رصد : رجاء كامل : انطلقت بالخرطوم امس فعاليات مؤتمر الاستثمار فى الامن الغذائى العربى ،والذى يأتى فى مرحلة مفصلية يمر بها العالم العربى ، على الصعيدين الاقتصادى والاجتماعى،وذلك حسبما جاء في تقرير الهيئة العربية للتنمية الزراعية ،الذى كشف ان الدول العربية بحاجة الى استثمار 144 مليار دولار حتى العام 2030م، لتحقيق متطلبات الامن الغذائى العربى لشعوبها مع اعتبار معدلات السكان . ودعا مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع ، لدى مخاطبته المؤتمرين ، بالانابة عن رئيس الجمهورية ، مؤتمر «الاستثمار في الامن الغذائى العربي، ومتطلبات تعزيز دور القطاع الخاص» الذى بدأ اعماله بالخرطوم امس ويستمر لمدة يومين بفندق السلام روتانا، دعا الى ضرورة اعتماد الدول العربية على مواردها الذاتية ،وتكامل الادوار بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ مبادرة الرئيس عمر البشير للأمن الغذائى ، مطالبا المؤتمر بتبنى توصيات بناءة تساهم في تحقيق الاهداف رغم التحديات التى تحيط بالدول العربية ، وثمن مساعد الرئيس الجهود المبذولة ،وسرعة الاستجابة للمبادرة،مؤكدا دعم الدولة للجهات المنظمة، والمشاركة والممثلة في الاتحادات والمنظمات ومؤسسات التمويل والقطاعات الزراعية والصناعية ،وعدد الموارد المتنوعة التى يتمتع بها السودان والمناخ الجيد الجاذب للاستثمار. واكد رئيس مجلس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية عدنان القصار ،ان المؤتمر يأتى انطلاقا من قناعات راسخة ،مفادها ان السودان يمتلك من المقومات ما يؤهله لان يكون سلة غذاء العالم العربي ،مشيرا الى ان مبادرة الرئيس البشير ،جاءت فى توقيتها واهميتها الاستراتيجية ،وذلك لانها تشكل فرصة مهمة للتعامل مع قضية الامن الغذائى فى الوطن العربى، لما للقضية من عمق وابعاد كانت من بين اسباب ثورات الربيع العربى ،احتجاجا علي ارتفاع اسعار المواد الغذائية ،مع تراجع حاد فى مؤشرات التنمية الاجتماعية المتصلة بالبطالة ومعدلات الفقر والامن الغذائى ،بجانب تواضع الاستثمارات فى ظل محدودية رأس المال الموظف ،حيث يقدر بنحو 357 مليون دولار، ما يعادل اقل من نسبة 1% من قيمة وارادات الدول العربية السنوية من السلع الغذائية الرئيسية، والتى تقدر بنحو 41 مليار دولار، والمتوقع ان تصل الى 63.5 مليار دولار بحلول العام 2030م . وعدد مدير ادارة العلاقات الاقتصادية بجامعة الدول العربية الدكتور تامر العانى ،انابة عن الامين العام للجامعة اهمية الموارد المتنوعة التى يزخر بها السودان، من بترول ومعادن وزراعة ، والتى قال انها تؤهله لان يكون سلة غذاء العالم العربي، مشيرا الى موقع السودان المتميز في قلب القارة الافريقية، مما يجعله نافذة على العالم العربي. وكشف ان الناتج المحلى الاجمالى فى السودان بلغ فى العام 2011م نحو 70 مليار دولار ،وقال ان نصيب الفرد من الناتج المحلى الاجمالى 1.435 دولار ،وبلغ حجم التجارة فى العام 2011م 18.8 مليار دولار، داعيا اتحادات المصارف العربية والغرف التجارية والصناعة والزراعة بالبلاد العربية والبورصة العربية المشتركة لتقديم اوراق عمل قابلة لتطبيق بهدف تمويل المشروعات المقترحة وتنفيذ مبادرة الرئيس البشير للامن الغذائى العربى ،على ان تقدم فى الاجتماع القادم فى سبتمبر 2013م ، مشددا على ضرورة التصديق على اتفاقية