ذبيح الإناث لسد فجوة الاستهلاك الداخلي ....ومعضلات تواجه القطاع تقرير : تهاني عثمان جملة من المعضلات تقعد بقطاع الثروة الحيوانية وتجعله في ذيل الموارد الاقتصادية بالبلاد ، فافتقار القطاع للعناية المطلوبة وعدم الالتفات الي المشاكل الواقعة عليه ، وعدم الخروج به من النمطية التقليدية اصبح مهددا امام القطاع ، فبالاضافة الي تغول النفط علي المراعي جاء تمدد التعدين العشوائي في الاراضي الرعوية وبالا علي الثروة الحيوانية في ظل ظروف طبيعية تشهد تراجعا في هطول الامطار ، وليس بعيدا عن ذلك الملفات السياسية التي لم يتم طيها بعد مع جنوب السودان بما يتيح للرعاة التوجه بمواشيهم جنوبا كعهدهم السابق وفتح المسارات ، جاءت هذه المعضلات خصما علي انتاج الماشية الذي يشهد في هذه الفترة من الموسم سنويا ارتفاعا في ذبيح الإناث في ظل ارتحال المواشي الي خارج البلاد وزيادة الطلب الخارجي لموسم الهدي في المملكة العربية السعودية مما خلق ندرة في سوق الذكور تم تغطية العجز الاستهلاكي المحلي بذبح الإناث والذي وصل الي ما فوق ال70% وفق افادة الاتحاد العام للرعاة . وللوقوف علي وضع الثروة الحيوانية في ظل ارتفاع نسبة الذبيح من الإناث ومدي تأثيره علي الانتاج ومستقبل الثروة؟ التقت «الصحافة » رئيس الاتحاد العام للرعاة الاستاذ سعد العمدة، والذي ابدى امتعاضه مما يعانيه قطاع الثروة الحيوانية من اهمال ، حيث قال : هناك اهمال قد تجاوز حدوده بعد ابعاد القطاع من دائرة التنمية والتمويل والاهتمام ، واذا لم تتدارك الحكومة ذلك سريعا بوضع خطة عاجلة ومدروسة تنقل القطاع التقليدي الي قطاع حديث ، يصبح من المؤكد حينها حدوث انهيار للقطاع. ويضيف العمدة : ان الوضع الراهن يقول بان الانتاج في تدنٍ شديد جدا يقابله استهلاك وطلب متزايد في الداخل وفي السوق العالمي ، في وقت ما زال فيه قطاع الثروة الحيوانية وخاصة اللحوم يعاني من تخلف شديد ويدار بالطريقة التقليدية القديمة ، وواقع الحال يشير الي وجود ذبيح كبير جدا في الإناث للسوق المحلي ، وهذا يدل علي خروج المنتجين من دائرة الانتاج لعدم جدوى العمل في قطاع الرعي فلو كان الانتاج مجديا لما حدث اتجاه لذبح الانثي التي تنتج ثلاثة مواليد في العام. ويمضي العمدة مفصلا :بان الانثي في حالات عجز الولادة هي ارخص من الذكر هذا مؤشر واضح جدا علي انهيار الانتاج ، وفي الابل لا يكون تصدير الإناث الا لنوع معين من النوق التي يكون الطلب عليها للمشاركة في السباقات ، ولكن عموما الثروة الحيوانية تعاني من تذبذب كبير وضعف في كميات الامطار اثرت علي المراعي بالاضافة لعدم تمويل القطاع وتوسع دائرة المشاريع الزراعية وتمددها علي حساب المراعي وعدم استصحاب المزارعين في زراعتهم للزراعة المختلطة ، اضف لذلك فقد جاء البترول خصما علي الانتاج الحيواني من حيث المساحات والمنتجين قبل ان تظهر الطامة الكبري في التنقيب الاهلي للذهب والذي اخذ بعض المنتجين وبعضهم باع مواشيهم ودخلوا مجال التنقيب . وفي ذات الاتجاه شكك وزير الثروة الحيوانية السابق الاستاذ محمد أحمد ابوكلابيش ، من صدق النسب التي اصدرها اتحاد الرعاة بخصوص ذبيح الإناث، وقال «للصحافة » : من اين جاء الاتحاد بهذه النسب الاحصائية وكيف توصل اليها ؟ في وقت نري فيه بان الاتحاد بعيد كل البعد عن واقع الرعاة ، وقال لم الحظ في ولاية شمال كردفان وبالاخص في مناطق الخوى وغبيش ومدينة الابيض والتي تعتبر من اكبر اسواق المواشي ازديادا في بيع الإناث . ويضيف ابوكلابيش : من واقع السوق نجد انه ومن النادر جدا ان تباع إناث الماشية الا لما يطلق عليها اصطلاحا « الجذاريه» وهي اما انثي توقفت عن الولادة بعد وصولها مرحلة معينة من العمر فخرجت عن دائرة الانتاج واما انثي عقيمة . وما بين ما اورده اتحاد الرعاة وما افادنا به ابوكلابيش وقفنا مع منسق برنامج التداخلات بالامانة الفنية للامن الغذائي بوزارة الزراعة الاستاذ عادل فرح ادريس والذي قال « للصحافة » : ان الذبيح للاناث دائما يحدث كل سنة في موسم الامطار لكن الناس تتوقع هذا العام ان تكون نسبة المواليد ضعيفة ، وحدوث هبوط في اسعار الإناث في الايام المقبلة ، لان الصادر يباع