الخرطوم : عايدة ناجي: تتميز المرأة السودانية بصفات جميلة منبعثة من نوعية تربية المجتمع السوداني باعتباره مجتمعا محافظا على العادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والامهات جيلا بعد جيل. ومن هذه الصفات الحياء الذي يعد من الشيم الملازمة دائما للمرأة ويجعلها محط اعجاب الناس غير ان الآونة الاخيرة شهدت جنوح عدد من الفتيات عن ذلك الموروث ولم يعدن يضعن اعتبارا للحياء وبرزت للسطح بعض الممارسات غير المقبولة منهن كفتيات. ان الحديث بصوت مرتفع والقهقهات المنبعثة من افواه البعض في الاماكن العامة اضافة الى مضغ اللبان بطريقة غير لائقة في المركبات العامة وغيرها من الافعال التي لم تكن مألوفة لدى المجتمع السوداني في السابق باتت علامات واضحة. الصحافة استفسرت البعض للتعرف على ارائهم عن ذهاب الحياء بين شريحة واسعة من الفتيات حيث اقرت اسراء محمد الطالبة بجامعة السودان بأن حياء الفتيات لم يعد كما كان في السابق فبعض الفتيات اصبحن يتعاملن بجرأة مع بعض الامور التي كانت حتي الامس تحتاج للتحفظ،غير ان اسراء عادت لتؤكد ان هذه المسألة تعود الى التربية السليمة وتضيف سامية - موظفة- ان الخجل الآن اصبح شبه معدوم وسط البنات وحتى ان البنت الخجولة في هذا الزمن يصفونها بالانطوائية وهي في احيان اخري متخلفة اي انها غير مواكبة للعصر بينما كان الحياء من الصفات المحببة للبنات . وتواصل سامية ان هناك بعض البنات يقمن بقضاء فترة تدريبية معها في المؤسسة التي تعمل بها وفي ذات مرة حاولت ان تنصح احداهن عند قيامها بفعل استغربت له سامية فكان رد الفتاة لها (دي حاجة ما بتخصك). من جانبه يقول عمر عمران ان المجتمع السوداني يرفض تحرر الفتاة من خصلة الحياء وهو لا ينكر انخفاض نسبة الخجل وخاصة في هذه الفترة التي اصبحت فيها الساحة تعج بالفضائيات التي تبث المسلسلات والافلام التي لا تتوافق مع التربية السودانية كما انها تلقي بظلالها السالبة على الشباب سواء كانوا بنين او بنات، اضافة الي مواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر وغيرهما. وليس بعيدا عن حديث عمر يقول الامين وهو يعمل فني ميكانيكا وغالبا ما يجبره عمله للعمل مع فتاة واحدة ويكون الحديث منفرداً بينهما، حيث يقول ان البعض يتعاملن معه دون اي حياء حتى ان واحدة تحدثت معه بطريقةاستحي فيها عن مواصلة الحديث رغم انها لم تحس بأي نوع من الخجل. واضاف انه اضطر الي زجرها والحديث اليها بلهجة قاسية لكنها لم تستجب لكلامه وكأنه ينفخ في قربة مقدودة . وكذلك يقول وائل طالب بجامعة السودان ان موضوع الخجل نسبي يرجع للفتاة نفسها حيث لا يستطيع احد ان يجبرها على ان تلتزم بهذه الصفة الحميدة والتي تحميها من المخاطر ان لم تجلب لها المحاسن، ويضيف انها فعلاً بدأت تشهد تراجعا وبشكل كبير في الآونة الاخيرة ويذكر ان هناك فتاة يعرفها جيداً من الحي الذي يقطنه يقول انها كانت تتمتع بدرجة من الحياء الا انها بعد دخولها المرحلة الثانوية ومن ثم الجامعة اصبحت فتاة اخرى لا تستحي من اي شيء تقوم بفعله سواء في التحدث بصوت مرتفع ومضغ اللبان وطقطقتها حتى انه اصبح ينفر منها على عكس الصورة التي كان يراها بها في السابق.