فيقول « ان أمين التنظيم المركزي في الاتحادي يتمتع بمقدرات كفيلة بان تضمن مستقبلا تنمويا لهذه الولاية، فالميرغني يملك رؤية وقراءات خاصة لكيفية ادارة شأن التنمية في كل انحاء السودان ويتمتع بعلاقات دولية لافتة». ثم يضيف الشايقي بعد صمت « قد يصبح المرشح الانسب حتى لكل مواطني الولاية ،فهي في حاجة لعون في مجال البنية التحتية وقطاعات الصناعة والزراعة وهو يملك وجهة نظر دقيقة في هذا الاطار، وله رؤية وقراءات واضحة في مسألة معالجة الاختلالات في التنمية». ويشير الشايقي « المراغنة جزء من هذه الولاية ويدركون كيفية الاسهام في تنميتها، ورغم ان الحزب لم يحسم هوية مرشحه فان المؤشرات العامة تتجه لأمين التنظيم لعوامل مختلفة، منها شخصية الرجل التنظيمية وموقعه السياسي والتأييد الذي يجده من شباب الاتحاديين، فضلا عن موقع الطريقة الختمية والنفوذ الذي تتمتع به في الولاية». عضو الهيئة القيادية في الحزب، ميرغني حسن مساعد، قال ل«الصحافة» بالامس هاتفيا، ان الاتحادي لم يتخذ بعد قرارا بترشيح السيد محمد الحسن الميرغني لمنصب والي الولاية الشمالية، مبينا ان الاصل لازال يجري مشاورات لاختيار الشخص المناسب، واردف « حال اتخذ الحزب قراره سيتم اعلان الامر بصورة رسمية». الا ان ميرغني قال ل«الصحافة» ان قواعد الحزب الاتحادي في الولاية الشمالية هي من تطالب بترشيح السيد محمد الحسن الميرغني لهذا المنصب، وان لا مانع من تلبية هذا المطلب. فيما يرى القيادي الشاب في الحزب، عضو المكتب الاعلامي، الدكتور أسامة خليل بان ترشيح السيد محمد الحسن الميرغني لمنصب والي الشمالية « سيؤدى الى تفعيل مشاركة الحزب ضمن حكومة البرنامج الوطني ، لانه يعد من القيادات القوية التي يمكن ان تشكل دعما حقيقيا لرؤية الحزب تجاه القضايا القومية ، لما يجده من ثقل حزبي ورمزي لادارة ولاية تعتبر خالصة الى حد كبير للحزب الاتحادي، ومركز ثقل للقيادات التاريخية التي قادت الحزب في الفترات السابقة». ويضيف الدكتور أسامة خليل « هذا فضلا عن ما يجده ، محمد الحسن الميرغني،من دعم حقيقي من جماهير الولاية الشمالية وشباب الحزب لتغيير الصورة التي رسخت في اذهان الكثيرين، بفعل بعض العناصر المتنفذة، عن جدوى المشاركة، الى جانب ان النظام الحاكم في حاجة ماسة الى ثقل الحزب الجماهيري لمواجهة الضغوط الداخلية والخارجية التي يمكن ان تفتح الابواب المغلقة لكل الاحتمالات». ويقول القيادي الاتحادي الشاب «للصحافة»: « مشاركة السيد محمد الحسن الميرغني يمكن ان تغلق الباب امام من يحاولون دق اسفين الشقاق بين السيد محمد عثمان ونجله عبر الوسائط الاعلامية، فالرؤية مشتركة بين الاثنين حول التغيير السلمي لصالح الديمقراطية والحرية، وذلك من خلال الانتقال من دولة الحزب الى وطن يسع الجميع عبر حكومة وفاق وطني ، كما ظل يردد السيد محمد عثمان الميرغني». وبعد كل هذا فان الطريق ربما اصبح ممهدا لأمين التنظيم في الحزب الاتحادي لتولى منصب الوالي في هذه الولاية المهمة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج لاجابة عاجلة، هو: هل يرغب السيد محمد الحسن الميرغني في خوض هذه التجربة، استجابة لمطالب قواعد الحزب، أم لا؟.