في موسم الهدى والذي يكون الطلب فيه للذكور فقط واسعارها في هذه الفترة تكون مرتفعة نتيجة زيادة الطلب عليها والذي قد لا يكفي قدر الاحتياج ومتطلبات السوق العالمي ، ويزداد الاستهلاك المحلي علي الإناث التي تكون الاقل من ناحية الاسعار . ويضيف عادل فرح : ان العديد من اصحاب المواشي اتجهوا الي حل قضايا المراحيل عن طريق « الاخوانيات » ودخلوا بها اراضي دولة جنوب السودان ، في ظل الظروف الامنية في تشاد واصل بعضهم المسير حتي حدود الكاميرون ، ومن المعلوم بان المرحال من ناحية عرفية لا ينضم اليه الا من يصحب ما لا يقل عن 150 رأسا ، وما دون ذلك يترك ليرعي في المراعي الضعيفة ، وهذا يؤكد بان العدد الحالي الموجود قليل جدا لعدم عودة المراحيل ، والموجود في اطراف المدن وفي الارياف اعداد ضعيفة بالاضافة لارتفاع صادر الذكور ومشاكل التعدين التي نافست في مناطق المراعي مع ضعف في مصادر المياه في هذه الفترة من العام ، ولكن بمجرد عودة المراحيل ودخولها البلاد تلقائيا سيعود السوق الي طبيعته . ويعود فرح ليقول : هذا لا ينفي عدم تأثر حجم الثروة الحيوانية وتراجعها في البلاد اذا لم يتم حل المشاكل مع دولة جنوب السودان وفتح المسارات واذا تمدد التعدين اكثر واكثر في المراعي مما قد ينتج عنه تفاقم في الأزمة وتراجع في اعداد الثروة الحيوانية . ويعدد عادل مشاكل الثروة الحيوانية فيقول : خلال السنوات الاخيرة دخل التعدين في المناطق الرعوية مما قلل من المراعي اضافة الي التغيرات المناخية ، وهناك مسارات كثيرة اغلقت كان يتم من خلالها ارتحال المواشي للجنوب ومع بداية الخريف تنتقل الي الشمال ، وفي الموسم الحالي هذا وقت المرحال والعدد الحالي الموجود ضعيف جدا مقارنة بحجم الثروة الحيوانية الكامل ، ويستدرك بالقول : مع كل ذلك فان الرعاة لا يمكن ان يتخلوا عن مهنتهم للتعدين او الزراعة فالرعاة من الناحية الثقافية ينظرون الي مهنتهم بانها الافضل وان سواها دون ذلك اضافة الي حبهم للمهنة . برنامج متكامل لقضايا النخيل بالشمالية ونهر النيل الخرطوم : الصحافة ناقشت اللجنة القومية لتوفير اشجار النخيل لولايات الشمالية نهر النيل والخرطوم في اجتماعها المنعقد بالامانة العامة للنهضة الزراعية برئاسة دكتور بابكر حمد منسق رفع الانتاجية بالنهضة، ناقشت امكانية وضع برنامج متكامل لمواجهة المشكلات الفنية الخاصة بتربية ورعاية اشجار النخيل من مرحلة الزراعة وحتي التصدير بالتركيز علي انفاذ خدمة الارشاد وبناء القدرات للمنتجين والمرشدين . من جانبه كشف رئيس اللجنة بابكر حمد أن لجنته بصدد تكوين لجان قاعدية بولايات النخيل الثلاث تضع الأسس لاختيار المزارع الذي تتعامل معه والبرنامج الارشادي المطلوب ووضع تصور للاستفادة من الشتول الناتجة من الامهات المستوردة اضافة للتصدير العلمي للحصاد والتصنيع . يذكر أن اللجنة القومية لتوفير اشجار النخيل التي كونتها امانة النهضة تضم امين النهضة الزراعية بالولاية ومدير عام الوزارة الولائية وممثل المنتجين وممثل الوقاية وممثل الارشاد الزراعي ومدير قطاع البنك الزراعي بالولاية. إضافة مصرفية جديدة : تأسيس بنك الإبداع للتمويل الأصغر الخرطوم : الصحافة تم تأسيس بنك الابداع للتمويل الاصغر بالسودان برأس مال بلغ 5 ملايين دولار حيث تم امس تكوين مجلس الادارة وتعيين المدير العام بمساهمة عدد من البنوك السودانية ورجال اعمال من داخل و خارج السودان وبرنامج الخليج العربي للتنمية وشركة زين. وقال رئيس مجلس الادارة ناصر بكري القحطاني« للصحافة» عقب اجتماع المؤسسين ان بنك الابداع للتمويل الاصغر جزء من بنوك الفقراء وامتداد لسلسلة من البنوك تم تأسيسها في دول اليمن والاردن والبحرين وسوريا وسيراليون ولبنان، مبينا ان العمل في البنك سيبدأ خلال ثلاثة اشهر من الان ، واضاف ان البنك سيتعامل بافضل الممارسات في مجال التمويل الاصغر حتى لا يحدث خلل. واعتبر السودان واحدا من افضل البلدان العربية التي لديها تشريعات، واضاف ان الاشكالات تأتي عند مخالفة الممارسات الجيدة ، وقال ان مبدأهم «لا يوجد عميل سيئ بل قرض سيئ » ، وابان ان اقصى حد للتمويل 5 آلاف دولار قائلا انه لا يوجد حد ادنى.