الخرطوم : يونس عثمان دقنة: كان مؤشر الساعة يشير الي العاشرة والنصف صباح الاحد ، المكان قرب تقاطع امتداد المك نمر مع شارع كاترينا بالخرطوم 2 رأيتها ، كانت تسير قبالتي تماما توقفت لتستند علي احدي الاشجار بالطريق لم يعر المارة توقفها اهتماما ولكني سألتها ان كانت تشتكي من شئ ، فاجابتني بانها تريد مركز غسيل الكلى وتوقفت لعدم مقدرتها مواصلة السير فتوقفت لتنال قسطا من الراحة ومن ثم تعود لمواصلة المشوار الذي اصبح بعيدا عليها بعد تغيير مواقف المواصلات لم تكن وحدها من يعاني ذلك الآلم القاسي في وقت تفشي فيه مرض الفشل الكلوي خلال السنوات العشر الاخيرة وجاء الانتشار بصورة مريعة وصل فيه عدد المصابين الي «4» آلاف مريض بولاية الخرطوم فقط وفقاٌ لسجلات وزارة الصحة . لتضم الكشوفات 7 الي 10 آلاف حالة فشل كلوي سنويا حسب ما اوردته منظمة الصحة العالمية ويعجز اكثر من ثلثي مرضى الفشل الكلوي البالغ عددهم 15 ألف مريض عن كلفة العلاج ونصف هذا العدد مدرجون في قوائم الانتظار املا في الاستشفاء و ما يعقد المسألة ويضيق دائرة الحلول والمعالجات فيها رفض الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس الافراج عن اكثر من مائة ماكينة غسيل مستخدمة من عدد من الدول الاوربية تمت اعادة تصنيعها قبل عامين معللة رفضها بتخوفها من دخول الامراض الوبائية والملوثات . في وقت يعاني فيه المرضي من ارتفاع تكلفة المعينات الطبية والعلاجات من حقن الايبرس والهبرين التى تحقن تحت الجلد من اجل تحفيز الخلايا المنتجة للدم بعد عملية غسيل الكلى ، بالاضافة الي جرعات الكالسيوم والحديد غيرها من العلاجات التي يعيق عدم توفرها عملية الغسيل للمرضى . مرضى الكلى وأزمة المواصلات قضية لشريحة خاصة تعاني ما تعاني من صعوبة الترحيل والوصول الي مراكز الخدمة بعد ان تم تحويل الخطوط من الشارع الموازي لمستشفي الخرطوم والمستشفيات المجاورة له... «الصحافة » تحدثت الي المريضة فائقة محمد سليمان والتي اشتكت من صعوبة الوصول الي مركز الغسيل الذي اصبح اضافة لجملة مشاكل تعانيها فقالت : نعاني من نقل خطوط المواصلات بعيدا عن مراكز الغسيل هذا بالاضافة الي ارتفاع تكاليف العلاج و نوعية التغذية التي يحتاجها المريض، وقالت ان تحويل مواقف المواصلات خلق أزمة وندرة في الترحيلات العامة انعكست بصورة كبيرة ومؤلمة علي مرضى الكلي في معاناتهم في الوصول الي مراكز الغسيل وارتفاع تكاليف الاجرة الخاصة والتي يصعب توفرها بمعدل ثلاث مرات اسبوعيا ذهابا وايابا . وفي ذات السياق اكد المريض سليمان محمد أحمد ، والذي يجري عمليات الغسيل في مركز الدكتورة سلمي التابع لجامعة الخرطوم ، ان عدة هواجس تطارد مرضى الفشل الكلوي في البلاد وما ان تنتهي مشكلة الا وتتصيدنا الاخري وان كنا في المركز نجري عمليات الغسيل بانتظام ودون أي مشاكل الا ان تكاليف العلاج تقف عائقا امام العديد من المرضى ، هذا قبل ان تتمخض لنا ولاية الخرطوم بولادة مشكلة لا اعتقد انه قد تم فيها مراعاة الحالات الخاصة للمرضي ، ويضيف سليمان اقيم في ضاحية الكلاكلة جنوبالخرطوم واسعي للوصول للمركز الواقع في شارع التجاني الماحي بالخرطوم شرق في الزمن المناسب كي اجري عمليه الغسيل ولكن تعقيدات المواصلات وتغييرها اضاف لنا عبئا جديدا فمن الصعوبة بمكان العمل علي ايجار مركبة خاصة الي منطقة الكلاكلة لان الامكانيات المادية غير متاحة اضف لذلك المواصلات بوضعها الحالي اصبحت ابعد بكثير عما كانت عليه في السابق ويصعب علينا السير لمسافات طويلة . الجدير بالذكر ان الدكتور محمد السابق مدير المركز القومى لامراض وجراحة الكلى كان قد اغلق الباب امام عدة اجابات بخصوص مرضي الفشل الكلوي في برنامج في الواجهة بقناة النيل الازرق الثلاثا الماضي حين قال : لا يوجد جديد في هذا الامر ، و حينما يستجد جديد في هذا الموضوع فانا علي كامل الاستعداد بافادة وسائل الاعلام.