د. بابكر محمد توم: احتفلت جميع مؤسسات الاتحاد الافريقي بالعيد الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية التي تم انشاؤها عام 3691م، وكان السيد الفريق إبراهيم عبود أحد رؤساء الدول الإفريقية الذين وقعوا على ميثاق انشاء المنظمة، لذلك كان لا بد ان يكون للسودان دور في الاحتفال البهيج الذي شاركت فيها كل الفعاليات الرسمية والشعبية، ومن المنظمات السودانية التي شاركت مجموعة جمعيات حقوق الإنسان في السودان التي شاركت بإقامة معرض تراثي أنيق، واختير مبنى المنظمة القديم بجوار المبنى المهيب للاتحاد الافريقيالذي شيدته دولة الصين كعربون صداقة للافارقة مكاناً له. وكان القائم على هذا المعرض الاخ الصحافي والاعلامي المخضرم عبد الله حميدة الامين، كذلك شاركت المجموعة السودانية بإقامة ندوة كبيرة في مقر الاتحاد الافريقي ترأسها الاستاذ الفاضل ابراهيم عبد الحليم رئيس منظمة الزبير الخيرية، وشارك بالحديث د. حسين كرشوم القانوني الضليع والمهتم بشأن حقوق الإنسان في السودان الذي تحدث حديثاً طيباً عن السلام في السودان وما قام به السودان من جهود من خلال اتفاقيات السلام المتعددة. وشارك في ذلك بروفيسور جيفورد من دولة زامبيا متحدثاً عن القانون الدولي والقوانين والمواثيق الافريقية في شأن السلام، وأكد ضرورة تقوية مؤسسات إفريقيا في مجال تحقيق السلام والأمن وعدم أحقية مجلس الأمن الدولي في التدخل في الشأن الإفريقي، وضرورة حل المشكلات الإفريقية بواسطة الأفارقة أنفسهم. كذلك تم في الندوة تكريم بعض الزعماء الأفارقة الذين سعوا لتحقيق السلام في القارة، ومنهم الرئيس عمر حسن أحمد البشير والرئيس أمبيكي وبعض الشخصيات الافريقية التي تساهم في صنع السلام والاهتمام بحقوق الانسان والحكم الرشيد والحوكمة، وقد لاحظت الحضور الكبير بقصر الشباب في فعاليات الاحتفال وبخاصة الاخوة بلة يوسف رئيس اتحاد الشباب الوطني، وعدد من الشخصيات الناشطة في العمل الوطني ومن بينهم الأستاذة حليمة حسب الله والأستاذة عواطف الجعلي وعبلة مهدي من البرلمانيات والأستاذة ليلى خالد المهتمة بشأن الطفولة ورعاية الايتام، والاعلامية إيناس من وكالة السودان للأنباء، والذين قدموا مشكورين بعض المعينات الإعلامية والاشرطة وادوات واقراص عليها كل المعلومات حول الاعتداء الوحشي من قبل المتمردين على منطقة ابو كرشولا، وفي ذلك خدمة كبيرة لفضح اعمال التمرد التي تنتهك حقوق الأبرياء والنساء والأطفال في مناطق ابو كرشولا وام روابة وغيرها، وكشف ما تم من نزوح وتشرد، وبالتالي فقد قدمت هذه المجموعات «غير الحكومية» خدمة كبيرة للإعلام الإفريقي ولجمهور الحضور في احتفالات الاتحاد الافريقي، وإيصال رسالة السلام في السودان إلى هذه الفئات التي تجهل الكثير عن السودان وتعجز الأجهزة الرسمية عن الوصول اليه، وهذا ما يحمد لمجموعة منظمات حقوق الإنسان في السودان. وعودة لاحتفالات الاتحاد الافريقي بعيده الخمسين، فقد تزينت كل جدران وقاعات مقر الاتحاد بصور الزعماء المؤسسين للاتحاد ومنظماته المختلفة، وحسنا فعل الاخ د. إبراهيم دقش الاعلامي الاول السابق بالاتحاد الافريقي أن حمل معه لأديس أبابا صورة كبيرة للمرحوم الفريق