المعادلة، وذلك لاستثمار رؤوس الاموال العربية فى الدول العربية ،والتى تم الموافقة عليها فى قمة الرياض، واهمية التمويل للمشاريع العربية القائمة فى السودان. وارجع رئيس اتحاد المصارف السودانى مساعد احمد عبدالكريم، التطور الذى شهده القطاع المصرفى اخيرا ،الى تضافر جهود القطاعات المصرفية ،لاسيما وان الاتحاد يضم 35 مصرفا ،بالاضافة الى مساهمة الرساميل العربية ،بجانب اتجاه رأس المال العربى فى الاستثمار بقيام عدد من المصارف الجديدة وزيادة الموارد المالية والودائع بالاضافة الى التطور التقنى لدعم العلاقات مع المصارف العربية والاجنبية والقدرة على تقديم الخدمات المصرفية المتنوعة والمتطورة. واشاد رئيس اتحاد المصارف السودانى ، بالجهود المبذولة من قبل البنك المركزى،وسياسته الاشرافيه والرقابية ، لتعزيز قدرات الجهاز المصرفى وتحقيق السلامة المالية ،وتسخير المصارف لخدمة الاقتصاد الوطنى، مشيرا الى ان عدد سكان الوطن العربى الذى تجاوز ال350 مليون نسمة، يعانى من فجوة غذائية كبيرة تقدر بنحو 35 مليار دولار، تعمل الدول العربية على سدها عن طريق الاستيراد، داعيا لتوحيد جهود الدول العربية نحو الانتاج بشراكة ذكية . واشار الشيخ ابراهيم بن خليفة ال خليفة رئيس مجلس الامناء في المركز العربي الدولى لريادة الاعمال والاستثمار التابع لمملكة البحرين (اليونيدو) ، الى اهمية المؤتمر ،مبينا انه جاء في مرحلة مفصلية يمر بها العالم العربي، مشيرا الى ان الفاو قدرت متطلبات الدول العربية من الغذاء في العام 2030 بحوالي 144مليار دولار،وذلك في ظل تنامى عدد السكان ،والذى سيزيد من 90مليون نسمة الى 445 مليون بحلول العام 2027م ،مشيرا الى ان تحقيق الامن الغذائى بالمنطقة العربية يشكل عبءا اضافيا فى ظل ارتفاع اسعار السلع المتواصل . واكد استعداد (اليونيدو) في المساهمة للترويج للاستثمار العربي ،والعمل على نقل التكنلوجيا التى تساهم في تنمية الانتاج الزراعي، ورفع مقدرات المزارعين ،مشيرا الى ان انفاذ تدريب عدد من المزارعين بالخرطوم ،تم تنظيمه مع شركة الزوايا وجهاز الاستثمار القومى، وذلك لاحداث نقلة ادارية وتكنلوجية لاحداث نهضة زراعية ذات قيمة عالية تساهم في فتح المجال للتصنيع الزراعى. من جانبه، اشار رئيس اتحاد عام اصحاب العمل السوداني سعود البرير، الى النقص الحاد فى الغذاء، وشح الموارد وتأثيراتها السالبة على الاقتصادات فى الدول العربية ،وتسببها فى اتساع الفجوة الغذائية ،وتوقع البرير ان تصل الفجوة خلال الخمسة اعوام القادمة الى 90 مليار دولار، مؤكدا على اهمية تعزيز علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى الخارجى، والترويج والتعريف بالميزات التفضيلة والموارد والامكانيات والفرص التى يزخر بها السودان ،والتى اكد انها تؤهله ليكون ملاذا امنا لتحقيق الاكتفاء الذاتى للامن العربى ،موضحا ان اهداف المؤتمر تتمثل فى جذب وتعزيز الاستثمارات العربية ،واقامة مشروعات الشراكة وتحقيق تطلعات القطاع الخاص العربى، مؤكدا المضى قدما لمواجهة التحديات لتهئية البيئة الاستثمارية المحفزة للاستثمار، وإزالة كافة المعوقات التى تحول دون انسياب رؤوس الاموال العربية للسودان ،ودعا البرير الى تقوية العمل المشترك وتنمية الشراكة الاستثمارية بين القطاعات الاعمال فى الدول العربية ،وتهيئة مناخ الاستثمار واستقرار سعر الصرف والضمانات.