عبود لتضع ضمن صور الرؤساء المؤسسين للاتحاد الافريقي، بعد أن لاحظ بعض الإخوة السودانيين أثناء فعاليات الاحتفال غياب صورة عبود ضمن صور الرؤساء. ولقد تزينت جنبات بهو وقاعات المقر الرئيس للاتحاد بصور لعدة شخصيات سودانية اسهمت اسهامات مقدرة في نشاطات الاتحاد الافريقي، حيث نجد صورة السيد عز الدين السيد أول إفريقي يتبوأ رئاسة الاتحاد البرلماني العالمي.. ولم يحدث بعده أن أفلح رئيس برلمان افريقي في الوصول لهذا المنصب، وهذا كان وسيظل فخراً للسودان أن استطاع السيد عز الدين بالحنكة والمكانة التي عُرف بها وسعة الصدر وتحمل المسؤولية أن يتزعم أرفع مؤسسة برلمانية دولية.. كذلك نجد صورة الدكتور عبد الحليم محمد الرياضي الموسوعي الذي تمكن من الوصول إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي، وصورة الاقتصادي الشهير مأمون بحيري أحد مؤسسي بنك التنمية الإفريقي، والشخصية الاقتصادية الإفريقية الوحيدة التي خلد ذكرها بتأسيس مركز دراسات اقتصادي اقليمي باسمه «مركز مأمون بحيري للدراسات الاقتصادية» بوصفه إحدى مؤسسات بنك التنمية الافريقي بالسودان. وكم كنت آمل أن أجد صورة الدكتورة بدور أبو عفان، وهي السيدة الإفريقية الوحيدة التي وصلت إلى منصب نائب رئيس بنك التنمية الإفريقي في أبيدجان في ذلك الوقت، وكان وجودها في ذلك المنصب دليل على قدرة المرأة الافريقية على ادارة كبريات المؤسسات المالية العالمية.. وأتمنى أن تجد تكريماً يليق بذكرها من اتحادات المرأة ومنظمات المجتمع المدني عندنا في السودان.. وقد كان للسودانيين دور كبير في تأسيس وحسن ادارة مؤسسات الاتحاد الافريقي، حيث كانوا المنظمة الأولى في إدارة الأعمال الفنية المختلفة بالاتحاد، ومن قبله منظمة الوحدة الإفريقية. وعلى سبيل الذكر نذكر منهم السيد مكي عباس أول مدير للجنة الاقتصادية لافريقيا ECA. والحمد لله انها اليوم تحت مسؤولية سوداني ايضاً هو الدكتور حمدوك. وفي الجانب الاقتصادي عمل كثيرون في بنك التنمية الإفريقي، منهم د. صديق أمبدة الاقتصادي المعروف ود. الفاتح شاع الدين وزينب بشير البكري والسيد مصطفى حولي مدير الوكالة الوطنية لتأمين وتمويل الصادرات الآن.. كذلك عمل البروفيسور أحمد عبد الرحمن العاقب مدير مؤسسة العلوم والتكنولوجيا في داكار وهي تابعة للاتحاد الافريقي، وعمل السيد عبد الرحيم ضرار مديراً للإدارة الاقتصادية بمنظمة الوحدة الافريقية لسنوات، ولا ننسى د. إبراهيم دقش الإعلامي الكبير، والسيد هاشم السيد رئيس قسم الترجمة بالاتحاد الذي مازال يُستعان به في أعمال الترجمة بصفة مستمرة لخبرته الواسعة في هذا المجال، كذلك عمل أيضاً السيد خوجلي محمد خوجلي في مجال المراجعة والتدقيق، مثلما عمل السيد عبد العزيز فرج في الإدارة، والسيد إبراهيم عزمي في مجال إدارة الحسابات، وعمل السيد المهندس مهدي أحمد الشيخ خبيراً ومستشاراً هندسياً في عدة بلاد إفريقية. هذه لمحة عن مساهمات السودانيين في مجالات أعمال الاتحاد الإفريقي ونهضة إفريقيا، وهذا شيء نفخر به، فقد كانوا على مستوى من الكفاءة والدراية والإخلاص، مما جعل سيرتهم حسنة ويذكرون بالخير دائماً. فالتحية لهم والرحمة والمغفرة لمن رحل منهم.